معلومات أمنية لـ «السّهم»: في طرابلس موقوفون من حزب سبعة وتمويلٌ واضح

مجموعات شاركت بالشغب تمَّ إستقدامها من عكار والضنية والمنية والبداوي

.

بين الاتهام السياسي بالتقصير الأمني وبين الاتهام الأمني بالفراغ السياسي والتحريك المدفوع لمجموعات، عاشت طرابلس ليل الخميس الجمعة أسوأ لياليها والتي وصلت إلى حد إحراق المحكمة الشرعية في السراي ومبنى بلدية طرابلس كما الاعتداء على جامعة العزم.

الاتهام السياسي للجيش اللبناني كان واضحاً بالتقصير بحماية المقرات والمؤسسات في المدينة. أما الرد الأمني فيعتبر أن هذا الاتهام ظلم لأن الجيش كان يركز في شكل أساس على ساحة عبد الحميد كرامي والسراي وينتشر في المدينة لمنع حدوث سرقات أو إعتداء على الأملاك العامة والخاصة. لكن هذا الانتشار في مدينة كبيرة لا يمنع أي مجموعة بمباغتة الجميع والخروج من الأحياء لترمي فجأة قنابل حارقة على البلدية قبل وصول الجيش.

في هذا الإطار تشير المصادر الأمنية إلى أن توقيف الجيش لخمسة أشخاص ممن شاركوا في عملية إحراق البلدية سيساعد في التحقيقات لمعرفة من دفع وأوعز بإحراق البلدية. في السياق نفسه تكشف هذه المصادر عن توقيف أشخاص في التحركات بينت التحقيقات أنهم مدفوعون من حزب سبعة والمنتديات وأن هناك تمويلاً واضحاً لهذه التحركات وهو ما يؤكده إستخدام رمّاناتٍ يدوية بأعداد كبيرة من دون نسيان المفرقعات وغيرها من الوسائل التي من غير المفترض أن يمتلكها شخص يقول إنه لا يملك ثمن ربطة خبز.

من أين أتوا بالقنابل؟ تقول المصادر الأمنية إن هناك الكثير منها في السوق وأي طرف يملك مخزناَ من السلاح منذ جولات القتال أو ما قبل ذلك حتى يستطيع أن يزود محتجين بها. تكشف المصادر أيضاً لصحيفة السهم أن هناك مجموعات شاركت بالشغب تم استقدامها من عكار والضنية والمنية والبداوي وأحياناً تم إبقاؤها في طرابلس ليلاً نهاراً على مدى عدة أيام . وفي هذا الإطار تشير المصادر إلى أن المجموعات نفسها التي كانت تنقل من الشمال والبقاع لاثارة الشغب في وسط بيروت من قبل حزب سبعة والمنتديات هي نفسها التي قامت بتحركات طرابلس لكن هذه المرة مع جعل طرابلس نفطة التحرك بدل وسط بيروت خصوصا أنها الاكثر جهوزية لاستقبال هكذا تحركات.

إذا كان ما جرى في طرابلس من حيث المحرك والشكل يشبه ما كان يجري في وسط بيروت فلماذا في هذا التوقيت؟ يشير أحد المصادر إلى أن التفسير قد يتجلى بالضغط على رئيس الجمهورية للإسراع بتشكيل الحكومة وتقديم تسهيلات للرئيس المكلف إنطلاقاً من أن الأمور ذاهبة نحو التدهور. لكن التوقيت يفسره آخرون بأن البعض شعر بأن هناك إمكانية لتحرك دبلوماسي جديد في اتجاه لبنان قد يكون فرنسياً ومباركاً أميركياً قد يضغط لإخراجه من الأزمة الحكومية وهو ما دفع أطرافاً خارجية وداخلية إلى توتير الأجواء والضغط لمنع حصول تسويات وتنازلات تقدمها أطراف معنية بتشكيل الحكومة بهدف إبقاء الوضع على ما هو عليه. فتوتير طرابلس كان يقصد سقوط دماء ومن ثم الوصول إلى توتير أكبر وتحريض يخرج في النتيجة عن السيطرة.

مصادر أمنية لفتت إلى أن ما يؤكد تحريك بعض المجموعات هو عودة الهدوء يوم الجمعة بعد مشاهد إحراق عددٍ من المقرّات. وفي حال كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي هو المحرك فلماذا هدأت التحركات؟ وفي هذا الاطار تذكير بأنها ليست المرة الأولى التي تحصل مثل هذه الموجات في طرابلس لأيام ثم تهدأ الامور . فاستغلال الفقر أمر حصل مراراً فهل من ينسى جولات القتال في طرابلس التي قتلت اكثر من ٢٠٠ انسان وجرحت الآلاف ودمرت أحياء وصورة مدينة ثم فجأة عندما توفر القرار السياسي انتهت بساعات قليلة بعد عشرين جولة قتال.