أبريل 27, 2024

اخبار ذات صلة

لبنان على فوهة بركان في وضعية الانتظار

تشعر السلطة اللبنانية في هذه المرحلة، انها تقف على فوهة بركان، وانها لا تملك القدرة على التحرّك للابتعاد عن مكمن الخطر، وبطبيعة الحال لا تملك القدرة على التحكّم بمنع البركان من الانفجار. وفي كل الاحوال، اكتفى رئيس حكومة تصريف الاعمال بايصال «رسالة» الى قيادة حزب الله يتمنّى فيها ابقاء لبنان في معزل عن التورّط المباشر بالحرب الدائرة في غزة. وطبعا، لم يكن الجواب الذي تلقاه على رسالته واضحا الى درجة الاطمئنان…

في هذا المناخ المضطرب تحاول السلطة اللبنانية ادارة الوضع الساخن، بأقل خسائر ممكنة، وهي تنتظر بقلق تطور الاوضاع، واذا ما كان لبنان سيتورط في الصراع مباشرة ام لا.
وهنا، يبرز السؤال المطروح شعبياً بالحاح: ما هي احتمالات دخول لبنان الحرب عبر البوابة الجنوبية، وما هي المعطيات التي قد ترجّح نظرية البقاء خارج دائرة الحرب المباشرة، ام العكس؟
في هذا الاطار، تبدو المعطيات التي تدفع حزب الله الى دخول الحرب، بايعاز من طهران، تتعلق بالنقاط التالية:
اولا- ان محور الممانعة الذي تقوده ايران سبق واعلن اكثر من مرة، وعلى لسان اكثر من قيادي، على رأسهم امين عام حزب الله، اعتماد استراتيجية وحدة الساحات في مواجهة العدو الاسرائيلي، بهدف إضعاف قدراته واستنزافه.
ثانيا- ان محور الممانعة الذي نفذ فصيل منه (حماس) عملية «طوفان الأقصى»، يرغب بطبيعة الحال في تحقيق مكاسب تفاوضية تلي الحرب. وهذه الرغبة قد تتعرقل في حال نجح العدو الاسرائيلي، وبعد النكسة الكبيرة التي اصيب بها في الهجوم، ان يقلب الهزيمة الى نوع من الانتصار العسكري الشامل على الارض، لأن من شأن ذلك إضعاف اوراق التفاوض لدى محور الممانعة. وهذا يعني ان المحور قد يلجأ الى ورقة فتح جبهات اخرى، لمنع حصول هذا «الانتصار».
ثالثا- ان ورقة الرهائن الاسرائيليين التي تمتلكها حماس، لم تؤثر كثيرا على سير المعارك العسكرية، على خلاف التوقعات، بما قد يعني ان محور الممانعة قد يضطر الى اوراق اخرى على رأسها فتح جبهة الجنوب، التي ستكون مُكلفة لاسرائيل اكثر بكثير من حرب غزة.
في موازاة هذه النقاط، هناك معطيات تدعم نظرية ابقاء لبنان خارج الصراع المباشر الدائر في غزة اليوم، من اهمها ما يلي:
اولا- ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية، والبدء في التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية، جاء في اطار اتفاق شامل رعته الولايات المتحدة الاميركية، وهو ينص على ضمان امن الطاقة في المنطقة. وكان واضحا من الاندفاعة الفرنسية والقطرية، وجود ضمانات بالحفاظ على الاستقرار على الحدود الجنوبية تسمح باستمرار تدفق الغاز من اسرائيل، مقابل السماح للبنان بالتنقيب واستخراج الغاز، في حال وجوده، في المياه اللبنانية.
ثانيا- ان عودة الموفد الاميركي قبل اندلاع حرب غزة الى لبنان لبدء جولة مفاوضات تهدف الى الترسيم البري بعد البحري، ما كان ليحصل لولا وجود نوع من الاتفاق على مبدأ التهدئة الشاملة للحدود الجنوبية.
ثالثا- ان ردود الفعل المضبوطة حتى الان من الجانبين اللبناني والاسرائيلي ترجّح نظرية استمرار مفعول الاتفاق القائم برعاية اميركية.

ومن خارج سياق هذه المعطيات، لا بد من الاشارة الى ان بعض المعطيات والاتفاقات قد تتغيّر او تُخرق نتيجة تطورات غير متوقعة قد تحصل. فهل ان ما يجري حالياً على الارض، والتهديدات الاسرائيلية بسحق حركة «حماس» وإخراجها من المعادلة في غزة، يقع ضمن المتغيرات التي قد تدفع محور الممانعة الى تبديل موقفه المتحفّظ حتى الان، في اتجاه فتح حرب شاملة في كل الساحات بهدف منع حصول العدو الاسرائيلي على ورقة رابحة تسمح له بحرمان محور الممانعة من الحصول على مكاسب توازي الانتصار الذي تحقق من خلال الهجوم المباغت غير المسبوق، والذي أدّى الى نكسة على مستوى الفاجعة بالنسبة الى العدو الاسرائيلي؟
هذا هو السؤال المحوري في المعادلة الذي لا تبدو الاجابة عليه مؤكدّة. لكن من البديهي ان الاميركي ينشط حاليا في غربلة الخيارات المتاحة، للوصول الى نتيجة مقبولة بالنسبة الى الاسرائيليين ولمحور الممانعة في آن. فهل ان معادلة متوازنة من هذا النوع ستكون متاحة لوقف الحرب؟ ومتى يمكن ان يتم ذلك؟

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً