موفد فرنسي في لبنان نهاية الأسبوع وضوءٌ أميركي أخضر لفرنسا

الحريري يخشى العقوبات ويطمئن لرعاية باريس لحكومته المرتقبة

منى صليبا
. منى صليبا

نالت فرنسا التفويض الأميركي للسير بمبادرتها بشأن لبنان والتي كانت الولايات المتحدة أحد أسباب عرقلتها في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.

التفويض الأميركي لفرنسا، والذي لمسته باريس منذ إتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الأميركي جو بايدن للتهنئة تُرجم عملياً في بيان مشترك أميركي فرنسي صدر عن وزيري خارجية البلدين، وهي من المرات القليلة لا بل هذه المرة الأولى منذ أربع سنوات يصدر فيها بيان مشترك عن وزيري خارجية فرنسا والولايات المتحدة.

البيان المشترك تحدّث عن الحاجة الماسة والضرورية إلى أن يَفي المسؤولون اللبنانيون أخيراً بما التزموا به وأن يشكّلوا حكومة ذات مصداقية وفعّالة وأن يعملوا على تحقيق الإصلاحات الضرورية، بما يتماشى وتطلعات الشعب اللبناني.

وتبقى هذه الخطوات العملية ضرورة حتمية لكي تلتزم فرنسا والولايات المتحدة وشركائهما الإقليميين والدوليين بتقديم دعم إضافي وبنيوي وطويل الأجل للبنان، ختم البيان. وبهذا الموقف تكون الولايات المتحدة دعمت فرنسا في مبادرتها وتركت لها أن تتحرك في الملعب اللبناني.

جرعة الدعم الأميركية هذه لفرنسا جعلت الأخيرة تتمسك أكثر بمبادرتها تجاه لبنان التي ستفعّلها قريباً، وهنا أفادت معلومات أن الموفد الفرنسي باتريك دوريل ل كالديرون الذي سبق له أن زار بيروت في السابق، سيزور بيروت نهاية الأسبوع للاستماع إلى المسؤولين اللبنانيين عن كثب واستطلاع المراحل التي قطعتها والعراقيل التي منعت التقدم.

والدفع الأميركي هذا أعطى قوة لفرنسا وضوء أخضر لكي تفرض شروطاً قاسية لا سيما وأن أي دعم سيحصل عليه لبنان ستكون أميركا عرّابته والمؤسسات الدولية التي للولايات المتحدة الكلمة الفصل كالبنك الدولي وصندوق النقد.

فالبيان نفسه يشير إلى مساعدة الشعب اللبناني عندما يقول: بعد مرور ستة أشهر على وقوع انفجار الرابع من آب/ أغسطس في مرفأ بيروت الذي أودى بحياة مئات الأشخاص وأسفر عن أضرار مادية فادحة، تؤكّد فرنسا والولايات المتحدة الأميركية مجدداً دعمهما الكامل والتام للشعب اللبناني، وستواصل تقديم المساعدات في حالات الطوارئ للشعب اللبناني، ولا سيّما في قطاعات الصحة والتعليم والسكن والمساعدات الغذائية، وذلك مثلما فعلنا منذ وقوع الانفجار، بمعية الأمم المتحدة وشركائنا والمجتمع المدني اللبناني على وجه الخصوص، في إطار مؤتمرَي دعم لبنان اللذين عُقدا في 9 آب/ أغسطس 2020 و2 كانون الأول/ ديسمبر 2020.

الملفت في هذا البيان والذي يُظهر التقارب الأميركي الفرنسي، هو عدم الإتيان على ذكر حزب الله من باب تحميله مسؤولية التدهور الحاصل في البلد على غرار ما كانت تشير إليه البيانات الأميركية التي تحاكي لبنان وخاصة خلال عهد ترامب.

ونذكر أن انفتاح فرنسا على حزب الله يوم تقدمت بمبادرتها، واجتماع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بممثل عن حزب الله في السفارة الفرنسية في بيروت كان استفزّ الاميركيين حينها الذين لم يسهلوا نجاح المبادرة الفرنسية. اليوم عدم توجيه الاتهام الى حزب الله والتوجه الى السياسيين اللبنانيين ووضعهم في خانة واحدة انما يريح الفرنسيين.
هذا البيان الاميركي الفرنسي المشترك أراح ايضاً اللبنانيين الذين رحبوا به.

فرئيس مجلس النواب نبيه بري، بحسب ما تقول مصادره، عبّر عن تفاؤله إزاء البيان واعتبر أن ما كان عامل سلبي في الماضي بات العامل الايجابي، وبات علينا نحن في الداخل ان نجد الحلول.

الإرتياح نفسه ينسحب على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بحسب مطلعين، فهو والذي كان يخشى العقوبات بعد التهديدات الكثيرة، يطمئن أكثر اذا كانت فرنسا الراعية لحكومته بضوء أخضر أميركي .