يبدو أن ما ورد البارحة الجمعة في بيان رئاسة الجمهورية اللبنانية عن أن حزب الله لا يتدخل في أي قرار لرئيس الجمهورية بما في ذلك عملية التأليف، كان رسالة مُسبقة من الرئيس عون لاحتمال يتم تداوله بشدة حول دخول حزب الله على خط الدفع باتجاه التأليف، وعون تحسّباً ومن خلفه التيار الوطني الحر أرادوا ان يقولوا لحليفهم بما معناه في المثال: بحبك يا إسوارتي بس مش قد زندي!
تقول المصادر أن حزب الله لديه مصلحة كبيرة بأن تشكل الحكومة وبرئاسة سعد الحريري لاعتبارات سنية وخارجية لذا سيسعى الحزب للوصول إلى تنازلات جزئية ومساحة مشتركة بين الحريري وعون الذي تعتبر المصادر أنه انزعج حين ساواه السيد حسن نصرالله في خطابه بالحريري عندما اعتبر أن مسؤولية العرقلة تقع على عاتق الطرفين، فإلى من سينحاز الحزب أخيراً وهل ينجح حقاً في خرق الأجواء الملبدة بالتصريحات العلنية والسرية والمسرّبة بين الطرفين؟!
وتشير المعلومات إلى أن حزب الله سيستأنف مسعاه في الساعات المُقبلة للتوافق على تشكيلة حكومية، وهو كان ينوي بدء مسعاه قبل إعلان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي تحرّكه لإنتاج تسوية، ففضّل حزب الله البقاء جانباً إفساحاً في المجال أمام الراعي لكن وبينما لم تصل المبادرات السابقة إلى أي حلول، قرّر حزب الله العودة إلى إطلاق المسعى، وخاصة أنّه لم يعد من الممكن التذرع بضغوط خارجية بعد مغادرة دونالد ترامب الرئاسة الأميركية، ويُفترض أن يكون الحريري قد بات أكثر تحرّراً!
حالُ الشارع اللبناني يقول: نحن غارقون في المرض وفيروس كورونا والدولار الطائر والاقتصاد المنهار والبطالة المتزايدة والفقر المدقع .. لا يعنينا من أين ستهبط الحلول لكننا نحتاجها علّها تحدث تغييراً ما في لبنان الذي يئنُّ منذ أكثر من عام بعدما انقلبت الحياة بأهله رأساً على عقب.