العالم على شفا «فشل أخلاقي كارثي» بغياب عدالة توزيع اللقاحات

مدير منظمة الصحة: كورونا تضع الأكثر فقراً وضعفاً في العالم في خطر

.

أطلق مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس صرخة جديدة حيال مواجهة جائحة كورونا الاثنين قائلاً إن «العالم على شفا فشل أخلاقي كارثي» فيما يتعلق بتوزيع اللقاحات، وحث الدول والشركات المصنعة على مشاركة الجرعات المضادة لكوفيد-19 بشكل أكثر إنصافاً في جميع أنحاء العالم.

وقال جيبريسوس خلال افتتاح الاجتماع السنوي للمجلس التنفيذي للمنظمة «إن أسلوب أنا أولاً لا يجعل الأكثر فقراً وضعفاً في العالم في خطر فحسب، لكنه سيأتي بنتائج عكسية أيضاً».

القلق من عدم تلبية الشركات المنتجة للقاحات ساد دول أوروبية أيضاً، حيث عبرت مصادر صحية رسمية في عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي عن قلقها لتأخر إمدادات لقاح «فايزر»، وذلك بعد أن أبلغها الجهاز المكلف في المفوضية أنه لن يتمكن من تسليم الدول الأعضاء سوى نصف الكميات الموعودة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.

وأعربت بعض الدول عن شكوكها في أن تكون شركة «فايزر» الأميركية قد وقعت عقوداً لتسليم كميات لا تملك القدرة الكافية على إنتاجها في المواقيت المتفق عليها، والتي علـى أساسها وضعت البلدان الجداول الزمنية لحملات التلقيح.

ومع تهافت دول العالم على تسلّم الجرعات بعد ظهور سلالات جديدة أشد عدوى من فيروس كورونا. عرض غيبريسوس مثالاً لانعدام المساواة، وأشار إلى استخدام أكثر من 39 مليون جرعة من اللقاحات في 49 من الدول مرتفعة الدخل، مقارنة مع 25 جرعة فقط في إحدى الدول الفقيرة.
ولفت إلى أن «في نهاية المطاف، لن تسفر هذه التصرفات إلا عن إطالة أمد الوباء».

وفي هذا السياق تصاعدت التنبيهات حول أنَّ خطط التلقيح ما زالت تعترضها عقبتان أساسيتان: الاختناقات اللوجيستية لتوزيع اللقاحات بالسرعة المبرمجة، وعدم تجاوب نسبة عالية من السكان مع دعوات التلقيح ما يزيد من صعوبة الوصول إلى المناعة الجماعية (مناعة القطيع) لوقف انتشار الوباء.