قد يصلح القول إن ملف النازحين من جنوبي لبنان وتحديدا من قرى الشريط الحدودي أنه الملف الأصعب والمعقد على الإطلاق، بالنظر إلى حجم المعاناة وشح المساعدات التي لم تكن ضمن المستوى المطلوب، ولم تصل إلى كل النازحين، بل وزعت بالقطارة، وهذا فاقم الأزمة والمعاناة معا.
حتى الساعة وصل عدد النازحين في قضاء صور بحسب وحدة إدارة الكوارث إلى ٢٣٥٠٠ نازح بمعدل ٥٥٠٠ عائلة موزعين بين ٤ مراكز إيواء تضم حوالي ١٠٠٠ نازح فيما توزع الباقون على المنازل في قرى وبلدات القضاء.
في حين بلغ عدد النازحين في منطقة النبطية حوالي ١٨٦٢١ نازحا موزعين على ٤٦١٧ عائلة، في حين لم يتم فتح أي مركزايواء حتى الساعة بحسب ما أشارت محافظة النبطية بالتكليف الدكتورة هويدا الترك.
إلى الأن لم تصل المساعدات كما يجب إلى كل النازحين، فالدولة في «كومة «في حين لم تتدخل المنظمات الأجنبية بعد بالشكل المطلوب، وحده النازح يدفع ضريبة كل الإخفاقات الحاصلة.
بحسب عصام هاشم المستشار في إدارة الكوارث في صور فإن المساعدات لا تصل إلى كل النازحين، بل تصل إلى جزء منهم، إذا كانت العائلة مؤلفة من ٥ أشخاص مثل، تصل المساعدات وعادة ما تكون جرامات وأغطية إلى اثنين أو ثلاثة، في حين يتم وضع الباقين على لائحة الانتظار ريثما يتوفر دعم من هنا أو هناك.
يقول هاشم إنه لدينا نقص بحدود ٨٠٠٠ حرام وفرشة ووسادة، وما وزع حتى اليوم لم يتجاوزال١٥ ألف حرام فقط، وهذا يترك انعكاسه الخطير على النازح نفسه.
ولا يخفي أن التجاوب من قبل منظمات ال NGOS مقبولا ولكن ليس بالشكل الكافة، ويعلل الأمر بقوله «تدخلها جاء محدودا بسب عدم جهوزيتها للحرب وأنها تفاجأت بها، لافتا إلى أنها قدمت ما عندها من مخزون غير أنه ليس كافيا، ويعول على بداية السنة علها تتحللحل على هذا الصعيد.
لا يختلف مشهد النازحين في النبطية عن صور كثيرا ، المعاناة واحدة، وأزمة المساعدات واحدة أيضا، بل تقول المحافظة الترك إنها «ضئيلة«، وتشير إلى أن ما يقدم من مساعدات ليس كافيا. ولا يغطي الأعداد المطلوبة، في حين المتطلبات كبيرة.
تبعا للترك جرى توزيع ٥٠٠٢ فرشة و٥١٨٩ حراما أما الوساداتفبلغ عددها ٢٨٠٦، وهي تؤشر بحسب الترك إلى قلة المساعدات التي لم تصل إلى كل النازحين في منطقة النبطية.
وتلفت الترك إلى أن أكبر تحديا جرت مواجهته هو البحث عن المساعدات في ظل غياب القرار بالتدخل الفعلي، وتؤكد أن المحافظة حصلت على مساعدات من قبل مجلس الجنوب عبارة عن مساعدات غذائية وبعض الحصص المتعلقة بالفرش والأغطية، إضافة إلى حصص من منظمة WFP وتأمل الترك أن تتلقى الدعم من المنظمات بعد رأس السنة ويتغير واقع الدعم، إذ تشير إلى أنه جرى حجز ٤٧٤٦ فرشة وحراما.
بالمحصلة تجسدت معضلة المساعدات في واقعها الأخطر، ما وصل إلى النازحين لا يتعدى ١٠ بالمئة في وقت تتجه الأنظار إلى ما بعد بداية العام الجديد هل ستتدخل الجمعيات بالشكل المطلوب أم تبقي دعمها في الإطار الضيق.








