هزت فضيحة جنسية في تشرين الثاني الماضي (2023) الإعلام الأميركي، بعدما دهم مكتب التحقيقات الفيدرالي بيوت دعارة في منطقتي ماساتشوستس وفيرجينيا، حيث قام على إثر ذلك بعدد من الاعتقالات.
والفضيحة الأكبر كانت عندما وصف القائم بأعمال المدعي العام الأميركي في ماساتشوستس، جوشوا ليفي، حينها نوع العملاء في هذه الشبكة، قائلًا إنهم أطباء ومحامون ومحاسبون ومسؤولون منتخبون تنفيذيون بارزون في شركات تكنولوجيا وشركات أدوية وضباط عسكريون ومتعاقدون مع الحكومة وبروفيسورات وحتى علماء.
أما الجديد فيما يخص القضية هو أن تلك البيوت تقف وراءها دولة أجنبية، بحسب ما يعتقد مسؤولو استخبارات أميركيون باعتبارها “فخاً” للتجسس للإيقاع بالمسؤولين، وفق تقرير حصري نشرته “ديلي ميل” البريطانية.
ويعتقد المسؤولون أن بيوت الدعارة، التي يُزعم أن امرأة كورية جنوبية تبلغ من العمر 41 عاماً هي التي دبرتها، استهدفت سياسيين ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى ومتعاقدين مع وزارة دفاع.
لكن اللغز هو الدولة التي تقف وراء هذا المخطط، حيث يُنظر إلى روسيا أو الصين أو كوريا نفسها أو حتى إسرائيل على أنها من المحتمل أن تكون وراء هذا المخطط، وفق الصحيفة.
بدوره، قال أحد كبار ضباط العمليات في وكالة المخابرات المركزية إن “وجود الكوريين في المقدمة كان من الممكن أن يكون بمثابة معلومة زائفة لمنح الصين أو أي دولة أخرى إمكانية إنكار معقولة إذا تم كشف المؤامرة”.
وأفاد ممثلو الادعاء بأن أعضاء الكونغرس وضباط الجيش ومقاولي الأمن القومي الذين “يمتلكون تصاريح أمنية” كانوا من بين العملاء الدائمين في “بيوت الدعارة الراقية” التي تديرها الشبكة.
كذلك كان من بين العملاء الذين دفعوا مبالغ تصل إلى 600 دولار في الساعة، مديرون تنفيذيون للشركات، وأساتذة جامعيون، ومحامون، وعلماء.
ولإغراء العملاء، يُزعم أن عائلة لي المتهمة بإنشاء الشبكة، أنشأت أيضاً مواقع ويب يكون هدفها المزعوم هو مساعدة المصورين في العثور على عارضات أزياء يبحثن عن عمل.
ويعتقد المحققون أن الشبكة حققت أكثر من مليون دولار عند اعتقالها.
فيما لم يتم التعرف على أي من العملاء أو توجيه اتهامات لهم حتى الآن، ولكن يمكن الكشف عنهم قريباً بعد أن أعلن المدعون الفيدراليون الشهر الماضي أنهم يسعون لتوجيه اتهامات جنائية.
إلى ذلك قال ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، إن “الفتيات يبدأن بطلب خدمة صغيرة من هدف ويحاولن الاستمرار في تحويل الخدمات الصغيرة إلى خدمات كبيرة”.
وتهدف مصيدة الجذب إلى الحصول على معلومات مساومة، لكن استخدامها كسلاح نادر لأن ذلك يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ إن الهدف الأهم هو تجنيد عملاء لديهم إمكانية الوصول إلى أسرار الدولة.
من جهته، أشار جون سيفر، وهو ضابط مخضرم عمره 28 عاماً في الخدمة السرية الوطنية التابعة لوكالة المخابرات المركزية إلى أنه لا توجد معلومات كافية للمعرفة على وجه اليقين ما إذا كان جهاز استخبارات أجنبي وراء عملية بيت الدعارة، ولكن بناءً على ما تم الكشف عنه حتى الآن، فمن المحتمل أن يكون ذلك.
وقال الخبراء إن العديد من المتورطين، من الكوريين الثلاثة المتهمين إلى العاملات في مجال الجنس أنفسهم، لم يكونوا على علم على الأرجح بعنصر التجسس.
وفي حين تعد روسيا مرشحاً أكثر ترجيحاً للوقوف وراء الشبكة لأن جهاز الاستخبارات السوفييتي (كي جي بي) كثيراً ما كان ينفذ فخاخا مشابهة خلال الحرب الباردة، كما أن جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، الوكالة التي خلفته في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي، معروف أيضاً بذلك.