كتب مراسلنا في الجنوب لطفالله ضاهر:
يوسع العدو الاسرائيلي مروحة اعتداءات على القرى الجنوبية، حتى الطواقم الصحافية لم تسلم من أستهدافاته، في محاولة منهم لاسكاتهم عن نقل اعتداءاته الهمجية، يضاف اليها إبعاد الأهالي عن قرارهم لإفراغها.
غير أن نسبة صمود الاهالي في العديد من القرى الحدودية تبدو كبيرة، في مرجعيون مثلا ما زال ٨٠ بالمئة من سكان البلدة في داخلها..
كامل رزوق يشرف مباشرة على خلية الأزمة التي تشكلت في البلدة، لمواكبة تداعيات العدوان المستمر.
لم تسلم مرجعيون من القصف، فهي تقع على تخوم برج الملوك والخيام والقليعة، فسهل مرجعيون تعرض مراراً وتكراراً للقصف والغارات والاستهداف، ومع ذلك يرفض سكان مرجعيون مغادرتها لأنهم يرون بصمودهم نوع من مقاومة الاحتلال الاسرائيلي على ما يشير رزوق.
تكاد لا تهدأ أصوات القصف في المنطقة، أصواتها ترعب الأهالي، في الأمس كانت القذائف تسقط من جهة الغرب والشرق، لم نعرف من أين تأتي يقول رزوق الذي يرى أن رفض الناس مغادرة البلدة ينبع من واقع اقتصادي بحت، فكلفة النزوح باهظة، وإيجار المنزل بات خيالياً، معظم الناس تعيش في وضع اقتصادي محدود، لا تقو على هذه الكلفة.
لم تدرج مرجعيون كما العديد من القرى الحدودية التي تستهدف يومياً في خانة «قرى الاستهداف»، بل تصنف على أنها «ليست بحالة حرب» وهو ما يمنع أي دعم أو مساعدة لها، وهذا يدفع رزوق للضحك «كل ما نعيشه من قصف ورعب وخوف، وتصنفنا الدولة بأننا لسنا بحالة حرب»، ويعيد السبب الى أن «لا مراكز إيواء داخل البلدة».
يعتمد ابناء مرجعيون حالياً على المونة البيتية التي جرى إعدادها صيفاً، لا يخلو منزلا منها من زيتون ومخللات وزعتر وكشك وحبوب وملوخية وغيرها، وهذه تشكل عصب الصمود في زمن الحرب والظروف الاقتصادية يقول رزوق، الذي يؤكد أن الحياة في البلدة شبه طبيعية صباحاً ومشلولا عصراً وليلاً وعند كل اعتداء.
وعلى الرغم من بقاء دكاكين البلدة مشرعة أبوابها، غير أنه الكثير من السلع لم تعد تصل لها من مياه وأكل وغيرها، وهذا حكما سيؤثر على المواد في اوقات لاحقة، غير أنه يعيد ويؤكد أن الناس تخبز وتطبخ من حواضر المنزل، فالكل صامد بصلابة.
يقوم رزوق ضمن خلية أزمة إدارة الحرب في البلدة في اعداد دراسة دقيقة حول احتياجات الاهالي، ولم يتم انتظار دعم الدولة الذي لن يحضر بل يقول رزوق أن بعض ابناء البلدة بادر إلى المساعدة والدعم سواء بتوفير الأدوية أو المساعدات أو اي حاجة للناي، كما تقوم شرطة البلدية بتسيير دوريات ليلية لبث روح الاطمئنان لدى الاهالي ووضعت خطاً ساخنا لتلقي أي حالة طارئة، هذا التدبير الداخلي ترك ارتياحًا لدى الأهالي وفق رزوق الذي يعد أن هذا الأمر يعطي ثقة للناس.
ما يخشاه رزوق كما الكل همجية العدو الاسرائيلي وتكرار سيناريو غزة في لبنان، فكل الاحتمالات تبعاً لرزوق واردة.
اللافت هذه الأيام وفي عز الحرب، ارتفاع ساعات الكهرباء التي وصلت في قرى حاصبيا ومرجعيون ليلا الى ٨ ساعات وهو أمر علق عليه رزوق بالقول «لانه لا ضغط على الشبكة حالياً هكذا أبغلنا النائب فراس حمدان خلال زيارته للبلدة برفقة النائب نجاة صليبا، وأبلغنا أيضا إن الدعم حاليا غير متوفر، لأننا لسنا في حالة حرب، واذا توفر سيكون برّاني».
لم تجهز مرجعيون بالملاجئ، ولا يوجد حتى مركز ايواء يحوي ملجأ في حالة الطوارئ، حتى مستشفى مرجعيون الحكومي غير مجهز للحرب أيضاً والمسؤولية تقع بحسب رزوق على الدولة التي تغيب كليا في حالة السلم كما الحرب.