في ذكرى 14 شباط .. الحريري يقدّم جردة حساب

تحضير لمرحلة سياسية جديدة يخوضها الرئيس المكلّف مع حلفاء جدد

.

يحلّ يوم ١٤ شباط هذا العام، وذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري فيما تعصف بلبنان أزمات سياسية قاسية وهو الغارق في الجوع والافلاس والفساد ولامبالاة ساسته.

جائحة كورونا الفتّاكة، حالت دون تنظيم مهرجان ضخم في الذكرى السادسة عشرة كما جرت عادة تيار المستقبل لإحياء الذكرى.

وتحل الذكرى هذا العام، وسعد الحريري، نجل الشهيد الذي ورث منظومة المستقبل السياسية في وضع سياسي لا يشبه المرحلة السابقة.

في السنوات التي تلت الاغتيال، كان المستقبل أحد الاطراف الرئيسيين في حركة ١٤ آذار، وكانت المهرجانات التي تقام في الذكرى محطة صاخبة بحضور قيادات الحركة، وكان الخطاب يكون موجهاً ضد جبهة ٨ آذار، إذ كانت البلاد منقسمة بين فريقي ٨ و١٤ آذار.

بعد انفراط عقد ١٤ آذار، أخذت الامور مساراً هادئاً، ذاب الانقسام الحاد تدريجياً، ولو أن الخطابات احتفظت بنبرة العالية ضد مكونات أو بعض مكونات ٨ آذار.

عندما أُبرِمت التسوية بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، اختلطت الاوراق. وفي أحد المهرجانات هاجم سعد الحريري رئيس القوات سمير جعجع وتدهورت العلاقة معه بعدها.

اليوم تحل ذكرى ١٤ شباط والحريري، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، على خلاف سياسي قاسي مع التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، على اختلاف حاد مع رئيس الجمهورية، الذي ساهم في وصوله الى سدة الرئاسة. كما أنه ليس على وفاق مع القوات اللبنانية، لا بل لا نبالغ إن قلنا إن الثقة مفقودة والودّ أيضاً بين القوات والمستقبل.

أما علاقة الحريري بالحزب الاشتراكي وزعيمه وليد جنبلاط فهي غير ثابتة، تارة يشوبها الفتور وطوراً الانسجام السياسي. وفيما الحريري يهادن مع حزب الله، يبقى رئيس المجلس نبيه بري الثابتة الوحيدة.

ذكرى اغتيال الحريري السادسة عشرة، ستشكّل مناسبة لنجله الرئيس المكلف ليُسمع اللبنانيين، شعباً وساسة، والخارج، كلاماً تقول مصادر بأنه سيشكل خارطة الطريق السياسية لسعد الحريري في المرحلة المقبلة. وبحسب المعلومات، سيتوجه الحريري بكلمة متلفزة الى اللبنانيين لأن جائحة كورونا لن تسمح بإقامة مهرجان أو حتى تجمع.

وبحسب مصادر مقربة، فإنّ الحريري العائد من جولة خارجية شملت الامارات العربية المتحدة، مصر وفرنسا، أعدّ لخطاب ناري، عالي السقف، سيكشف فيه عن تفاصيل المرحلة الماضية وعن نظرته المستقبلية.

كلمة الحريري الاحد، سيفند فيها تفاصيل ما حصل منذ إطلاق المبادرة الفرنسية وما تلاها من تكليف السفير مصطفى أديب تشكيل الحكومة، وصولاً الى تكليفه هو وما رافق هذا التكليف وصولاً الى معارك التأليف.

الحريري بحسب المعطيات، سيشنّ هجوماً على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الجمهورية، سيفصّل المعوقات التي وضعها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لعرقلة الحكومة مع تبني رئيس الجمهورية لهذه المعوقات بحجج دستورية ميثاقية.

سيصارح اللبنانيين بالخطوات التي قام بها، بدء من التنازل عن وزارة المال للثنائي الشيعي لمرة واحدة فقط من أجل تسيير الامور لأن البلد في أزمة عميقة ولا يحتمل، مروراً باللقاءات الاربعة عشر التي عقدها مع الرئيس عون بغية الاتفاق على الحكومة وصولاً الى اجتماع الجمعة الخامس عشر السلبي بينه وبين عون.

الحريري سيكشف عن التشكيلة التي قدمها والتي تضم أسماء لامعة من الاختصاصيين كما تقول المصادر وكيف تمت عرقلتها لأن هناك من يسعى للحصول على الثلث المعطل.

كما سيخصص جزء للحديث عن الثورة والمجتمع المدني الذي يؤمن به الحريري وهو الذي ضمّن تشكيلته أسماء منهم جديرة بالثقة.

سيكون جازماً بأن لا مساعدات ستصل الى لبنان ما لم يعمد فوراً الى تشكيل حكومة من المستقلين الاختصاصيين وهذا ما سمعه من العواصم التي زارها وسيضع كل الاطراف أمام مسؤولياتهم.

هي جردة حساب عن الفترة السابقة سيقدمها الحريري ولكن كلمته ستكون أيضاً بمثابة تحضير لمرحلة سياسية جديدة سيخوضها مع حلفاء جدد أو بدون حلفاء سياسيين ربما.