بين التهديدات والتحذيرات، اشتعلت الحرب الكلامية بين إيران وأميركا مع تصاعد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، عشية الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، بينما هدد قائدُ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بعمليات إرهابية داخل أميركا، فيما وجهت الولايات المتحدة رسائل تحذيرية.
وبعدم عام من الوعيد الإيراني، تواصل طهران إطلاق التهديدات فيما كان اخرها ما قاله قاآني، اليوم الجمعة، إن مقتل الجنرال قاسم سليماني في هجوم أميركي لن يثني طهران عن المقاومة في ظل تصاعد التوترات مع اقتراب الذكرى الأولى للضربة التي نفذتها الولايات المتحدة بطائرة بمسيرة.
وأضاف إسماعيل قاآني، الذي خلف سليماني في قيادة فيلق القدس، إن إيران لا تزال مستعدة للرد.
وأضاف في مناسبة بثتها التلفزيون لإحياء الذكرى السنوية في جامعة طهران: «لعله يبرز أفرادا يردون على جريمتكم من داخل بيوتكم.. مسار قوة القدس والمقاومة لن يتغير بالأفعال الشريرة التي تصدر من أميركا».
وفيما ترددت أبناء عن نوايا إيران الانتقامية، والتهديد باستهداف المصالح الأميركية أو المواطنين الأميركيين في الشرق الأوسط وخصوصا في دول الخليج، حلقت قاذفتان أميركيتان من طراز بي-52 في سماء الشرق الأوسط يوم الأربعاء الماضي، في ما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه رسالة لردع إيران قبل الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني.
حرب كلامية
وتصاعدت الحرب الكلامية بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين ذروتها، لدرجة دفعت بالقيادة المركزية للقوات الأميركية أن تحذر من أنها «سترد بشكل حاسم» على أي خطوة إيرانية في ذكرى اغتيال قاسم سليماني.
على جانب أخر، رفعت القوات البحرية الإيرانية في الخليج العربي مستويات استعدادها خلال الـ 48 ساعة الماضية، بحسب مسؤول أميركي مُطلع على أحدث المعلومات الاستخباراتية.
وقال المسؤول إنه ليس من الواضح ما إذا كانت تحركات الإيرانيين “دفاعية” لأنهم يتوقعون هجومًا أميركيًا محتملاً، أو أنها إشارات إلى أن الإيرانيين يستعدون لعمليات في الخليج ضد الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن أحد المؤشرات الرئيسية لذلك هو أن عددًا من السفن العسكرية الإيرانية لم تعد في الميناء ولكنها في البحر.
ورفض المسؤول الإدلاء بتفاصيل محددة بشأن التحركات الإيرانية بسبب حساسية الموقف، لذلك لا يُعرف علنًا مدى اتساع الاستعداد المتزايد، أو النوايا الإيرانية.
ونقلت قناة NBC عن مسؤول أميركي أن مؤشرات متزايدة بأن إيران قد تخطط لهجوم على قوات ومصالح أميركية بالشرق الأوسط
«لن يكونوا بأمان»
بدوره، حذّر رئيس السلطة القضائية في إيران، إبراهيم رئيسي، الجمعة، من أن قتلة سليماني «لن يكونوا بأمان في أي مكان من العالم»، في وقت بدأت إيران إحياء الذكرى الأولى لمقتل أبرز قادتها العسكريين بضربة أميركية في العراق.
وفي السياق، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ، الخميس ، دونالد ترامب بمحاولة اختلاق ذريعة لمهاجمة إيران ، وقال إن طهران ستدافع عن نفسها بقوة.
وقال رئيسي خلال المراسم التي أقيمت في جامعة طهران، في الذكرى الأولى لمقتل قاسم سليماني في 3 يناير 2020، حتى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أمر بتصفية سليماني “لا يمكنه الإفلات من العدالة”.
وقال رئيسي: «إن الذين لعبوا دورا في عملية القتل لن يكونوا بأمانٍ في أي مكان من العالم».
وقتل قائد فيلق القدس الذي يوكل إليه أداء مهام خارجية، فجر الثالث من يناير 2020، ومعه نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في ضربة جوية قرب مطار بغداد، في عملية وضعت إيران في مواجهة تحديات على صعيد دور إقليمي كان سليماني أحد أبرز صانعيه.
عمليات انتقامية
وكانت واشنطن اتهمته قبلها بأنه العقل المدبر لهجمات شنتها فصائل مسلحة متحالفة مع إيران على قوات أميركية بالمنطقة.
وبعد أيام من الضربة الأميركية بطائرة مسيرة، ردت إيران بهجوم صاروخي على قاعدة جوية عراقية كانت تتمركز فيها قوات أميركية.
وأسقطت القوات الإيرانية التي كانت في حالة تأهب قصوى طائرة ركاب أوكرانية قالت إن ذلك حدث بطريق الخطأ أثناء إقلاعها من طهران.