مصادر «السهم»: ماكرون في زيارة مفاجئة للبنان

التواصل الفرنسي مع الأطراف اللبنانيين لم ينقطع ابداً

منى صليبا
. منى صليبا

“فرنسا لن تترك لبنان وحيدا خاصة في هذه المرحلة الصعبة، والفرنسيون يبحثون عن طريقة او آلية عمل جديدة لانقاذ الوضع وتشكيل الحكومة سريعاً بعد ما فشلت المحاولات السابقة. هذا ما تشير اليه مصادر مطلعة لـ «السهم» على الدور الفرنسي تحديداً في ملف تشكيل الحكومة.

اذاً الفرنسيون الذين ارتاحوا لتسلم جو بايدن منصبه في الولايات المتحدة سيعاودون تحركهم قريباً بحسب المعلومات، وقد يُصار الى إرسال موفد فرنسي الى لبنان في المستقبل القريب للمتابعة حول ما أثاره الموفد الذي سبق وزار بيروت باتريك دوريل.

في الماضي القريب طُرحت فكرة من قبل الفرنسيين وهي أن يجمعوا الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير السابق جبران باسيل في باريس ولكن هذه الفكرة سقطت ووضعت جانباً لان اختلافاً في وجهات النظر بين اعضاء الخلية التي تهتم بالشأن اللبناني في الاليزيه لم يحسم الموضوع ايجاباً، لتعود باريس وتبحث عن مخارج جديدة.

الموضوع الحكومي.. والمأزق الصعب

أكثر من وجهة نظر تُسمع في باريس حول الموضوع الحكومي والمأزق الصعب:
هناك من يحمّل الحريري المسؤولية لانه هو من أتى بميشال عون رئيساً للجمهورية واليوم وقع الخلاف بينهما ولم يعد للحريري أي مونة على رئيس الجمهورية، وهناك من يوجه اللوم ويضع المسؤولية على الوزير السابق جبران باسيل الذي يريد وفريقه الثلت المعطل في الحكومة الجديدة.

ولكن مصادر مطلعة على الأجواء والمواقف الفرنسية تكشف أن الفرنسيين نصحوا الحريري بأن يستمر في مهمته وأن لا يتنازل او يترك كرة التأليف. واسدوا للحريري نصائح في التأليف اعتمدها في اختياره للاسماء.

وتضيف أن التواصل الفرنسي مع الأطراف اللبنانيين لم ينقطع ابداً بالرغم من الانشغالات الكثيرة التي طرأت على الجانب الفرنسي في أكثر من ملف، ولكن التواصل ابقى الجانب الفرنسي في صورة التطورات اللبنانية.

تصويب المسار

ولأن الأوضاع الحكومية في لبنان وصلت فعلياً الى حائط مسدود لم تنفع معها جميع الوساطات، تكشف المصادر لـ «السهم» عن امكانية ان يقوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة مفاجئة الى لبنان لاعادة تصويب المسار وايجاد حل خاصة وان فرنسا لا تريد ان تفشل او تنسحب من الساحة اللبنانية. ويساعد فرنسا اليوم عنصران:

– الإدارة الاميركية الجديدة سيما وان ادارة ترامب لم تكن عاملاً مساعداً لفرنسا في خطوتها تجاه لبنان، لا بل عرقلت بأدائها والعقوبات التي فرضتها امكانية ولادة الحكومة مرتين متتاليتين، حكومة مصطفى اديب عندما فرضت عقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، وبعدها حكومة الحريري عندما فرضت عقوبات على الوزير السابق جبران باسيل.

– والمحادثات الأميركية_الأيرانية التي من شأنها اذا انطلقت جدياً ان تساعد بتخفيف التوتر وإمكان الوصول الى حل في بيروت مع امكانية ضغط طهران المؤثر.

اذا قد يزور ماكرون بيروت وقريباً بعد ما ارجأت الزيارة التي كان ينوي القيام بها عشية الاعياد بسبب اصابته بكورونا، ولكن اليوم واذا تمت الزيارة فستكون أكثر حسماً.