جوناثان إيلي – «فايننشال تايمز» –
على الرغم من حدوث تحسن في الأيام الأخيرة، فما زال معدل الزيارات إلى شوارع التسوق الرئيسية في المملكة المتحدة منخفضاً جدا عما كان عليه قبل كوفيد 19. إذ أظهرت بيانات من شركة سبرينغبورد للاستشارات أن الإقبال على زيارة وسط لندن ارتفع بنسبة %12.7 في الأسبوع المنتهي في 22 أغسطس مقارنة بالأسبوع السابق.
لكنه لا يزال أقل بنسبة %62 عن نفس الفترة قبل عام، وهو تراجع يفوق بشكل ملحوظ الانخفاض البالغ %50 المسجل في المدن الإقليمية وأكثر بكثير من الانخفاض البالغ %30 في المناطق المحيطة بوسط لندن.
ويعزى جزء كبير من هذا التراجع في حركة المرور إلى انخفاض عدد السياح الوافدين. فبحسب شركة نيو ويست اند، التي تمثل 600 شركة، تعتمد المنطقة على الزوار الأجانب للحصول على نصف إيراداتها السنوية البالغة 10 مليارات جنيه إسترليني.
تمديد نظام التسوق
وكان بيتر روجرز، رئيس مجلس إدارة نيو ويست اند، كتب إلى الحكومة داعيا إلى تمديد نظام التسوق المعفى من الضرائب ليشمل الزوار من دول الاتحاد الأوروبي حين تنتهي الفترة الانتقالية في المملكة المتحدة في ديسمبر. ووقّع على الكتاب أكثر من 70 مديرا تنفيذيا، بما في ذلك مجموعات البيع بالتجزئة مثل هارودز وسيلفريدجز وإتش آند إم ودبنهامز.
وقال روجرز «من الواضح أن التعافي البطيء في أعداد الزوار الأجانب ستقوده أوروبا ذلك أن الأسواق البعيدة التقليدية تكون أبطأ في التعافي».
ويعتقد معظم الشركات أن أعداد السياح لن تنتعش بشكل جدي قبل ستة أشهر على الأقل. ويتمثل التحدي الأكثر إلحاحا في زيادة عدد الموظفين ذوي الياقات البيضاء الذين يعملون داخل مقار عملهم بدلا من العمل في المنزل، وهو أمر تقوم الحكومة بحملة لتشجيعه، وسط مخاوف من أن تتضرر مراكز المدن بشكل دائم بسبب جائحة كوفيد 19.
ويقول بريان بيكل الرئيس التنفيذي لشركة شافتسبري «حتى لو حضروا يومين في الأسبوع سيحدث ذلك فارقا كبيرا». وتمتلك مجموعة العقارات 15 فدانا من العقارات التجارية في الحي الصيني وشارع كارنابي وحولهما.
يضيف جيس تيريل، الرئيس التنفيذي لشركة نيو ويست اند كومباني، أن النقل يشكل عاملا رئيسيا مهما في هذا الأمر «يخبرنا الناس بأنهم يشعرون بالأمان في متاجر ومكاتب ويست اند، لكنهم مترددون بشأن استخدام وسائل النقل العام».
ويتابع «إن تقديم أول رحلة مجانية في وسائل النقل العام يمكن أن يساعد في إغراء الناس على العودة. الرحلة الأولى ستكون أشبه بنزع لصقة الجروح من على الجرح، لكن بعد ذلك سيشعر الناس بمزيد من الثقة».
ويقول إيوان فينترس، الرئيس التنفيذي لمتجر الأغذية الراقية Fortnum & Mason، إن النقل هو أحد المجالات التي يمكن للمسؤولين فيها «القيام بلفتة كبيرة» شبيهة بخطة تناول الطعام في الخارج للمساعدة.
ويضيف «أود أن أرى هيئة النقل العام في لندن تقدم خدمة نقل مجانية إلى لندن خلال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، إن ذلك من شأنه أن يبعث برسالة قوية، مفادها أننا قمنا بتشغيل الشبكة ونريد رؤيتكم تخرجون وتتحركون وتتنقلون».
وكما يقول هو وآخرون، فإن الرسائل الواردة من كل من الحكومة وعمدة المدينة بحاجة إلى التحسين. وبحسب دافي فان الواقع اليوم هو أن الفيروس لا يزال موجودا. وإذا لم يكن ينبغي عليّ الذهاب إلى العمل في مارس، فلماذا أذهب الآن؟
تجار التجزئة
ضريبة العقارات، التي تستند إلى قيم الإيجار لعام 2015، مكروهة على نطاق واسع من قبل تجار التجزئة، لكن تأثيرها حاد بشكل خاص في لندن، حيث تبلغ فاتورة الضريبة السنوية لمتجر سيلفريدجز في شارع أكسفورد وحده 17 مليون جنيه إسترليني.
يقول تييري أندريتا، الرئيس التنفيذي لمتاجر التجزئة للسلع الفاخرة مولبيري: «نعاني حالياً بسبب الإيجارات وضريبة الممتلكات والعقارات غير المتناسبة مع حجم المبيعات».
ووصف تيريل النظام بأنه معطل تماماً وقال إن الحكومة يجب أن تفكر في تمديد الإعفاء للمراكز الدولية مثل لندن أو إدنبرة، حيث لا يزال عدد الزوار أقل بشكل واضح.
ويقول «نعتقد أن هناك حوالي 200 شركة إما ستقلص حجمها أو تغادر إذا لم يتم حل موضوع ضريبة العقارات».
وتعهدت الحكومة بمراجعة ضريبة العقارات، لكن من دون أي تخفيف إضافي، ما يعني أن تجار التجزئة سيدفعون فواتير مرتفعة حتى إعادة التقييم التالية في عام 2023.
خيبة أمل
يقول بريان دافي، الذي تدير مجموعته Watches of Switzerland متاجر فاخرة في كل من شارع أكسفورد وريجنت: «شعرنا بخيبة أمل حقاً بسبب حركة المرور في ويست اند. كنا نظن أن الوضع سيكون أفضل».
وتشتهر منطقة ويست اند (الطرف الغربي) بالمسارح والمواقع السياحية والتجارية والأسواق الراقية والمكاتب وتعتبر الايجارات فيها من الأغلى على مستوى العالم.
فتح المسارح
يؤكد العديد من الخبراء أن إعادة فتح المسارح وصالات العرض بالكامل إلى جانب المطاعم ومحال البيع بالتجزئة، من شأنها أن تساعد أيضاً. إذ يقول فينترس «لن تتعافى منطقة ويست اند حقاً حتى يتم إعادة فتح المسارح وصالات العرض فهي تلعب دوراً كبيراً في النظام البيئي العام».