كلوي كورنيش– فايننشال تايمز –
أسفر تفجير انتحاري مزدوج في وسط بغداد عن مقتل أكثر من 30 شخصًا، وهو أول هجوم واسع النطاق يضرب العاصمة العراقية منذ يناير 2018 وأكثر من ثلاث سنوات منذ أن أعلنت البلاد أنها هزمت تنظيم داعش.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي انفجارًا مزق حشدًا من المتسوقين في سوق محلي شهير، بينما سجلت مقاطع متعددة صوت انفجار ثان بعد دقائق.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 32 وإصابة 73 شخصًا. وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجوم، مشيدًا بالهجوم ووصفه بأنه “فرسان الاستشهاد”.
يأتي الهجوم في اليوم الأول للرئيس الأميركي جو بايدن في منصبه ويؤكد ضعف العراق أمام الإرهاب حتى مع تقليص قوات التحالف الدولي المناهض لداعش بقيادة الولايات المتحدة عملياته هناك. يأتي القصف في أعقاب سحب القوات الأميركية في العراق خلال العام الماضي حيث سعى الرئيس السابق دونالد ترامب لإنهاء الانتشار العسكري الأميركي في الخارج. ولا يزال هناك 3000 جندي أمريكي في العراق انخفاضا من 5200 جندي في يونيو/ حزيران من العام الماضي لكنهم غير مسؤولين عن تأمين بغداد.
وكتب علي أكرم البياتي عضو المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان على تويتر أن الهجوم الوقح «مؤشر على عودة الإرهاب»، مضيفا أن التفجير يشير إلى ضعف المؤسسات الأمنية.
ووقع آخر هجوم بهذا الحجم في وسط بغداد في كانون الثاني/ يناير 2018 – وهو أيضا تفجير انتحاري مزدوج في نفس الساحة.
وتبنى تنظيم «داعش»، الذي تم طرده من المدن العراقية الشمالية الكبرى التي كانت تسيطر عليها في دولة الخلافة المعلنة.
وينتشر مقاتلو داعش المتبقون بشكل أساسي في شمال وغرب البلاد، حيث يُتهمون بمضايقة السكان المحليين.
يقول إياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، في تغريدة على تويتر، إن هجوم الخميس أثار تساؤلات حول فعالية الجهود «للكشف عن الخلايا النائمة للإرهاب».
بدوره، يؤكد يحيى رسول، المتحدث باسم الجيش العراقي، إن قوات الأمن حاولت ملاحقة المهاجمين في منطقة سوق مزدحمة لكنها لم تتمكن من منعهما من تفجير تفجيراتهما.
لكن شهود عيان قالوا لقنوات إخبارية تلفزيونية محلية إن المهاجم الأول بدا وكأنه يتظاهر بالمرض ليجمع حشدًا من الناس – وأن الثاني انفجر عندما هرع الناس لمساعدة ضحايا الانفجار الأول.
ويُنظر إلى هذه على أنها تكتيكات كلاسيكية لداعش – مصممة لزيادة الخسائر في صفوف المدنيين.
في حين أن الاغتيالات شائعة نسبيًا في بغداد، حيث تعمل الميليشيات الشيعية المارقة مع الإفلات الواضح من العقاب، أصبحت الهجمات الإرهابية واسعة النطاق نادرة في السنوات الأخيرة.
وأزيلت الجدران ونقاط التفتيش التي أدت إلى خنق حركة المرور في العاصمة بشكل متزايد في السنوات القليلة الماضية مع انحسار التوترات.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي شغل سابقًا منصب رئيس المخابرات العراقية، بتعزيز الأمن وكبح جماح الجماعات المسلحة. تم تعيينه كرئيس للوزراء بعد احتجاجات حاشدة أطاحت بالحكومة السابقة قبل عام، ووعد الكاظمي بإجراء انتخابات مبكرة الأسبوع الماضي بعد أن أوصت السلطات الانتخابية بتأجيل التصويت من الربيع إلى الخريف هذا العام.