تعيش القرى الحدودية حالا من التأهب والحذر، فالوضع الأمني يتدحرج بسرعة قصوى، ويرتفع منسوب القصف الذي يطال المدنيين ويصيبهم بالمباشر.
تكاد تخلو الحركة من بلدة القليعة كما رميش وابل السقي ومرجعيون ، القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة، حركة نزوح لافتة سجلت في الساعات الـ٢٤ الماضية، تركزت حركة النازحين على الكبار والنساء والأطفال، في حين بقي الشباب داخل البلدات، إلى جانب النازحين السورين الذين ياتوا يشكلون إرباكا وخطرا عليها وتحديدا لجهة ارتفاع حجم السرقات كما يشير مختار بلدة القليعة جوزف سلامة، الذي أكد أن نسبة التوتر باتت مرتفعة، مع تزايد حدة الاشتباك جنوبا وفي غزة.
تشهد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة تطورا دراماتكيا للأحداث، تسارع الأوضاع الراهنة حال دون فتح المدارس، والتي ستقفل أبوابها تفاديا لأي خطر يتعرض له التلامذة، فمديري المدارس فضلوا الأقفال على تعريض حياة التلامذة للخطر.
في وقت سجلت حركة نزوح لافتة من القرى المسيحية باتجاه صور وبيروت، تفاوت بين بلدة وأخرى، ففي وقت سجلت نسبة النزوح ٤٠ بالمئة من بلدة رميش، وتحديدا المقتدرين منهم باتجاه بيروت، كانت متفاوتة في القليعة مرجعيون وابل السقي.
رئيس بلديه رميش ميلاد العلم لفت إلى أن حركة النزوح من البلدة كانت كبيرة نسبيا، تحديدا نحو بيروت، غير أنه استغرب وجود حركة دخول كبيرة للنازحين السورين نحو البلدة.
يقول العلم أنه في وقت رحل أبناء البلدة خوفا، فاجأنا دخول السورين بأعداد كبيرة نحو البلدة، وأشار إلى أنه جرى توقيفهم وترحيل من دخل خلسة.
ولفت في هذا الإطار إلى وجود تنسيق كامل مع بلديه عيتا للشعب، في هذا الملف تحديدا وقال: «لا أعرف أن كانوا مدسوسين أو لديهم هدف السرقة أو ربما احتلال منازلنا، فهؤلاء يرمون أنفسهم على النار».
وأشار إلى أنهم حين حاولوا الدخول ليلا كانوا يكبرون «الله أكبر» وهذا أمر يستدعي القلق.
مما لا شك فيه أن كل القرى تعيش حالا من القلق، ليس فقط القليعة حسبما يقول سلامة الذي رأى أن من بقي في البلدة جهز بعض التموين المطلوب، من طعام وغيرها ضمن الإمكانيات المتاحة.
ويلفت إلى أنه ما يقلقه السرقات، نحن نتخوف من تزايدها، واستغلال فراغ المنازل من سكانها، لذا تم تشكل خلية للمتابعة بحماية البلدة.
صحيح أن سلامة لا ينتظر الأسوأ ، على قاعدة «الاتكال على الله» إلا أنه يرى أن لا شيء متوفر الةن لا مستشفيات، لا مال، لا منازل ضد القنابل، ولا استقرار أمني ولا حتى دركي داخل المخفر، حيث لا يتوفر سوى اثنين أو ثلاث بالحد الأدنى».
يترقب الكل تطورات الأحوال، فعل وقع القصف في عيتا الشعب، والتأهب في باقي القرى، يكون السؤال هل ستتدحرج الأمور نحو حرب مفتوحة يقول سلامة إن الأمور كلها مرتبطة في تطورات غزة، داعيا «الدولة التدخل لايجاء مراكز إيواء للناس وتوفير الأمن في القرى، فمليون نازح في لبنان قد يحتلونه في أي لحظة».