al saham

اخبار ذات صلة

النزوح السوري في لبنان: الاعداد والتداعيات

شكل الوجود السوري في لبنان منذ اكثر من 30 عاما قبل الحرب السورية وبعدها واحدة من الازمات التي كان لها تأ ثير سلبي على مجمل الوضع والتركيبة اللبنانية وقد تفاقمت مخاطر هذا الوجود في السنوات الاخيرة واطلقت قبل اسابيع مواقف وتصريحات تعتبر «نزوح السوريين يمثل خطرا وجوديا يهدد لبنان واللبنانيين».

الوجود السوري قبل الحرب السورية

قبل الحرب السورية التي اندلعت في اذار من العام 2011 كان في لبنان نحو 500 الف -700 الف من العمال الافراد السوريين (والقليل من العائلات) يعملون بشكل اساسي في قطاعي الزراعة والبناء، وقد استفاد هؤلاء العمال منذ العام 1990 وحتى العام 2005 من الوجود العسكري السوري الذي وفر لهم حماية معنوية، وساهم هؤلاء العمال بدعم الاقتصاد السوري من خلال تحويلاتهم الى عائلاتهم المقيمة في سورية، وقدرت هذه التحويلات بنحو 1 مليار دولار -1.2 مليار دولار سنويا .وبعد العام 2005 وحتى العام 2011 تراجعت نسبيا اعداد العمال السوريين في لبنان نتيجة الركود الاقتصادي من جهة والضغوط والترهيب الذي تعرضوا له في حالات ومناطق معينة.

الوجود السوري بعد الحرب السورية

بعد الحرب السورية التي اندلعت في اذار 2011 وفي السنوات اللاحقة لاسيما في الاعوام 2013-2016 قدمت الى لبنان مئات الاف العائلات السورية وهم كانوا باكثريتهم الساحقة اما عائلات العمال السوريين في لبنان او اقاربهم اوجيرانهم في القرى والبلدات التي شهدت حروبا ونزاعات عسكرية، وانتشر هؤلاء في كافة المناطق اللبنانية لاسيما في البقاع وعكار وضواحي بيروت مستفيدين من تسهيلات من الحكومة اللبنانية التي سمحت بالدخول من دون قيد او شرط، وجاءت المنظمات الدولية على اختلاف انواعها وجنسياتها التي تقدم المساعدات العينية والمالية لتشجع هؤلاء النازحين على القدوم والبقاء في لبنان، وهذا النزوح كان لاسباب اقتصادية وليس لاسباب عسكرية، فمساحة سورية 185180 كلم مربع اي 18 مرة مساحة لبنان ، والحرب لم تكن في اي يوم من الايام على مساحة سورية بل كانت في مناطق محددة وكانت ولازالت الكثير من المناطق امنة لم تشهد حربا ، بدليل ان هناك 6 ملايين نازح سوري داخل سورية.

عدد السوريين

بالرغم من خطورة النزوح السوري وتأثيره على الوضع اللبناني، لا يتوفر رقم واحصاء دقيق بعدد النازحين السوريين في لبنان، فالرقم الاعلى كان في العام 2017 وبلغ نحو 2.1 مليون سوري وتراجع لاحقا خصوصا بعد الازمة الاقتصادية وازمة كورونا، وكذلك نتيجة اعادة التوطين في بلد ثالث، فهناك نحو 420 الف -450 الفا عادوا الى سورية خلال الاعوام 2018-2022 ، كما ان هنالك 120 الفا انتقلوا الى دول اخرى ، واذا ما احتسبنا الولادات فان عدد النازحين يقارب 1.5 مليون 1.6 مليون سوري مقابل 4.2 مليون لبنان اي ما يشكل نسبة 36% من اللبنانيين ، ولكن الامن العام يؤكد ان الرقم هو 2.080 مليون سوري ، وتشير مفوضية اللاجئين ان الرقم المسجل لديها هو 867 الفا.وهناك من يقدر الرقم بنحو 2.5 مليون سوري.

التاثير الاقتصادي

بعيدا عن الارقام، فان للوجود السوري تاثير اقتصادي كبير ، وتقدر الحكومة اللبنانية الخسائر السنوية نتيجة هذا الوجود بنحو 2.5 مليار دولار -3 مليار دولار سنوبا نتيجة الخسائر الناتجة من استنزاف البنى التحتية:
الكهرباء المدعومة
المياه المدعومة
التعليم
النفايات
المحروقات
الخبز المدعوم
وكما تسبب هذا النزوح في رفع نسبة البطالة لدى اللبنانيين اذ دخل العامل السوري في منافسة مع العامل اللبناني في قطاعات التجارة والنقل والخدمات لاسيما في المطاعم والفنادق بحيث يقدر عدد السوريين الذين حلوا مكان لبنانيين في هذه القطاعات بنحو 120 الف عامل سوري .

التأثير الامني

ادى هذا الوجود السوري العشوائي وغير المنظم والتوجهات المتطرفة لدى بعض النازحين السوريين الى قيامهم باعمال ارهابية وتفجيرات معروفة ، كما تفيد تقارير القوى الامنية ان اكثر الجرائم من سرقة وقتل ونشل يقوم بها نازحون سوريون ، وكذلك فان 40% من المساجين هم من النازحين السوريين ، وكنموذج يفيد تقرير صادر عن امن الدولة للفترة من 28-7-2023 ولغاية 23-8-2023 ان عدد الموقوفين لديه بلغ 161 شخصا منهم 106 سوريين و55 لبنانيا ، كما يفيد تقرير صادر عن الامن العام للفترة من 15-6 -2023 ولغاية 15-7-2023 ان عدد الموقوفين لديه بلغ 558 شخصا منهم 291 سوريا اي نسبة 52% من اجمالي الموقوفين.

النزوح الجديد
ادت الحرب في سورية الى دمار الاقتصاد وانهيار خدمات البنى التحتية لاسيما الكهرباء والمياه وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية التي تقدمها الحكومة وتراجعت فرص العمل وارتفعت نسبة التضخم وبلغت منذ بداية الازمة 950 % وهي مرشحة للارتفاع في الاشهر القادمة بعد الزيادة على رواتب العاملين في القطاع العام ابتداء من اول ايلول 2023 والتي بلغت نسبة 100% واصبح الحد الادنى للاجور 185940 ليرة اي ما يوازي نحو13 دولار اليوم، كما ارتفعت اسعار المازوت والبنزين بشكل كبير وغير مسبوق ووصل سعر ليتر البنزين غير المدعوم الى 13500 ليرة وسعر قارورة الغاز المنزلي 53 الف ليرة ، هذا الوضع دفع بموجات جديدة من النزوح السوري الى لبنان اما للاستقرار فيه او للعبور عبر البحر بطريقة غير شرعية الى دول اخرى وتشير تقديرات غير رسمية ان عدد النازحين الجدد يبلغ كمتوسط 15 الف شهريا خلال اشهر حزيران – تموز- اب.

هل يصبح عدد السوريين مساويا لعدد اللبنانيين؟

نسمع وبكثير من القلق ان عدد النازحين السوريين في لبنان قد يصبح في السنوات القادمة مساويا لعدد اللبنانيين او اكثر منهم ، كما ان البعض يبالغ ،ومن دون احصاءات ،ويؤكد ان عدد النازحين السوريين اليوم هو اكبر من عدد اللبنانيين المقيمين .
الواقع الحالي ان عدد اللبنانيين المقيمين في لبنان هو 4.2 مليون ونسبة الزيادة السكانية هي 1% سنويا ، وان عدد النازحين السوريين هو 1.5 مليون ونسبة الزيادة السكانية هي 3%.وبالتالي في حال استمر الوضع على حاله من دون تغييرات مفاجئة ،فان السيناريو المتوقع هو انه في العام 2076 اي بعد 53 عاما سيصبح:
عدد اللبنانيين المقيمين في لبنان : 756، 116، 7 نسمة
عدد السوريين المقيمين في لبنان : 569،118، 7 نسمة
اي ان عدد السوريين سوف يتقدم على عدد اللبنانيين بنحو 1813 نسمة .
ومن يعش يرى؟

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً