في زحمة التعقيدات، التي تحكم الملفات اللبنانية والأزمات المتلاحقة، من تشكيل الحكومة والتحقيقات غير المنتجة في ملف تفجير المرفأ وغياب الحلول الاقتصادية للتدهور المالي. صدرت دعوات للتدويل وطلب الحماية الدولية أبرزها على لسان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. كلام الراعي وآخرين استجلب ردّأً قاسياً من الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الذي اعتبر أن «الأمر خطير وأنه دعوة للخراب والحرب واستدراج الخارج للاعتداء على لبنان».
رد نصر الله استدعى رداً على الردّ، وفي مقابلة صحافية أجاب البطريرك، «على الأكيد، ليست هذه نيتنا، وليست هذه طريقة تفكيرنا، شبعنا حروباً واحتلالات وخلافات، ونريد أن نتخلص منها كلها».
وأضاف «نحن دعاة سلام وتفاهم، وأطلقنا الدعوة لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة من أجل لبنان لأن البلد وصل إلى وضع لم يعد يحتمل وأصبح مريضاً وتوقف فيه كل شيء، والأمر لا يحتاج إلى براهين».
وأوضح سيّد بكركي «كي ننتخب رئيساً للجمهورية أهدرنا سنتين ونصف السنة. كي نسمي رئيساً للوزراء ونشكّل حكومة ننتظر نحو سنة، والانتخابات النيابية تؤجل مراراً وتكراراً. المصارف تراجعت وأموال الناس طارت، نصف شعبنا صار فقيراً، البلد مريض، ونحن بلد عضو مؤسس وفاعل وملتزم مواثيق الامم المتحدة وفي جامعة الدول العربية، فهل يُترك يموت؟!».
وأمام هذا الانسداد والتعقيدات أضاف الراعي «مشكلتنا تكمن في عدم قدرتنا على الحوار وليس لدينا ثقة ببعضنا البعض، ولم نعد نجلس على طاولة واحدة، والجميع في متاريسهم وكلٌّ يغنّي على ليلاه، المحيطون بالمسؤول الذين يصفقون له يوهمونه أنهم كل لبنان».
وتابع «من هنا جاءت الدعوة كي نقرّ نحن كلبنانيين أن بلدنا مريض، وبأننا غير قادرين على معالجته. هل هناك أهمّ من الامم المتحدة؟ نحن لم نطالب بجيوش، ولا طالبنا بدولة تحتلنا».