أفاد جيش العدو الإسرائيلي بأنّه ينفذ عملية ضدّ نشطاء حركة حماس في مستشفى الشفاء بقطاع غزة اليوم وطالب جميع أعضاء الحركة في المستشفى بالاستسلام.
قبيل ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن إسرائيل أبلغت المسؤولين في القطاع بأنها ستقتحم مجمع مستشفى الشفاء “خلال دقائق”.
وأضاف “الاحتلال لم يحدّد هل سيدخل المجمع هو قال إنه سيتم خلال الدقائق اقتحام مجمع الشفاء الطبي ولكن كيفيّة الاقتحام وآلية ونوايا الاقتحام لا نعلم”.
في ذات الوقت يعمل الاحتلال جاهدا على ايجاد الانفاق التي روج محليا وعالميا انها موجودة في قبو المستشفى ..
وتابع: “أبلغنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وما طلبه الاحتلال حتى يكون لدى الجميع الحذر بعدم التواجد”.
من جهته، قال الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة لقناة “الجزيرة” إن القوات الإسرائيلية اقتحمت الجانب الغربي من المجمع الطبي. وأضاف أن هناك انفجارات كبيرة ودخل الغبار إلى المناطق التي هم فيها، مشيراً إلى اعتقاده بوقوع انفجار داخل المستشفى.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أنّ “قوات الجيش تعمل ضد منظمة حماس الإرهابية في جزء معيّن من مجمع الشفاء الطبي حيث تستند هذه العلمية إلى معلومات استخباراتية وحاجة عملياتية”.
وأضاف “تضم قوات الجيش الإسرائيلي فرقاً طبية ومتحدّثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محدّدة للاستعداد لهذه البيئة المعقّدة والحسّاسة بهدف عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين”.
وتزعم إسرائيل أن حماس لديها مركز قيادة تحت مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في غزة، وتستخدم المستشفى والأنفاق الموجودة تحته في العمليات العسكرية واحتجاز الرهائن. وتنفي حماس ذلك.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر لشبكة سي.إن.إن بأنّ المستشفى والمجمع كانا بالنسبة لحماس “محوراً مركزياً لعملياتها وربما حتى القلب النابض وربما حتى مركز الثقل”.
وأكدت الولايات المتحدة أمس الثلثاء أنّ لديها معلومات مخابراتية تدعم هذه الاستنتاجات.
من ناحيتها، قالت حماس اليوم الأربعاء إن “تبني البيت الأبيض والبنتاغون لرواية الاحتلال الكاذبة والزاعمة باستخدام المقاومة لمجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية كان بمثابة الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين”.
وأضافت “نحمّل الكيان المحتل وقادته النازيين الجدد والرئيس بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي”.
وشنّت القوات الإسرائيلية معارك شرسة في الشوارع ضدّ مقاتلي حماس خلال الأيام العشرة الماضية قبل أن تتقدّم إلى وسط مدينة غزة والمنطقة المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة جديدة بحق الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى بحصارها وقصفها لمجمع الشفاء الطبي”.
وأضافت في بيان “نحمّل قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الطاقم الطبي والمرضى والنازحين في مجمع الشفاء الطبي”.
قال القدرة “نتحدث عن قرابة 650 من الجرحى والمرضى والأطفال، نتحدث عن قرابة هذا العدد أيضاً من الطواقم الطبية، من خمسة إلى سبعة آلاف نازح داخل مجمع الشفاء الطبي من الأطفال والنساء والمسنين وعوائل بأكملها في كافة أرجاء مباني مجمع الشفاء الطبي والآن حالة من الذعر بين هؤلاء جميعاً، الواقع صعب للغاية”.
وبقي 36 طفلاً من جناح الأطفال حديثي الولادة بعد وفاة ثلاثة منهم. وبدون وقود للمولّدات اللازمة لتشغيل الحضانات، تُبذل أقصى الجهود الممكنة للحفاظ على أجسام الأطفال دافئة مع وضع كل ثمانية معاً على سرير.
وأضاف أن المحاصرين في المستشفى حفروا مقبرة جماعية أمس الثلثاء لدفن المرضى الذين توفوا، وأنه لا توجد خطّة لإجلاء أطفال خدج (ناقصي النمو) رغم إعلان إسرائيل عرضاً لإرسال حضانات متنقلة.
وقال القدرة إن هناك نحو 100 جثة متحلّلة بالداخل ولا توجد وسيلة لإخراجها.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّه منزعج للغاية من “الخسائر الفادحة في الأرواح” في المستشفيات. وأضاف للصحافيين “باسم الإنسانية، يدعو الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.
وأفاد مسؤولون طبيّون في غزة بأنّه تأكّد مقتل أكثر من 11 ألفاً في الضربات الإسرائيلية، حوالي 40 بالمئة منهم أطفال، وحصار عدد هائل آخر تحت الأنقاض.
وأصبح حوالي ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى، وغير قادرين على الفرار من المنطقة التي ينفد فيها الغذاء والوقود والمياه الصالحة للشرب والإمدادات الطبية.
قانون دولي
يقول مسؤولون في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن استهداف إسرائيل لمستشفى الشفاء يثير تساؤلات حول كيفيّة تفسيرها للقوانين الدولية المتعلّقة بحماية المنشآت الطبية وآلاف النازحين اللاجئين إليها.
وقال عمر شاكر مدير مكتب “هيومن رايتس ووتش” في إسرائيل وفلسطين قبل الاقتحام الإسرائيلي إنّه حتى لو ثبت أن حماس تستخدم المستشفيات في العمليات العسكرية، فإن القانون الدولي يتطلّب توجيه تحذيرات فعّالة قبل الهجمات.
وأضاف أن هذا يعني أن الناس هناك بحاجة إلى مكان آمن للذهاب إليه وطريقة آمنة للوصول إلى هذا المكان.
وتابع أن هذا “أمر مقلق للغاية لأنه عليك أن تتذكّر أن المستشفيات في غزة تؤوي عشرات الآلاف من النازحين”.
وزعمت إسرائيل في بيان اليوم الأربعاء أنها أمهلت سلطات غزة 12 ساعة لوقف الأنشطة العسكرية من داخل المستشفى، مضيفة “للأسف لم يحدث ذلك”.
وقال المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في بيان صدر في 30 تشرين الأول بشأن الهجمات على المواقع المحميّة مثل المستشفيات إن إسرائيل “ستحتاج أيضاً إلى إثبات التطبيق السليم لمبادئ التمييز والحيطة والتناسب”.
وأضاف أنه على الرغم من إمكانية فقدان وضع الحماية بموجب القانون الدولي، فإنّ “عبء إثبات فقدان الحماية يقع على عاتق من يطلقون النار أو القذائف أو الصواريخ”.