استراتيجية التطعيم الأوروبية.. تحت المجهر

بداية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كانت أسرع من الاتحاد الأوروبي

فشل استراتيجية التطعيم في الاتحاد الأوروبي
. فشل استراتيجية التطعيم في الاتحاد الأوروبي

مايكل بيل وهانا كوشلر وسارة نيفيل (فايننشال تايمز) –

تخضع استراتيجية شراء اللقاح في الاتحاد الأوروبي للتدقيق بعد أن كافحت الدول الأعضاء لإطلاق اللقاحات في الأسابيع الأولى من العام الجاري، متخلفة عن المملكة المتحدة والولايات المتحدة في السباق المبكر لتطعيم المواطنين ضد كورونا.

في حين أن المملكة المتحدة قد أنجزت ما يقرب من 10 جرعات لكل 100 مقيم، وقامت الولايات المتحدة بالوصول إلى ما يزيد قليلاً عن 6 جرعات لكل 100، يعاني الاتحاد الأوروبي مع منح جرعتين فقط لكل 100 مقيم، وفقًا لبيانات فاينانشيال تايمز.

أثار اتساع الفجوة قلقًا متزايدًا في العواصم الأوروبية، خاصة وأن إمدادات اللقاح المتوترة بالفعل عانت من مزيد من الانتكاسات. في أحدث ضربة لخطط التطعيم ، قال مسؤولون أوروبيون يوم الجمعة إن عمليات تسليم لقاح سترازينيكا في الربع الأول من المحتمل أن تنخفض بأكثر من النصف بسبب تحذير الشركة من انخفاض القدرة في سلسلة التوريد في الاتحاد الأوروبي.

قال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن الكتلة ستجري محادثات مع « استرازينيكا» يوم الاثنين المقبل في محاولة لتسريع الإنتاج.

لقد طلبت أميركا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي جميعًا أعدادًا مماثلة من اللقاحات على أساس نصيب الفرد – أكثر من خمس جرعات لكل شخص- ولكن من خلال تسريع عمليات الموافقة ، والمراهنة على بعض الشركات المصنعة دون غيرها ، وفي حالة المملكة المتحدة والولايات المتحدة، الاستثمار أكثر مقدمًا لمساعدة الشركات على تعزيز الطاقة الإنتاجية، حققت لندن وواشنطن بداية أسرع من بروكسل.

ومن خلال تسريع عمليات الموافقة، ورهان أميركا والمملكة المتحدة على بعض الشركات المصنعة دون غيرها، كان التركيز الأكبر لمساعدة الشركات على تعزيز الطاقة الإنتاجية، حيث حققت لندن وواشنطن بداية أسرع من بروكسل.

في المجمل، أنفقت كل من المملكة المتحدة وأميركا حوالي سبعة أضعاف أكثر من الاتحاد الأوروبي، على تطوير اللقاحات وشرائها وإنتاجها وفقًا للبيانات التي جمعتها شركة  «إيرفنتي»، وهي شركة لتحليل علوم الحياة مقرها لندن.

استخدام القوة الاقتصادية

وكان يجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تستخدم المزيد من القوة الاقتصادية في وقت سابق لتمويل المصانع وموردي المواد الخام للقاحات، كما قال راسموس بيك هانسن، الرئيس التنفيذي لشركة «إيرفنتي».

ويضيف هانسن: «إنه أمر صعب لكني أعتقد فقط أن هناك ظروفًا خاصة في حالة الوباء.. التوقيت مهم للغاية .. الأسابيع والأشهر تعني الكثير».

كما تم إعاقة الكتلة الأوروبية بسبب تباطؤ الموافقات التنظيمية، فيما تم الموافقة على لقاح «فايزر» في المملكة المتحدة في 2 ديسمبر، والولايات المتحدة في 11 ديسمبر وفي الاتحاد الأوروبي في 21 ديسمبر، واختصرت واشنطن ولندن العملية من خلال منح تصاريح طارئة، حيث تتحمل الحكومة مخاطر مسؤولية المنتج بعيدا عن الشركة المصنعة.

وبالمثل، تبنى الاتحاد الأوروبي لاحقًا تقنية mRNA  الرائدة، ولكن بعد أن قدمت المملكة المتحدة وأميركا طلبات إضافية لشركتي «فايزر وبيونتك» في غضون أسابيع من نتائج التجارب المبكرة المشجعة في يوليو الماضي. فيما لا تزال بروكسل لم تنفذ اتفاقها حتى نوفمبر تشرين الثاني.

ويقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن الفاصل الزمني كان بسبب المناقشات الضرورية والصارمة لقضايا مثل المسؤولية.

غياب الشفافية

إن الافتقار إلى الشفافية حول جداول التسليم في كل صفقة لقاح ثنائية يجعل من الصعب معرفة عدد الجرعات التي تلقتها كل منطقة أو متى يمكنهم توقع المزيد.

عبرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن قلقها هذا الشهر، عندما قالت شركتا «فايزر وبيونتك»، إنهما بحاجة إلى قطع الإمدادات مؤقتًا من أجل زيادة الإنتاج في المستقبل.

وقد أصرت شركة فايزر على أنها ستعوض النقص وتحترم إجمالي عمليات التسليم في الربع الأول التي التزمت بها. ومع ذلك، فإن الاضطراب الذي زاد من تفاقمه أنباء التأخير في شحنات استرازينكا، أثار مخاوف من حدوث نقص في عمليات التسليم.

يؤكد الاتحاد الأوروبي، الذي أبرم صفقات لأكثر من ملياري جرعة من ثمانية لقاحات، إنه يتوقع أن يقوم المصنعون بخطوة كبيرة في عمليات التسليم إلى الدول الأعضاء اعتبارًا من أبريل فقط.

وقد جمعت دول الاتحاد الآن طلبات بـ 760 مليون جرعة من لقاحين فايزر وموديرنا ، ولكن تم تأكيد تسليم 355 مليون جرعة فقط بحلول سبتمبر المقبل.

وحتى الآن، تلقت الكتلة الأوروبية، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 450 مليون نسمة، حوالي 3.5 مليون جرعة من فايزر، وفقًا لمسؤولي الاتحاد الأوروبي.

الولايات المتحدة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 330 مليون نسمة، لديها طلبات لحوالي مليار جرعة وخيارات بشأن 1.2 مليار جرعة أخرى.

وتقول إنها يجب أن تتلقى 200 مليون جرعة من فايزر و 200 مليون جرعة من موديرنا بحلول يوليو المقبل.

في المملكة المتحدة، التي يسكنها 67 مليون شخص، زادت الحكومة التطعيمات باستخدام اللقاحات من فايزر واسترازينكا،  كما أنها لم تنشر تفاصيل عن توقيت الإمدادات المستقبلية.

قد يستفيد الاتحاد الأوروبي من الزيادة في المعروض في وقت لاحق من العام، بمجرد أن ترفع شركة موديرنا إنتاجها.

طلب الاتحاد الأوروبي 160 مليون جرعة، بينما اشترت المملكة المتحدة 7 ملايين جرعة فقط. يأمل المسؤولون الأوروبيون أن استراتيجيتهم لشراء كميات معتدلة من مجموعة اللقاحات ستؤتي ثمارها بمرور الوقت مع بدء تدفق المزيد.

قال لورانس جوستين، أستاذ قانون الصحة العامة بجامعة جورجتاون في الولايات المتحدة، إن المنافسة بين البلدان ذات الدخل المرتفع التي تسارع  لإنتاج لقاح أولي كانت غير صحية، مما أدى إلى عدم الكفاءة في الانتاج والتوزيع وترك البلدان الفقيرة وراء الركب.

وبسبب القيود المفروضة على القدرات التصنيعية، قال البروفيسور جوستين إن التوقيت والجغرافيا سيكونان حاسمين في التأثير على من يحصل على اللقاحات أولاً.