(فايننشال تايمز) – ترجمة محرر السّهم
أخبر قادة الأعمال في لندن الحكومة أن «السيناريو الأسوأ بالنسبة لقطاع الفنون والثقافة أصبح حقيقة» بعد أن قضى الوباء على النشاط في ويست إند.
وفي رسالة إلى وزير الثقافة البريطاني أوليفر دودن، قالت الشركات والمنظمات العاملة في مجال الترفيه في لندن إن التنبؤ بـ «الخراب الثقافي أصبح حقيقة مع الإغلاق الثالث».
وحذر قادة الأعمال من أن لندن تجازف بالانقراض الوشيك لقطاع الفنون والثقافة، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من أعمال الضيافة والترفيه والتجزئة والسياحة التي تعتمد عليها، في واحدة من أكثر المناطق ثراءً ثقافيًا في العالم.
تم التوقيع على الرسالة من قبل شركات مثل «ريتز» و«مدام توسو»، إلى جانب مجموعات مثل جمعية مسرح لندن و«هارت أوف لندن» و«بيزنس ألاينس» وهولبا وشركة نيو ويست إند.
وانخفض الإقبال في وسط لندن بنحو 92 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بسبب قواعد الإغلاق الوطنية، حيث تراجعت حركة المرور الأسبوعية في محطات مترو ويست إند بنسبة 95 %.
على جانب أخر، تخطط شركة « Arup» للاستشارات الهندسية لتقييم أداء قطاع الفنون والثقافة من الآن وحتى عام 2025، في ظل السيناريو الأسوأ، حيث تشهد لندن عمليات إغلاق متكررة.
ووجدت «Arup» أنه سيكون هناك انخفاض بنسبة 97 % في الناتج الاقتصادي للعاصمة البريطانية، والتي ستصل إلى خسارة إجمالية قدرها 18.5 مليار جنيه إسترليني من إجمالي القيمة المضافة بين عامي 2020 و2024.
ووفقًا للرسالة، أصبح هذا «السيناريو الأسوأ» لقطاع الفنون والثقافة حقيقة واقعة، وهذا لا يعرض الوظائف للخطر فحسب، بل يتسبب في تراجع الاهتمام بالتراث الثقافي للأمة والقوة الناعمة للمملكة المتحدة في الخارج.
وأكد البيان أن «ويست إند تحتاج إلى دعم فوري».
وقد دعت المجموعات إلى تمديد مخطط الإعفاء الضريبي للمسرح وخطة التأمين المدعومة من الحكومة للمسرح والفنون والمؤسسات الثقافية، على غرار تلك التي تم منحها للسينما والتلفزيون.
وذكرت الرسالة أن هذا من شأنه أن يتيح لمنتجي العروض المسرحية والعروض الأخرى «الثقة والأمان لإنتاج أعمال دون خوف».
كما أكدت الرسالة على ضرورة تمديد تخفيض ضريبة القيمة المضافة للأعمال الفنية والثقافية والضيافة وخفض أسعار الخدمات حتى مارس 2022 على الأقل.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة «هولبا»، روس مورجان، إن الحكومة مذنبة بـ «الجهل المتعمد» بالمشاكل التي تواجه الأعمال التجارية في المنطقة، والتي غالبًا ما تتحمل تكاليف أعلى بكثير من حيث الإيجارات والمعدلات والأجور.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن السياح الثقافيين ينفقون 7.3 مليار جنيه إسترليني سنويًا في العاصمة، ويدعمون ما لا يقل عن 80 ألف وظيفة.
وأكد متحدث باسم الحكومة إنها تدعم ثقافة لندن من خلال صندوق تعافي الثقافة بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني، مما يساعد على استقرار الشركات وحماية الوظائف في جميع أنحاء المدينة.
وأضاف: «بمجرد أن نكون واثقين من أننا في وضع يسمح لنا معرفة إمكانية استئناف الأنشطة، سنعمل مع المنظمين لإزالة العقبات ومساعدتهم على إعادة الأنشطة بشكل طبيعي».