بطء اللقاحات وسلالات كورونا يحبطان صناعة السفر

الصناعة تحملت أكبر انخفاض في عدد الرحلات منذ الحرب العالمية الثانية

.

فيليب جورجاديس وكلير بوشي(فايننشال تايمز) – محرر السّهم

لم يضيع يوهان لوندجرين أي وقت في إرسال شكوى، عندما حذر وزير في حكومة المملكة المتحدة مؤخرًا من أنه من السابق لأوانه حتى التفكير في حجز عطلة صيفية.

حالة الغضب لدى لوندجرين، الرئيس التنفيذي لشركة «ايزي جت»، ثاني أكبر شركة طيران اقتصادي في أوروبا، أمر مفهوم لأن المخاطر كبيرة جدًا بالنسبة لصناعة الطيران التي تتعرض آمالها في التعافي الذي يقوده اللقاح هذا العام للخطر.

أغلق الوباء الأجواء فجأة في الربيع الماضي، مما أدى إلى هزيمة الصناعة التي تحملت أكبر انخفاض في حركة الطيران منذ الحرب العالمية الثانية، وبعد أقل من شهرين من هذا العام، أصبح الخطر الذي تواجهه شركات الطيران أقرب إلى الخنق البطيء حيث يتم تشديد قيود السفر من دولة إلى أخرى، وفي بعض الحالات، يتم إغلاق الحدود لمنع انتشار سلالات جديدة من فيروس كورونا.

بالنسبة لصناعة تٌدر 800 مليار دولار، فإن الوضع الراهن لشركات الطيران في العالم يبدو مقلقا للغاية.

قواعد الحجر

شددت أوروبا والولايات المتحدة قيود السفر؛ وأدخلت المملكة المتحدة قواعد حجر صحي أكثر صرامة يوم الاثنين بينما من المتوقع أن تظل الحدود الأسترالية مغلقة حتى نهاية العام.

ويقول لوندجرين لصحيفة فاينانشيال تايمز: «إن قيود السفر المتغيرة باستمرار مثل الحجر الصحي هي أكبر عائق أمام حجوزات العملاء».

من جانبه، أكد أندرو تشارلتون، مستشار الطيران: «حتى الدول التي نجحت في قمع الفيروس قامت بقتل قطاع الطيران الدولي»، وتعد نيوزيلندا من بين الدول التي اتبعت مثل هذا النهج – فقد نقلت شركة الطيران الرئيسية التابعة لها 6 آلاف مسافر فقط لمسافات طويلة في ديسمبر.

وانخفض عدد الرحلات الجوية في المجال الجوي الأوروبي هذا الشهر إلى أدنى مستوى منذ فرض الإغلاق الصارم الأول في الربيع الماضي، كما تعثر تعافي الصين حيث لم تشجع بكين السفر خلال العام الجديد.

وقلصت شركات الطيران طموحاتها الضئيلة بالفعل في الربع الأول، مع توقع «إيزي جيت» ومنافستها «ريان إير» الطيران بنسبة 10 % فقط من جداولها العادية.

وفي إشارة إلى كيف أدى الوباء مرة أخرى إلى إرباك توقعات الصناعة، اعترف الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يمثل شركات الطيران على مستوى العالم، بأن هناك خطرًا متزايدًا من أن أعداد الركاب لهذا العام ستكون أقل من توقعاتها.

ويقول برايان بيرس، كبير الاقتصاديين في «إياتا»: «كنا نبني توقعاتنا على قدرة الحكومات ورغباتها في البدء في خفض قيود السفر بمجرد تلقيح الجزء الأضعف من السكان.. أعتقد أن ما رأيناه في الأسابيع الأخيرة هو أن الحكومات تتخذ نهجًا أكثر صرامة وحذرًا».

وحذرت شركة «أميركان إيرلاينز» ومقرها تكساس هذا الشهر من أن 13 ألف من موظفيها معرضين لخطر إجبارهم على الإجازة، وألقت باللوم على القيود الجديدة على السفر الدولي وبطء توزيع اللقاح.

خطط الصيف

ويقول الرئيس التنفيذي دوج باركر في مذكرة للموظفين: «كنا نعتقد تمامًا أننا سننظر في جدول الصيف حيث ستعود جميع طائراتنا إلى الرحلات ونكون بحاجة إلى القوة الكاملة لفريقنا.. وللأسف لم يعد هذا هو الحال».

على جانب أخر، قال توني دوجلاس، الرئيس التنفيذي لشركة طيران الاتحاد الخليجية، إنه كان يأمل في حدوث انتعاش في أعداد الركاب بحلول النصف الثاني من العام، لكن «في كل مرة نعيد النظر في الخطط المستقبلية بسبب التغيرات الجديدة».

بالنسبة لشركات الطيران الأوروبية على وجه الخصوص، كان يُنظر إلى أن احتمالية التلقيح الجماعي أن تؤدي إلى زيادة الحجوزات الصيفية وتعويض الخسائر.

وأكد جيفري ويستون، الشريك في شركة Bain الاستشارية: «الصيف أمر بالغ الأهمية لشركات الطيران الأوروبية».

لقد جمعت أكبر خمس شركات طيران «ريان إير»، مالكة الخطوط الجوية البريطانيةIAG ، ولوفتاهانزا، و«ويز إير» «وإيزي جيت»، حوالي 20 مليار دولار من مزيج من الحكومات والمساهمين وأسواق السندات لمساعدتهم على تحمل الأزمة.

وفي حين أن الانتشار البطيء للقاحات في بعض البلدان قد قلل من فرص حدوث انتعاش قوي في السفر الدولي، فإن العدو الجديد لشركات الطيران هذا العام الذي أصبح مصدر القلق الأكبر، هو انتشار السلالات الجديدة لفيروس كورونا الجديدة التي قد تكون أكثر مقاومة للقاحات الحالية، الأمر الذي فاقم الضغوط على حكومة المملكة المتحدة لفرض قيود سفر أكثر صرامة هذا الأسبوع، كما يعقد أي محاولة لتحقيق التنسيق الدولي بشأن قواعد السفر بين الحكومات، وهو أمر يعتقد التنفيذيون في شركات الطيران منذ فترة طويلة أنه ضروري لاستئناف السفر الجوي.

جوازات سفر رقمية

على جانب أخر، قالت السويد والدنمارك إنهما ستقدمان جوازات سفر رقمية خاصة بفيروس كورونا بحلول الصيف للمساعدة في إنشاء معايير دولية حول اعتماد الأشخاص على أنهم لائقون للسفر، علاوة على ذلك، تُركت شركات الطيران إلى حد كبير لتطوير حلولها الخاصة، والعمل معًا لتطوير جوازات سفر صحية رقمية من شأنها أن توفر شهادة اختبارات الفيروسات واللقاحات السلبية.

لكن الرئيس التنفيذي لشركة «ويز إير» جوزيف فاردي، يقر بأنه «في هذه المرحلة الزمنية، كصناعة لا نملك مصيرنا، نحن نركز على القرارات السياسية».