بعد توتر الأوضاع في مدينة الحصاحيصا الواقعة بين ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والعاصمة السودانية الخرطوم صباح الأربعاء، خرجت أسرة أحمد شريف من المدينة مع المئات من الأسر الأخرى لكن دون وجهة محددة، حيث يفتقد الفارون من القتال لبوصلة تحدد وجهتهم في ظل انحسار خارطة المناطق الآمنة بسبب اتساع رقعة الحرب بشكل سريع في معظم أقاليم البلاد خصوصا المناطق الوسطى الشاسعة المساحة.
ويعيش الملايين من السودانيين العالقين وسط كماشة القتال المستمر منذ منتصف أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع حالة من “التوهان” في ظل تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية والصحية.
وتظهر صور، نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تكدسا كبيرا للفارين الجدد من وسط البلاد في العديد من مدن شرق السودان مثل القضارف وكسلا التي تبعد نحو 500 كيلومتر عن العاصمة الخرطوم.
وأدى اتساع القتال إلى تحول أكثر من 60 في المئة من مدن وولايات السودان إلى مناطق حرب، مما فاقم من الأوضاع الإنسانية بشكل كببر، وسط تقارير تشير إلى حاجة أكثر من 25 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة لمساعدات غذائية عاجلة.
ويعتبر الأطفال أكثر الفئات تضررا من القتال الحالي، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، فقد أجبر تصاعد القتال في ولاية الجزيرة أكثر من 150 ألف طفل على ترك منازلهم خلال أسبوع واحد فقط.
ويعيش ما يقدر بنحو 5.9 مليون شخص في الولاية نصفهم تقريبا من الأطفال.