مع عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى بيروت مساء الأحد بعدما أمضى أياماً خارج لبنان، تترقب الأوساط السياسية حدوث أي خرق على المستوى السياسي يؤدي الى خرق الجمود الحاصل في تأليف الحكومة.
مصادر الرئيس المكلف تؤكد ل «السهم» أنه لن يتراجع عن مهمة تشكيل الحكومة، ولا يتوافق مع مطلب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن يترك لفريق الممانعة أن يشكل حكومة هو ويدير البلد، منطلقاً من فكرة أننا جربنا حكومة اللون الواحد، فماذا جنينا؟
المصادر عينها تنقل عن الرئيس المكلّف أن ابواب العالم أقفِلت، وتوقفت المساعدات عن لبنان نتيجة هكذا حكومات، من هنا المسؤولية الوطنية تحتم على الحريري أن يستمر وعليه انطلق في جولة خارجية شملت عدداً من الدول سعى من خلالها إلى إعادة الثقة بلبنان وإلى إعادة التواصل مع دول انقطعنا عنها وغادر سفراؤها بيروت كدولة الامارات العربية المتحدة، شارحاً الوضع الدقيق في لبنان والحاجة الماسة الى الأشقاء العرب .
وأيضاً أكدت مصادر الرئيس المكلف سعد الحريري ل «السهم» أنه لن يبادر هو باتّجاه رئيس الجمهورية فهو قدم تشكيلته وينتظر جواب ميشال عون، أضف إلى أن الرئيس المكلف تعرض لإهانة كبيرة جرّاء الفيديو المسرب من قصر بعبدا والذي يتهم فيه عون الحريري بالكذب.
في السياق الحكومي تؤكد مصادر سياسية رفيعة لموقعنا أن أداء رئيس الجمهورية الرافض لسعد الحريري ويتقدمه رفض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هدفه إحراج الحريري لإخراجه، وتكشف أن عون وباسيل لديهما ثلاثة اسماء سنّية كناية عن مرشحين محتملين في حال خرج الحريري، والأسماء هذه ليست من الطبقة السياسية التقليدية او العائلات السياسية وليست من الاسماء المعروفة على صعيد الشأن العام.
وسط هذه الأجواء القاتمة، يستمر تحرك البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي مدعوماً من الفاتيكان. الراعي ينطلق من مبادرة شخصية ولكن هو على اتصال مباشر بالفاتيكان الذي بدوره يحثّ دولاً على التحرك باتجاه لبنان مثل فرنسا والإتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية.
ونلفت الى أن الاتصال الذي اجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان جاء بعد تمني الفاتيكان عدم ترك لبنان.
وفي الاطار كشفت مصادر قريبة من بكركي أن البطريرك الراعي مستمر في مبادرته التي لا يسعى من خلالها فقط الى جمع الرئيسين بل الى تشكيل حكومة. والمصادر تضيف ان البطريرك يجري اتصالات خارجية وداخلية مع مختلف القيادات، كما عقد اجتماعات مهمة بعيداً من الاعلام بغية الوصول الى حكومة بحيث طلب في عظته يوم الأحد الفائت من عون أن يبادر هو باتجاه الحريري ويدعوه الى بعبدا خاصة بعدما كان اودع الحريري عون تشكيلة مكتملة دون ان يسمع جواباً، وبعد تسريب الفيديو الذي أهين فيه الرئيس المكلف. وبمجرد ان يُقدِم عون على دعوة الحريري يكون قد أبقى المبادرة في يده من منطلق انه رأس البلد وشريك في تشكيل الحكومة.
في السياسة يتفق كثيرون مع ضغط البطريرك ومع توجهه، وتقول مصادر سياسية أن على عون أن يبادر الى دعوة الحريري إلى قصر بعبدا لازالة التباس الفيديو المسرب من القصر الجمهوري، فالحريري، شاء عون ام أبى يمثل طائفة كبيرة واساسية وهي الطائفة السنية، ولن يكون بمقدور الحريري ان يبادر هو لئلا يتعرض لمزايدات وقصف من داخل بيئته.
الحريري تعرض لاساءة لذا يُفترض بعون ان يبادر.