ناشد مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان القوى السياسية والمعنيين في إنجاز الاستحقاق الرئاسي “أن يتحاوروا ويتشاوروا ويقدموا تنازلات متبادلة لمصلحة وطنهم وللنهوض بالدولة ومؤسساتها، ليعيش المواطنون بأمن وأمان وسلام في رحاب دولة قوية عادلة، وإلا فإن الدمار والخراب سيقضي على ما تبقى من هيكل الدولة”.
وقال في رسالة السنة الهجرية الجديدة: “كل يوم تأخير في إنجاز الاستحقاق الرئاسي سيدفع فيه الوطن والمواطن ثمن هذه الحالة المزرية التي نعيشها أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحتى أخلاقيا. وهذا الأمر مسؤولية يتحملها المعرقلون، واستمرار التناكف والتعنت والعناد والتحديات المتبادلة والتصلب في المواقف أمر خطير ينذر بانهيار الوطن على الجميع وعندها لا ينفع الندم”.
وتابع: “كفى ساستنا خصومات. عليهم أن يكونوا يدا وصفا واحدا، متمسكين بالدستور واتفاق الطائف وبالثوابت والمصالح العليا وبالوحدة الوطنية في مواجهة الأخطار المحدقة بلبنان”.
وأضاف: “حذار من المتربصين بالأمن الوطني والاجتماعي الذين يروجون الأضاليل والأكاذيب والترهات لإشعال الفتن والتنازع والتناحر بين اللبنانيين”.
ومضى يقول: “الحكمة مطلوبة الآن وهي قرينة الشجاعة، وتعني الإصرار على التوافق لحفظ الوطن، وعيشنا المشترك هبة من الله، آزرتنا العناية الإلهية في إقامته وتطويره. والاستخفاف به أو تجاوزه تهديد فعلي لما تبقى من التماسك والاستمرار والاستقرار”.
وشكر دريان الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة التي تبادر وتتداعى لنصرة ومساندة لبنان، وينبغي أن تتواكب هذه المبادرات من اللبنانيين وقياداتهم السياسية.
وتابع: في حرب عام 2006 التي شنها العدو الصهيوني على لبنان استطعنا البقاء معا، ومعنا العرب والمجتمع الدولي. ونجحت البلاد من بلاء كبير. المشكلات أكبر الآن، كما أن التضامن عنا أقل، لكن الأمر لا يخلو من عطف على لبنان، تشهد عليه الزيارات العربية والدولية، وهذا الواقع يستدعي تضامنا من أجل انتخاب رئيس، إلى تضامن لوقف تداعيات الانقسام الذي نشهده في الرأي العام.
وختم: «ار الفتوى في لبنان تعتبر أن ما يقوم به العدو الصهيوني في قرى وبلدات الجنوب اللبناني الصامد وفي سائر المناطق، جرائم حرب موصوفة في حق اللبنانيين جميعهم، وهذا يتطلب وعيا وحكمة ودراية في التعامل مع هذا العدوان الخطير.
الشرعي الاعلى: من جانبه، توقّف المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أمام تعثّر انتخاب رئيس للجمهورية رغم كل المبادرات والمساعي الداخلية والعربية والدولية.
وشدد المجلس في بيان، بعد جلسة برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، على ضرورة استمرار مفاعيل المبادرات والمساعي المحلية والخارجية للخروج من النفق المظلم الذي وضع فيه لبنان لإنقاذه مما هو فيه وتعيده الى الطريق القويم.
وأكد المجلس الشرعي أن إنجاز الاستحقاق الرئاسي يتطلب حوارا وتشاورا بين كل القوى السياسية والكتل البرلمانية التي ينبغي عليها ممارسة دورها الوطني للخروج من دوامة الدوران في فراغ التعطيل وتقاذف الاتهامات التعطيلية لانتخاب رئيس.
ودعا في السياق النواب الى القيام بدورهم وتحمل مسؤولياتهم الوطنية المؤتمنين عليها بانتخاب رئيس للجمهورية يكون انتخابه مدخلاً للارتقاء بلبنان الى مستوى طموحات أهله بالوحدة والتقدم والازدهار، والى مستوى رسالته الإنسانية وطناً واحداً لمجتمع متعدد ومتنوع.
وأكد المجلس الشرعي على موقفه المبدأي الثابت من أن انتخاب رئيس للدولة يكون مؤتمناً على الدستور ووحدة الدولة ومصالح الشعب ، هو شأن وطني يجسّد الإرادة الوطنية الواحدة والمصلحة العليا للدولة بأبهى صورها.
من جهة أخرى، نبّه المجلس الشرعي “من خطورة العدوان الصهيوني على الجنوب وسائر المناطق اللبنانية والنوايا الخبيثة والماكرة تجاه وطننا”.
ودعا الى “التمسك بأهداب الوحدة الوطنية للوقوف في وجه جرائم الاعتداءات الصهيونية على جنوب لبنان وبقاعه”، معتبرا أنها جرائم ضد الإنسانية يشجّعه عليها سكوت المجتمع الدولي على الجرائم الأشدّ بشاعة التي يرتكبها العدو في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة وفي الأراضي اللبنانية.
وناشد المجلس المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية المعنية التحرك بفعالية لوضع حدّ لهذه الجرائم التي تنتهك حقوق الإنسان وفي مقدمتها حقّه في الحياة وفي ممارسة سيادته الوطنية على أرضه.
كذلك طالب بتفعيل وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية واتخاذ وتفعيل الإجراءات القضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية بما في ذلك إصدار مذكرات القاء القبض بحق المسؤولين السياسيين والعسكريين والإداريين الصهاينة لارتكابهم لجرائم الإبادة الجماعية وضد الإنسانية والتي أكدت على أن ما يرتكبه العدو الصهيوني في قطاع غزة من قتل جماعي ومن تدمير عشوائي للمستشفيات والمدارس والبيوت ، يقع في إطار حرب الإبادة.