لم يكن هذا النهار عادياً، إذ شهد أحداثاً متسارعة، سواء على صعيد العلاقة مع قوات الطوارئ أو تلك المتعلقة بالحرب المفتوحة على جبهة الجنوب، والتي يبدو أنها في تسارع متزايد وخطير.
على صعيد قوات الطوارئ الدولية، فقد تعرضت دورياتها العاملة في الطيبة وكفركلا إلى اعتداءين منفصلين، واحد في الطيبة مع الكتيبة الأندونيسية وآخر في كفركلا مع الكتيبة الفرنسية، فيما خص الأول، فقد تعرضت الدورية لرشق بالحجارة أدت إلى إصابة جندي بجراح طفيفة وتضرر الآلية التي أكملت طريقها ولم تتوقف.
في حين جاء الاعتراض الثاني على دخول الدورية الأحياء الداخلية للبلدة من قبل بعض الشبان قبل أن تعود وتُكمل طريقها.
وقد رفض كل من رئيسي البلديتين الأمر ووصفاه بـ «الصبياني والفردي»، وقد قال رئيس بلديه الطيبة عباس دياب: «أن الاعتداء فردي وهو مرفوض كليا، وننتظر نتائج تحقيق الجيش اللبناني لنبني على الشيء مقتضاه». في حين وضع رئيس بلديه كفركلا حسن شيت التعرض للكتيبة الفردي بأنه «ولدنة» وغير منظم، وهو أمر مرفوض كلياً وجاء في توقيت دقيق وحساس، والأمر بعهدة الجيش اللبناني.
لم تتأثر حركة دوريات اليونيفيل على طول الحدود، بل تواصلت بشكل عادي.
أما على صعيد التحولات العسكرية فقد تمكن حزب الله من إدخال تكتيكات عسكرية جديدة، سواء البركان أو المسيرات الانقضاضية وطبيعة الاستهدافات التي تحقيق إصابات مباشرة ودقيقة في صفوف العدو الذي يتعرض لصفعات قاسية من عمليات المقاومة، فيفرغ حقده قنابل وغارات وصواريخ على القرى والبلدات الجنوبية.
على صعيد الاستهدافات، فقد كانت مدمرة وتطال المنازل والطرقات حتى المنازل المأهول إذ نجت عائلة جورج العميل في رميش، وسقطت بقايا صاروخ اعتراضي في «عيناتا» على إحدى المنازل ونجت العائلة. في حين كانت «رامية» في مهب الغارات الصهيونية، ونالت «عيتا الشعب» نصيبها الوافر من الغارات والاعتداءات، إذ تشير المعطيات أن العدو يحاول أن ينتقم من كل بلدة قاومته في حرب تموز وسجلت عليه انتصارات كبيرة.
ومساءً شنت طائرات العدو الإسرائيلي خمس غارات متتالية على الوادي الواقع بين حومين التحتا وصربا دون وقوع إصابات. هذا ولم تفارق الطائرات المسيرة الأجواء الجنوبية منذ ساعات الصباح الأولى.
وللوقوف على جهوزية الأمن العام، قام المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري بزيارة الى دائرة أمن عام الجنوب في صيدا، ودائرة أمن عام النبطية، بالإضافة إلى المراكز الإقليمية للأمن العام المنتشرة في المنطقة. وفي خلال الزيارة، التقى اللواء البيسري بالضباط والمفتشين والمأمورين، منوها بالعمل الذي يقومون به في هذه الظروف القاسية، وبالجهد الذي يبذلونه من أجل البقاء في أتم الجهوزية لتلبية معاملات المواطنين والمقيمين، والمساهمة مع باقي الأجهزة الأمنية والعسكرية وبالتعاون مع قوات الأمم المتحدة، في السهر على ضمان الأمن والاستقرار والصمود في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المواطنين الآمنين وأرزاقهم، كما تمنى لهم في مناسبة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة، أن يعيدهما الله عليهم وعلى عائلاتهم وعلى أبناء المنطقة بالسلام والطمأنية.