توجه راعي ابرشية صور وصيدا للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري الى اللبنانيين بكلمة لمناسبة عيد الميلاد وقال: “المسيح ولد فمجدوه، لما حان ملء الزمان أرسل الله ابنه، مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني…”
في بيت لحم، مهد المسيح، تمتهن كرامة الإنسان .
الإنسان الذي ولد المسيح من أجله، ماذا يحل بأطفال بيت لحم اليوم؟ وكأن التاريخ يعيد نفسه. هيرودس قتل أطفال بيت لحم خوفا على عرشه. واليوم أكثر من هيرودس يقتل ويشرد شعبا بأكمله. لا يقتصر الأمر اليوم على بيت لحم والقدس وسائر الأراضي المقدسة، بل يمتد إلى غزة والمدن والبلدات الفلسطينية التي تستباح وتمتهن كرامتها كل يوم.
منذ ألفي عام ونيف كان العالم يغلي بسبب كثرة الشرور.
فرأى الله ان حسن ان يرسل ابنه الى البشرية ليخلصها من تلك الشرور ومن الخطيئة المسيطرة عليه منذ السقوط من الفردوس.
بميلاد المسيح انتقلنا من عهد العبودية إلى عهد الحرية: حرية أبناء الله.
وقال كفوري: “ما أشبه اليوم بالأمس. فكما كان العالم يغلي منذ ألفي عام هو يغلي اليوم بسبب الحروب والقلاقل التي تحصل فيه.
هذه الحروب التي يقول القائمون بها إنها تحفظ لهم امنهم القومي. أو يقومون بها دفاعا عن النفس. هاتان الحجتان لا تبرران القتل الوحشي والإضطهاد وامتهان كرامة الإنسان، الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. هذا الإنسان أمرت الديانات السماوية بالمحافظة على كرامته. لذلك من يعتدي على الإنسان يعتدي على الله لأن الإنسان ابن الله وحبيبه.
الله أراد للانسان الكرامة والعزة والحياة الكريمة. “صار الإله إنسانا ليصير الإنسان إلها” قال القديس أثناسيوس الكبير.
ندعو في هذا العيد المبارك لإحلال السلام في العالم بدل الحرب. ندعو لتسود المحبة جميع الناس بدل الكراهية والاقتتال الذي لا يريده الله. ندعو جميع الأطراف لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وفي كل الشرق الأوسط”.
وختم: “أما في لبنان فإننا ندعو للالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 تطبيقا كاملا (من الطرفين).
وندعو الأمم المتحدة لتطبيق قراراتها على الجميع وليس على طرف واحد كما ندعو مجلس الأمن لفرض قراراته على الطرف المعتدي (أي إسرائيل)
كما أننا نقدم التعازي الحارة لذوي الشهداء الذين سقطوا في الآونة الأخيرة بسبب الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان.
نحيي أهلنا في الجنوب. الذين صمدوا وتمسكوا بأرضهم وبمقدساتهم بالرغم من قساوة الإعتداءات وجسامة الخسائر. كما ندعو المسؤولين في الدولة اللبنانية ليعوضوا عن تلك الخسائر ويعيدوا بناء ما تهدم.ونكرر المعايدة صارخين مع الملائكة والرعاة: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”.