الدنمارك تزيد من إنفاقها العسكري في القطب الشمالي

تسعى إلى مواجهة الحشد العسكري الروسي.. ومراقبة الوضع في غرينلاند وجزر فارو

.

(فايننشال تايمز) – ترجمة محرر السّهم

من المرجح أن تزيد الدنمارك من إنفاقها العسكري في القطب الشمالي بعد أن كشفت عن استثمار بقيمة 250 مليون دولار في قدرات المراقبة في غرينلاند وجزر فارو لمواجهة الحشد العسكري الروسي في المنطقة.

وقالت وزيرة الدفاع ترين برامسن لصحيفة فايننشيال تايمز، إن الإعلان الأسبوع الماضي عن شراء طائرتين بدون طيار للمراقبة فوق غرينلاند وإعادة إنشاء محطة رادار تعود إلى حقبة الحرب الباردة في جزر فارو.

وأضافت: «إذا استمر التصعيد في الوضع الأمني كما نراه الآن، فعندئذ سيكون لدينا المزيد من الخطوات في المستقبل لتطوير القدرات.. ونسعى إلى الحصول على صورة أفضل عما يحدث في البحر».

غنية بالموارد

وأصبحت منطقة القطب الشمالي الشاسعة ذات أهمية متزايدة لقوى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة لأنها تتطلع إلى مواردها الغنية المحتملة وأهميتها الاستراتيجية.

وركزت روسيا على تكثيف وجودها العسكري في أراضيها القطبية الشمالية، بينما أعربت الولايات المتحدة عن اهتمامها بشراء غرينلاند – وهي جزء مستقل من مملكة الدنمارك.

وتعيد النرويج تشغيل قاعدة غواصات تم بناؤها داخل المنحدرات في أقصى شمالها، على الرغم من إلغاء مناورة عسكرية كبيرة شاركت فيها القوات الأميركية والبريطانية وقوات الناتو الأخرى هذا الشهر بسبب جائحة كورونا.

اتفقت الأحزاب السياسية الدنماركية من اليسار واليمين الأسبوع الماضي على أن الحكومة يجب أن تستثمر 1.5 مليار كرونة دانماركية (250 مليون دولار) لتعزيز المراقبة والاتصالات في مناطق القطب الشمالي في غرينلاند وجزر فارو بالإضافة إلى تكاليف التشغيل السنوية البالغة 300 مليون كرونة دانماركية.

نشر جنود

وقالت برامسن إن الدنمارك، التي تنشر حوالي 300 جندي في القطب الشمالي، لديها «مسؤولية خاصة» للدفاع عن المنطقة.

وأضافت: «نرى الجيش الروسي يواصل تعزيز تواجده في القطب الشمالي، ولهذا السبب من المهم أن يكون لدينا المزيد من القدرات في المنطقة.. الأمر لا يتعلق بالتصعيد، ولكن يتعلق بالمخاطر التي نراها في المستقبل».

وكثفت دول الشمال إنفاقها العسكري وتركيزها على القطب الشمالي منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

ويشعر بعض الدبلوماسيين في دول الشمال بالقلق من اهتمام الولايات المتحدة وخطاب عام 2019 الذي ألقاه وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو وانتقد فيه السلوك «العدواني» لروسيا والصين في القطب الشمالي.

وتقول برامسن إن الدنمارك لديها «تعاون وثيق للغاية» مع الولايات المتحدة، وأن كلا البلدين «لهما نفس وجهة النظر بشأن القطب الشمالي والتهديدات». ورفضت الانتقادات بشأن غرينلاند، حيث يشير البعض إلى أن الدنمارك قد أهملت الجزيرة، ولم تستيقظ إلا عندما أعلن ترامب اهتمامه.

وأقرت الوزيرة بأن كوبنهاجن لم تتمكن من التحقق من التقارير الإعلامية حول نشاط روسي محتمل في المنطقة بين جزر فارو وجزر شتلاند البريطانية العام الماضي لأنها كانت تفتقر إلى القدرات.

وقالت إن محطة الرادار في جزر فارو ستساعد الدنمارك في معرفة ما يحدث.