ورشة في بيروت.. قبل الشتاء!

رئيس المجلس البلدي الجديد عبدالله درويش «للسهم»: بيروت لن تقسّم!

.

إثر استقالة رئيس المجلس البلدي السابق في بيروت المهندس جمال عيتاني، بسبب مرضه، إنعقد المجلس وفقاً للقانون لانتخاب أحد أعضائه من الطائفة الإسلامية السنية. ترشح للمنصب شخصان: عبد الله درويش والسيدة هدى أسطى عملاً بمبدأ الديموقراطية. عدد أعضاء المجلس البلدي في الأصل 24. توفي منهم الدكتور ساحاك كيشيشيان، وانتخب هاغوب تيريزيان نائباً عن بيروت ففقد عضويته في المجلس البلدي. إستقال سابقاً من الأعضاء، غابي فرنيني وجو روفايل إضافة إلى استقالة جمال عيتاني الأخيرة. بقي 19 عضواً. حضر من هؤلاء 18 إلى جلسة الانتخابات واعتذر فادي شحرور لوجوده خارج لبنان. حصل المرشح درويش على 14 صوتاً وحصلت السيدة أسطى على صوتين فيما صوّت شخصان بورقتين بيضاوين.

جرت الانتخابات يوم الجمعة في 11 تموز الماضي. منذ ذلك اليوم، يسعى الرئيس الجديد ومعه المجلس البلدي الوصول «لإنجاز نوعي وملحوظ» على صعيد رفع مستوى الخدمات في بيروت بالتعاون الكامل مع رئيس الهيئة التنفيذية في البلدية أي محافظ بيروت مروان عبود. يقول رئيس المجلس عبد الله درويش في حديث خاص مع «السهم» إنه كان يفضّل أن لا يتحدث إلى الإعلام إلا بعد فترة من ظهور الإنجازات على الأرض. لكنّ «أعلم أن قلمك يريد أن يعطي للمواطن في بيروت تفاؤلاً وأملاً عن المرحلة المقبلة إن شاء الله». يشكر الريس درويش، جمال عيتاني على عمله خلال فترة توليه منصب رئاسة المجلس البلدي لسبع سنوات ونيف. ويعتبر أنه خلال الفترة القصيرة جداً -أقل من شهرين- التي تسلم فيها منصبه «لم يفعل شيئاً» في بيروت ذلك أن المدينة تحتاج إلى الكثير! هو يضع نصب عينيه، أنه بالتعاون مع أعضاء المجلس والمحافظ وكل المعنيين، يريد أن يضع خطة للنهوض بالخدمات في بيروت ضمن صلاحياته طبعاً.

خلال الساعات الماضية، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي عن «نزول رئيس البلدية شخصياً مع فرق صيانة الأشجار للإشراف على تشذيب الأشجار في بيروت ورفع الأغصان عن الأرض». وأرفقت الخبر بصور فرق صيانة تشذب الأشجار وتنظف أرض كورنيش المنارة والروشة والرملة البيضاء بالماء بعدما تراكم الغبار وبقايا الأوساخ في شوارع بيروت إثر نسيان طويل. واعتبر متداولو الخبر أن «شخصاً واحداً لا يستطيع أن يفعل شيئاً، لكننا جميعاً يمكننا فعل شيء.. وأول الغيث قطرة».

يعتبر رئيس البلدية أن محافظ بيروت القاضي مروان عبود هو «آدمي وخلوق» ويحب بيروت وأهلها وهناك تعاون كلي بين الرجلين. وهذا الأمر سيؤدي إلى نتائج طيبة. في جعبة الرئيس الجديد مجموعة أولويات للعمل قبل موسم الشتاء. بداية العمل فتح المجاري ومصافي المياه في الطرقات وتشحيل الأشجار ورش المبيدات وتزفيت الحُفر. يتواصل أيضاً مع الجمعيات الأهلية للاتفاق معها على إضاءة ما تبقى من شوارع في بيروت. يستطيع أن يحصي إضاءة خمسين في المئة من الشوارع الأساسية في العاصمة لكنه بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمتمولين من الأفراد الذين يعملون للخير العام «نستطيع معاً إضاءة كل بيروت» من دون الحاجة إلى كهرباء الدولة.

بالنسبة لموظفي البلدية سواء الإداريين أو الحرس البلدي أو العاملين في إطفائية بيروت فرئيس المجلس والمحافظ يريدان أن يحميا هؤلاء. عرض رئيس المجلس أن يتم التعاقد مع شركات تأمين متخصصة لتوقيع عقود تأمين صحي لكل الموظفين. الخطة يتم تحضيرها وهي من الأولويات في المرحلة القصيرة المقبلة. في ظل النقص المادي الكبير عند الموظف، فإنه عند نيله الأمان الصحي ففي المقابل يُنتظر منه أن يتشجع على القيام بعمله.

هناك مطلب دائم لأهل بيروت وساكنيها بإزالة المخالفات في الشارع. هل يستطيع المحافظ ورئيس المجلس الجديد أن يزيلا المخالفات؟ يقول الرئيس: إنه مقتنع بذلك والمحافظ أصدر قراراً بدءاً من شهر أيلول الحالي بضرورة إفادة المستودعات في مدينة بيروت للبلدية عن ماهية استعمالها، وحتمية أن يضع أصحاب المولدات عدادات لها، إضافة إلى إزالة كافة المخالفات. يطلب رئيس المجلس البلدي من الفعاليات السياسية والاجتماعية والنواب والأحزاب ومن «الجميع» أن يضعوا أيديهم مع المجلس البلدي والمحافظ لأن «يداً واحدة لا تصفق والطير بجناح واحد لا يطير».

البلديات في لبنان هي خط التماس الأول مع الشعب. إذا لم يتعاون كل الناس مع البلدية لا تستطيع أن تفعل شيئاً. يقول إنه عندما تنزل فرق البلدية لإزالة المخالفات خلال أيام من الآن، نريد دعم الجميع لخطوتنا. التوعية مطلوبة للمواطنين ويجب رفع الغطاء السياسي عن كل مخالف. وماذا عن الأوضاع المعيشية الضاغطة على المخالفين؟ «هذا لا يعني أن يتعدوا على حقوق غيرهم من المواطنين. أتفهم ذلك، لكن لا يعطي هذا الأمر حجة للبعض مثلاً في أن يحتل مكاناً في الشارع أو زاوية في أملاك الدولة لعرض البضائع على الطرقات. هذا الأمر قد يفتح الشهية لبيع الممنوعات حتى. بدلاً من ذلك أدعو الذين يريدون أن يبيعوا حاجيات على الطرقات إلى استئجار محلات صغيرة على قدر إمكانياتهم. نريد بيروت جميلة ونظيفة وخالية من المخالفات على أنواعها». يؤكد درويش أن كل الناس هم سواسية في هذه المدينة. عن تقسيم البلدية إلى قسمين أو أكثر «بهذا التعاون الحاصل بين رئيس المجلس البلدي والمحافظ، أتصور أن أي مطلب بالتقسيم سيتم التغاضي عنه. في السياسة، مادام هناك زعماء وجهات عديدة، يستطيعون إعطاء الضمانات بالمناصفة في المجلس البلدي فمسألة تقسيم بلدية بيروت ليست مطروحة».