بعد كلام نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب من عين التينة يوم أمس الأربعاء والذي طلب فيه من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي توضيح موقفه بعد الكلام الذي نسب إليه عن اعتباره أن وزير الدفاع “انتهى” بالنسبة إليه، معتبراً أنه إذا صح هذا الكلام فذلك يعني أن الحكومة أيضا انتهت ورئيس الحكومة انتهى من منطلق أن أحدا لا يستطيع اختزال صلاحيات رئيس الجمهورية الذي يوقّع مرسوم تشكيل الحكومة و”ينهي” أي وزير لا يعجبه.
كلام بو صعب هذا إنطلق من شرح قانوني دستوري يتعلّق بصلاحيات الوزير وصلاحيات حكومة تصريف الأعمال، أي أنه أتى من منطلق سياسي ولم يتقصّد فيه إرسال رسائل شخصية إلى رئيس الحكومة كما لم يتقصّد به المساس بمقام رئاسة الحكومة.
وفي إتصال لـ “ليبانون ديبايت” مع نائب رئيس مجلس النواب عن أسباب ردّ الأوساط الحكومية عليه لفت إلى أن “رئيس الحكومة يعمل بطريقة تقليدية قديمة مرّ عليها الزمن في عصرنا اليوم، حيث يكلّف أحدهم بنشر ردود عبر موقعه الخاص ويسمح له استعمال “مصادر حكومية”.
وينبّه بو صعب الرئيس ميقاتي أن “الأمر أصبح مكشوفاً لأن الخبر الذي يعتمد عدم الشفافية وبالتالي يفقد مصداقيته يعكس حجم مصداقية من أجاز للمصادر بكلام كهذا لا يحمل في طياته أية بذور لمصداقية صاحبه”.
ويعتبر بو صعب أن “كلام المصادر هذا أريد منها “شخصنة” ولم يعتمد الأسلوب نفسه الذي جاء في كلامه المنطلق من واقع قانوني ودستوري، وإرادت المصادر إلصاق تهمة بنائب رئيس مجلس النواب والإيحاء بأنه يبثّ أخباراً كاذبة بالإعلام لا علم له بها بالأساس”.
وإذ يلفت إلى “محاولة المصادر التذكير بموضوع ترسيم الحدود فينصح الأخيرة بأن “تتستّر” حتى لا يأتي هو على تذكير اللبنانيين بدور مرجعيتها في تلك المرحلة واقتراحها الذي رفضه جميع القادة اللبنانيين المعنيين بالملف في تلك المرحلة”.
وإذ يأسف بو صعب “لهذا الأسلوب في التعاطي فإنه يتمنّى أن يتصرّف رئيس الحكومة كرجل دولة شجاع ويعالج الموضوع بالمباشر، ويوضح مواقفه الحقيقية بعيداً عن الشخصنة والأساليب القديمة ودسّ المقالات بأسماء ومصادر مختلفة تمامًا كما فعل اليوم بطلب لقاء وزير الدفاع بعد ما طالبه بو صعب يوم أمس بتوضيح موقفه”.