بايدن في البيت الأبيض.. «فجرٌ جديدٌ في أميركا»

وعود بالوحدة ومحاربة الإرهاب والعنصرية وكورونا واستعادة أميركا العظمى

بايدن وزوجته
. بايدن وزوجته

في حفل تاريخي ووسط إجراءات غير مسبوقة وتحت أعين العالم، أدّى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية مدشناً عهداً جديداً، ليبدأ ولايته رسمياً ويصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركية، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

ووفق طقوس بروتوكولات التنصيب، وبعد أداء القسم، ألقى بايدن خطابه على منصة التنصيب أمام مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن، في حفل حضره مايك بنس نائب الرئيس المنتهية ولايته، ورؤساء أميركيون سابقون ومسؤولون في الكونغرس بينهم الرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته، والرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وفي خطابه، أكد ساكن البيت الأبيض الجديد أنه سيكون رئيساً لكل الأميركيين بغض النظر عن كونهم من المؤيدين له أو المختلفين معه، معتبراً أن حفل تنصيبه رئيساً هو انتصار للديمقراطية. ووعد بـ«إلحاق الهزيمة بنزعة تفوق العرق الأبيض والإرهاب الداخلي»، في إشارة إلى الأحداث التي شهدتها البلاد خلال اقتحام مبنى الكابيتول. وتحدثّ عن إعادة تأسيس الطبقة الوسطى، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتأمين الوظائف، وجعل أميركا قوة عظمى مجدداً. كما أكد على أنّ عمله الأول والأساسي هو مواجهة جائحة كورونا. واستذكر ضحايا الفيروس الـ 400 ألف في البلاد، بلحظة صمت وصلاة، وحذّر من حلول المرحلة «الأكثر فتكاً» من الجائحة.

ولأن «لا وقت نضيّعه» قام بايدن مباشرةً بعد انتهاء مراسم التنصيب، داخل أحد مكاتب مبنى الكونغرس على عدد من المراسيم الجديدة تضمنت ترشيحاته للوزراء ومعاونيهم.

بروتوكولات التنصيب

قبل الخطاب، أشرف رئيس المحكمة العليا جون روبرتس على أداء جو بايدن القسمَ الرئاسي، ثم أشرفت القاضية المعاونة سونيا سوتومايور على أداء نائبة الرئيس كامالا هاريس القسم.

بايدن وعائلته مشياً على الأقدام في الطريق الى البيت الأبيض

وبحسب شبكة «سي أن أن» الأميركية، فإن بايدن أقسم على نسخة من الإنجيل في حوزة أسرته منذ 127 سنة، وسيصبح ثاني رئيس كاثوليكي في تاريخ الولايات المتحدة.

وقبل ذلك ألقت عضوة مجلس الشيوخ إيمي كلوبوتشار خطابَ الترحيب، ثم ألقى روي بلانت رئيسُ لجنة الكونغرس المشتركة لمراسم التنصيب كلمتَه، ثم تُلي دعاء كنسي. بعد ذلك عزفت البحرية الشعار الوطني الثلاثي وأدّت الفنانة ليدي غاغا النشيد الوطني. وغنّت جينفر لوبيز «هذه الأرض أرضكم» و«أميركا جميلة».

وغابت عن مجريات اليوم بروتوكولات متعارف عليها مع غياب ترامب وزوجته، كما شهدت تغييراً في إجراءات تسليم الحقيبة النووية. وتوجه بايدن لاحقاً إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية بحضور الرؤساء السابقين بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما.

مقبرة أرلينغتون
النصب التذكاري في أرلينغتون

وبعد هذه الفعاليات دخل جو بايدن وزوجته إلى البيت الأبيض، حيث استقبله برئيس العمليات والخدمات المنزلية في البيت الأبيض، تيموثي هارليث، بدلاً عن ميلانيا ودونالد ترامب. ولدى دخوله البيت الأبيض أعلن بايدن 20 كانون الثاني / يناير «يوماً وطنياً للوحدة».

وفي المكتب البيضاوي ترك ترامب خطاباً لبايدن، وهو تقليد يحمل قيمة كبيرة في مراسم التسلّم. كما ترك مايك بنس نائب ترامب رسالة لخليفته كامالا هاريس.

وغادر الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب البيت الأبيض صباحاً قبل بدء مراسم التنصيب إلى قاعدة «آندروز» العسكرية، قبل أن يتوجه إلى فلوريدا.

 

ترحيب دولي ودعوات للتعاون

المواقف الدولية توالت مرحبة بالرئيس الأميركي الجديد وأملت بالتعاون. ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلاً «مرحباً بعودتك» إلى اتفاق باريس للمناخ. ورحب الاتحاد الأوروبي بتولي الرئيس بايدن مهامه رسمياً، ودعاه لإحياء التحالف بين أوروبا والولايات المتحدة، في حين قالت روسيا إنها لا تنتظر الكثير، لكنها ستسعى لتحسين العلاقات مع أميركا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أوروبا «لديها من جديد صديق في البيت الأبيض بعد 4 سنوات طولية». وأعرب الرئيس الألماني فالتر شتاينماير عن ارتياحه الكبير لانتقال السلطة في الولايات المتحدة.
وأشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء بنهاية عهد «طاغية»، معتبرا أن «الكرة في ملعب» الرئيس المنتخب جو بايدن بشأن العقوبات والاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

من جهته، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ تطلعه للعمل مع بايدن لتعزيز الروابط بين أوروبا وواشنطن. أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي واجه انتقادات بسبب علاقاته الوطيدة بدونالد ترامب، فقال إنه يتطلع للعمل عن كثب مع الرئيس الأميركي الجديد.

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف اليوم إن وصول بايدن للرئاسة لن يغير شيئاً بالنسبة لروسيا. وأضاف أن بلاده ستواصل السعي لتحسين العلاقات مع واشنطن، وسترحب بأي رغبة أميركية لتمديد معاهدة «ستارت الجديدة».

بدوره دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جو بايدن إلى «تعزيز التحالف الأميركي الإسرائيلي، ومواصلة توسيع نطاق السلام بين إسرائيل ودول عربية».
ومن الفاتيكان هنأ البابا فرنسيس بايدن على تنصيبه رئيساً، وقال إنه يدعو الرب ليقود جهوده لإحلال المصالحة في الولايات المتحدة والعالم.

وفي خطوة لافتة، بعد التنصيب غيَر حساب السفير الأميركي إلى إسرائيل في «تويتر»، النبذة التعريفية له ليصبح «سفير الولايات المتحدة إلى إسرائيل والضفة العربية وقطاع غزة».