سباق محموم بين نيويورك ولندن للفوز بإدراج أرامكو

.

تتصدر نيويورك ولندن، اللتان تخوضان سباقا محموما لتكونا مكان الإدراج الدولي الرئيسي للاكتتاب العام الأولي في المملكة العربية السعودية لشركة النفط التابعة للدولة، سباق على الفوز بما سيكون أكبر عملية تعويم في العالم على الإطلاق.

عقد المديرون التنفيذيون من بورصة نيويورك وبورصة لندن محادثات مع شركة أرامكو السعودية، التى يقيم مسؤولون في الرياض قيمتها عند 2 تريليون دولار ، وفقا لأشخاص على معرفة بالموضوع. وينظر إلى كل من لندن ونيويورك من قبل المسؤولين السعوديين والمسؤولين التنفيذيين في شركة أرامكو ومستشاري الاكتتاب العام على أنهما البورصتان الوحيدتان اللتان تتسمان باتساع تواجد المستثمرين العالميين والخبرة والسيولة لقيادة طرح عالمي بهذا الحجم.

وتستعد كلتاهما الآن لهذا الاكتتاب اعتقادا من كل منهما أنها هي المفضلة.

يقول نثنائيلموكلير ، المؤسس المشارك لألدبران غلوبل أدفايزرس والمدير العام السابق للإدراجات العالمية في بورصة نيويورك يورونكست «من الواضح أن هذا ليس اكتتابا عاديا. نظرا لحجم هذه الصفقة أنصحهم برفع مستوى طموحاتهم وأن يقوموا بأكبر قدر مكن من عمليات الاكتتاب».

الصراع من أجل الفوز بتعويم شركة أرامكو السعودية، المزمع في عام 2018، يأتي في مرحلة حرجة للمركزين الماليين حيث يختبر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قدرة لندن على الاحتفاظ بانتشارها العالمي، في حين أثارت سياسات إدارة دونالد ترامب أسئلة حول نهج الولايات المتحدة تجاه حلفائها التقليديين في الخليج. وفي حين أن الحجم الهائل لبورصة نيويورك يجعلها الخيار المفضل، إلا أن مصادر على معرفة بالوضع تشير إلى أن متطلبات الإدراج في لندن قد تكون أكثر قبولا.

لم يصدر بعد أي قرار نهائي من السعودية، وفقا لأشخاص على معرفة بهذه المسألة، وتجري المناقشات بهذا الشأن على مستوى الديوان الملكي.

ولايزال بإمكان بورصات أخرى أن تلعب دورا في عملية الاكتتاب. وكانت السعودية قد قالت إن عملية الاكتتاب يمكن أن تشمل ثلاثة أماكن لرغبتها في الاستفادة من أكبر مجموعة ممكنة من رأس المال الدولي ومنح المواطنين السعوديين سهولة في الوصول إلى أسهمها.

وقال أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية هذا الأسبوع «إن بورصة واحدة أو ربما اثنتان» سيتم اختيارهما إلى جانب الادارج في تداول في الرياض. السوق الآسيوية تعتبر جزءا أساسيا من استراتيجية النمو بالنسبة لأرامكو السعودية، لذلك لا ينبغي استبعاد الأسواق المالية في المنطقة، خصوصا عند حدوث عملية اكتتاب ثلاثية.

وكشفت هونغ كونغ وتورنتو أن كلتاهما تواصلتا مع أرامكو السعودية كمقار مممكنة لعملية الإدراج، في حين تحظى طوكيو بدعم رفيع المستوى في الحكومة اليابانية، وفقا لمسؤولين حكوميين. كما عقدت سنغافورة أيضا محادثات مع أرامكو. وتحتاج جميع البورصات المحتملة التغلب على العديد من المسائل من قبيل القواعد بشأن نسبة أسهم الشركة التي يجب أن تدرج والمتطلبات اللازمة لإدراجها في مؤشراتها.

نيويورك لديها سوق رأس المال الأكثر عمقا، ولكن لديها أيضا قواعد صارمة بشأن الكشف عن بيانات احتياطي النفط. ولايزال ينظر إلى نهج إدارة ترامب تجاه حلفائها في الشرق الأوسط على أنه أمر لا يمكن التنبؤ به. فتشريعات الولايات المتحدة السماح لضحايا الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر برفع دعوى قضائية، قد تزيد من خطر إدراج في الولايات المتحدة.

ويعد هذا الاكتتاب حجر الزاوية في خطة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد البلاد بعيدا عن الطاقة، واستثمار عائداته في الصناعات غير النفطية. وتعتزم أرامكو السعودية في البداية إدراج %5 من الشركة، وقد شكك المستثمرون والمحللون بحجم تقييم الرياض لقيمة الشركة عند 2 تريليون دولار .

ولكن حتى إذا بلغ نصف ذلك الرقم المستهدف فقط، فإن الاكتتاب سيجمع 50 مليار دولار ، ضعف الاكتتاب القياسي الذي سجلته شركة علي بابا في عام 2014. بالنسبة للندن، حيث يملك مؤشر فايننشال تايمز 100 وزن قوي للسلع مع شركات مثل بي.بي وغلينكور وشل، فإن الفوز بهذا الاكتتاب سيكون انتصارا كبيرا نظرا لحال عدم اليقين الذي تسبب به التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وينظر إلى بورصة لندن باعتبارها تتمتع بتوقيت زمني مفيد وإمكانية جيدة للوصول إلى المستثمرين الأوروبيين والآسيويين. ويقول مارتن برايس، المحلل في كريدي سويس «جذب إدراج شركة أرامكو سيشكل اعترافا وتأكيدا قويا جدا على مرونة لندن كمركز مالي دولي».