رأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن وقف إطلاق النار متوقف على قناعة الأفرقاء، معتبرًا أن الأمر الوحيد الذي ينقذ البلد هو استعادة الدولة سيادتها وسحب الفتيل ببسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.
وأشار إلى أننا نشعر بالمرارة لأننا لم نكن نريد الحرب والوصول إلى النتيجة التي وصلنا إليها، مذكّرًا بأننا حاولنا منذ 20 سنة التحذير من أنّ حزب الله سيجرّ الويلات على لبنان ودعوناه إلى مبادرة قبل الوقوع في المحظور.
وقال الجميّل: “هناك مساران، الأول: أن يقتنع حزب الله بأن بقاء السلاح انتهى وألّا يبقى ذراعًا لإيران وألّا يتذاكى على المجتمع الدولي، والثاني: أن يأخذ قرارًا بأن يسلّم السلاح إلى الجيش باتفاق لبناني لبناني، وإلّا فهناك سيناريو آخر وهو جرّ الويلات على البلد، محذرًا من أنه إذا تنصّل الحزب من الاتفاق فسيواجه إما إسرائيل وإما الجيش وللجيش دور كبير في الاتفاق، فإما أن يتجاوب الحزب مع الجيش ويسلّم سلاحه وإما سيخضع لإسرائيل”.
وأوضح أنه إذا استمر حزب الله بالتذاكي فستنفجر إما في الداخل وإما مع اسرائيل، معتبرًا أن وقف إطلاق النار لن يصمد وكله يتوقف على نية حزب الله وإيران.
ولفت إلى أن الثلاثية انتهت إلى غير رجعة ولا عودة إلى ما كنا عليه ما قبل 9 اكتوبر، مشيرًا إلى أن ثمة مسارين أوّل سلبي لن يؤدي إلا إلى انفجار داخلي وعودة المعارك، وثانٍ إيجابي يتمثل في أن نعطي أفقًا للإيجابية أي إعادة بناء لبنان بشراكة لبنانية على أسس جديدة تعطي أملًا للبلد وهذا المسار متاح إذا أخذنا خيار الدولة.
واعتبر أن المنطق الاستسلامي هو أن يختبئ نواب حزب الله في مجلس النواب لأنه يمثل الشرعية ووحدها الشرعية استطاعت أن تحميه، مؤكدًا أن الوقت حان لنتعلّم أن خدمة الآخرين والتضحية بالبلد كارثة يجب ألّا نعيدها، ومضيفًا: “بعد المسار الذي وصلنا إليه لسنا مستعدين بأي شكل بمعزل عن الاتفاق لأن نتعايش مع سلاح حزب الله وغيره بعد اليوم ولن نقبل ببناء لبنان بوجود ميليشيات”.
وأكد أننا لن نبني البلد إذا استمر الحقد ورواسب الحرب، أي ترقيع للحالة الموجودة لأن هذا سيؤسّس لمشكل بعد 10 سنوات مشددًا على أن بناء المستقبل والمواطنة يبدأ بمصارحة ومصالحة حقيقيتين.
الجميّل دعا إلى فتح صفحة جديدة على أسس متينة وهذا يحتاج وقتًا وجهدًا ومصارحة بالهواجس وأسباب الخوف والاعتراف بتضحيات البعض، معربًا عن خشيته من الذهاب الى ترقيعة رئاسة جمهورية ونبقي الجمر تحت الرماد.
واعتبر أن الرئاسة جزء من مسار لا يجب أن يحصل بمعزل عن الباقي، مشيرًا إلى أن على المجلس أن يعقد جلسة مفتوحة على مدى شهرين أو 3 أشهر ويقوم بعمل في العمق يبدأ بانتحاب رئيس الذي يجب أن يكون حاضرًا ونكمل في المجلس بمصارحة ومصالحة وننظر بنظامنا مع عوراته وما لم يطبّق من اتفاق الطائف ونعيد النظر بأخطاء النظام ونطمئن كل اللبنانيين لنخلق بلدًا يعيش 100 سنة لأن هدفنا بناء بلد داعيًا كل شركائنا إلى الجلوس معنا لبنائه سويًا.
وشدد على أن الوقت حان ليتوقّف الترقيع ولو استغرق الأمر شهرين أو ثلاثة أشهر كما حان الوقت لنعالج الجرح بشكل صحيح ونبني بلدًا يليق بأبنائه.
وطالب رئيس الكتائب بأن نتسلّح بالجرأة، فممنوع الذهاب إلى تسويات ظرفية وترقيعات وتنفيعات لأن في الأمر مقتلًا للبلد، متمنيًا من كل المسؤولين أن نغوص في العمق هذه المرة لمناقشة مستقبل لبنان.
وأشار إلى لدى الشعب اللبناني قدرة على النهوض وجعل لبنان سويسرا الشرق شرط ألا نبقى ساحة وأن نكون في خدمة أنفسنا لا في خدمة الآخرين.
رئيس الكتائب الذي أوضح أن موضوع ترشحه لرئاسة الجمهورية غير مطروح، أضاف: “من غير الواضح بعد ما إذا كانت هناك نية لبناء البلد لافتًا إلى ان أكثرية الأسماء هي لتقطيع المرحلة،” وتابع: “لا أشعر أن هناك قرارًا لبناء البلد وحزب الله لم ينتقل بعد إلى هذه المرحلة والاحتمال الأهم ليس الاسم بل بناء البلد”.
وأشار إلى أننا عندما نقدّم استقرارًا فسنجذب أهم الاستثمارات ونعيد المغتربين والشرط بناء دولة بعيدًا عن منطق السلاح والاستقواء.
وعن مواصفات الرئيس قال: “أريد رئيسًا مؤمنًا بحصرية السلاح ولا يساوم على الموضوع، يؤمن بخارطة الطريق التي طرحتها مع مؤتمر وطني يدخل في العمق مع مصارحة ومصالحة وتطوير الطائف، ولديه القدرة على القيام بالورشة الوطنية العميقة التي تبني المستقبل وإلا ستكون الخطوة ناقصة تولّد المزيد من المشاكل في فترة قريبة وسأعمل بهذا الاتجاه، محذّرًا كل الاصدقاء والمسؤولين بألّا ننتخب كيفما كان لنقول فقط إننا انتخبنا فاللحظة مصيرية ويجب أن نتحدّث بالاختلاف لإيجاد الحلول”.
وأكد ألّا مقاربة واحدة للاستحقاق الرئاسي بل حسابات مختلفة، معربًا عن خشيته أن تعود حليمة إلى عادتها القديمة عبر العودة إلى التركيبات والتسويات التي تولّد الأزمات الإضافية.
مواقف الجميّل جاءت في حوار ضمن برنامج “صار الوقت” مع الإعلامي مارسيل غانم عبر mtv.
في ما يلي نص المقابلة
تعليقًا على جولته الخارجية إلى فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل أن كل هدفنا أن تكون مرحلة جديدة في تاريخ لبنان وهذا ما تحدّثنا به في الخارج، وللأسف الرأي اللبناني لم يكن موجودًا على الطاولة ومصلحة لبنان كانت مغيّبة عن النقاش وكان هدفنا وضع هذه المصلحة على الطاولة.
الجميّل وفي حديث ضمن برنامج “صار الوقت”، أشار إلى ألّا شيء يؤكد مصير وقف إطلاق النار ولكنه متوقف على قناعة الأفرقاء والشيء الوحيد الذي ينقذ البلد هو استعادة الدولة سيادتها وسحب الفتيل ببسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، مضيفًا: “لا أقول إن ليس هناك أصوات مثل أصواتنا ولكن المفاوضات كانت إيرانية إسرائيلية والطرف اللبناني لم يكن موجودًا والفرقاء اللبنانيون لعبوا دور الوساطة بين الحزب وإسرائيل والحكومة لم تكن شريكة من هنا كانت الضرورة أن نقوم بجهد وننبّه المجتمع الدولي إلى أن هناك مصلحة لبنانية يجب أخذها بالاعتبار”.
وتابع: “في إتفاق وقف إطلاق النار هناك أمور جيّدة وأمور سلبيّة ولكن هذا هو الموجود وسنتعامل معه، مشيرًا إلى أننا نشعر بالمرارة لأننا لم نكن نريد الحرب والوصول إلى النتيجة التي وصلنا إليها وقد حاولنا منذ 20 سنة التنبيه والتحذير من أن حزب الله سيجرّ الويلات ودعوناه إلى مبادرة قبل الوقوع في المحظور، وحاولنا أن نشرح للحزب أن خياره سيوصلنا إلى هنا ولطالما قلنا له إن جبهة المساندة مع قواعد الاشتباك لا تصلح ورأينا النتيجة، وكنا فضلنا أن يحصل الاتفاق بمبادرة لبنانية لبنانية ولكن للأسف حزب الله أراد فتح الجبهة وجرّ نفسه ولبنان إلى الحرب وبقي مصرًّا، وللأسف نعيم قاسم لا يزال في نفس المنطق ويحاول التنصل من مضمون الاتفاق الذي وافق عليه”.
ورأى الجميّل أننا أمام مسارين، الأول أن يقتنع حزب الله بأن بقاء السلاح انتهى وألّا يبقى ذراعًا لإيران ولا يتذاكى على المجتمع الدولي، والثاني أن يأخذ قرارًا بأن يسلّم السلاح إلى الجيش باتفاق لبناني لبناني، وإلا فهناك سيناريو آخر وهو جرّ الويلات على البلد، لأنه إذا تنصل من الاتفاق سيواجه إما اسرائيل وإما الجيش وللجيش دور كبير في الاتفاق، فإما أن يتجاوب الحزب مع الجيش ويسلّم سلاحه وإما سيخضع لإسرائيل، وبالتالي عمليًا، في الحالتين سنجرّ لبنان إلى كارثة، داعيًا الحزب إلى أن يسلّم السلاح إلى الدولة والتفاهم مع اللبنانيين حول كيفية بناء لبنان كي يكون الانتقال سَلِسًا من دون مشاكل وننقل لبنان إلى مكان أفضل لأن التذاكي والالتفاف على الاتفاق لن يوصل إلى نتيجة”.
وسأل الجميّل: “ما الفائدة من السلاح وراء الليطاني وماذا سيفعل به حزب الله لاسيما أنه قبِل الانسحاب من الجنوب والاتفاق يغطي كل لبنان لأنه يقول بفكفكة السلاح في كل لبنان وفي مقدمة الاتفاق هناك حديث عن 1559 ويقول بحصرية السلاح بيد الجيش”.
وردًا على سؤال، أكد أن في اللحظة التي ذهب فيها حزب الله إلى سوريا لم يعد مقاومة، فالمقاومة تدافع عن الحدود ولا تتخطاها، وبالنسبة لنا حزب الله أراد أن يكون أداة إيرانية في لبنان ويضحي بلبنان وشبابه من أجل مصالح إيران ودفع الثمن هو والشعب والشيعة والاقتصاد اللبناني”.
وتابع:” حان الوقت لنتعلّم أن خدمة الآخرين والتضحية بالبلد كارثة يجب ألّا نعيدها وبعد المسار الذي وصلنا إليه لسنا مستعدين بأي شكل بمعزل عن الاتفاق لأن نتعايش مع سلاح حزب الله وغيره بعد اليوم ولن نقبل ببناء لبنان بوجود ميليشيات”.
ولفت إلى أن الاتفاق يقول بحل الميليشيات وتطبيق الدستور و1559 و1701 وكل النصوص تؤكد حصرية السلاح ونزع سلاح الميليشيات والحزب وافق على هذا الاتفاق، مضيفًا: “مشكلة الحزب ليست معنا إنما مع الذين وقّعوا معهم الاتفاق وهم قبلوا بجنرال أميركي وضباط أميركيين بموافقة حزب الله فيما إسرائيل تنتظر خطأ لتكمل ما بدأته ولم تعد الأمور بهذه السهولة، والموضوع لم يعد استراتيجية دفاعية وواضح أن إسرائيل قوة نووية ووراءها الناتو وأميركا و”حلنا” أن نقتنع أننا نحتاج سنين ضوئية للوقوف بوجه إسرائيل”.
وردًا على سؤال، قال الجميّل: “المنطق الاستسلامي هو أن يختبئ نواب حزب الله في مجلس النواب لأنه يمثل الشرعية ووحدها الشرعية استطاعت أن تحميه وهذا أكبر تأكيد أن الشرعية تحمي لبنان وبدلة الجيش تحمي لبنان ووجود العسكري على الحدود هو الذي يحمي لبنان وليس بندقية المقاومة ولا صواريخها، والتجربة برهنت أنه رغم سنوات التسليح والتدريب 10 أيام دمّرت الجنوب وأدت إلى استسلام حزب الله “.
واعتبر رئيس الكتائب أن اتفاق وقف إطلاق النار ليس مثاليًا لأنه أعطى حرية حركة لإسرائيل، فيما “أقاموا القيامة” على الرئيس أمين الجميّل في اتفاق 17 أيّار ولكن ما قام به حزب الله أبعد بكثير من 17 أيّار ومن حق الرئيس الجميّل أن نعترف له بأنه وقّع اتفاقًا أفضل من الحالي فهم وقّعوا على اتفاق أسوأ بعشرات المرات من اتفاق 17 أيّار، والنقطة الأهم بالنسبة لنا هي إلى أين سيذهب حزب الله في النهاية؟
ولفت الى أن موضوع استعادة الدولة لسيادتها بموافقة لبنانية لبنانية يُريحنا من كل هذا المسار، وعندما يقتنع حزب الله بشروط الدستور والشراكة فإننا لن نحتاج لكل هذا الاتفاق، ولكن طالما سيُكملون بالتذاكي فالخطر سيستمر.
وشدد على ألا عودة إلى الوراء بالنسبة للشعب اللبناني ولا عودة للتعايش مع السلاح، مشيرًا إلى أن بيد حزب الله أن يقرّر إما جرّ لبنان إلى المزيد من الويلات وإما فتح صفحة جديدة وهذا ما نتمناه فإذا أصرّ حزب الله على منطقه فسيأخذنا إلى الطلاق.
وتابع: “أمامنا فرصة لكي لا نكون سلبيين وهناك إشارات إيجابية وثمة تصاريح عند الحزب ليست في الاتجاه الذي يتكلم به أمين عام حزب الله نعيم قاسم وتقول إننا قد نذهب في الاتجاه الصحيح وكلام رئيس مجلس النواب نبيه بري يحمل إيجابية وهناك حالة على الساحة الشيعية لا يمكن أن نستخف بها ولا يجب أن نحكم إعدامًا من الآن على المرحلة المقبلة”.
وأكد أنه إذا استمر حزب الله بالتذاكي فستنفجر إما في الداخل وإما مع إسرائيل ووقف إطلاق النار لن يصمد وكله يتوقف على نية حزب الله وإيران، مضيفًا: “الثلاثية انتهت إلى غير رجعة ولا عودة إلى ما كنا عليه ما قبل 9 أكتوبر ورسالة أمل مرتبطة بالنية، وثمة مساران، سلبي لن يؤدي إلّا إلى انفجار داخلي وعودة المعارك، وإيجابي يتمثل بأن نعطي أفقًا للإيجابية أي إعادة بناء لبنان بشراكة لبنانية على أسس جديدة تعطي أملًا للبلد وهذا المسار متاح إذا أخذنا خيار الدولة”.
وقال: “ثمة أفكار للانتقال من حالة التشنج إلى حالة الأمل، ولكن كل الأمور تنطلق من نوايا إيجابية بالشراكة وحصرية السلاح والسيادة والدستور وعندها سيبدأ المسار بمصارحة حقيقية بين اللبنانيين، مشددًا على أننا لن نبني البلد إذا استمر الحقد ورواسب الحرب، وأي ترقيع للحالة الموجودة سيؤسّس لمشكل بعد 10 سنوات ولكن بناء المستقبل والمواطنة يبدأ بمصارحة ومصالحة حقيقيتين”.
وطالب الجميّل بفتح صفحة جديدة على أسس متينة كما حصل في أفريقيا الجنوبية وإيرلندا وهذا يحتاج وقتًا وجهدًا ومصارحة بالهواجس وأسباب الخوف والاعتراف بتضحيات البعض، مبديًا خشيته من الذهاب الى ترقيعة رئاسة جمهورية والإبقاء على الجمر تحت الرماد.
وميّز الجميّل بين من استشهد دفاعًا عن البلد وبين من مات بحروب لا علاقة لها بلبنان، وهذا ينطبق علينا وعلى غيرنا وهناك أخطاء يجب أن نعترف بها ويجب أن نعترف بمن دافع عن مناطقه بوجه الجيش السوري والفلسطيني والإسرائيلي، مضيفًا: “حزبنا مرّ بـ88 سنة من التجارب وعلّمتنا وأعطتنا النضوج لنفهم مشاكل لبنان والحلول”.
وأكد أن الرئاسة جزء من مسار لا يجب أن يحصل بمعزل عن الباقي، مضيفًا:” طرحي أن يجتمع المجلس بجلسة مفتوحة على مدى شهرين أو 3 ويقوم بعمل في العمق يبدأ بانتحاب رئيس الذي يجب أن يكون حاضرًا ونكمل في المجلس بمصارحة ومصالحة وننظر بنظامنا مع عوراته وما لم يطبّق من اتفاق الطائف ونعيد النظر بأخطاء النظام ونطمئن كل اللبنانيين لنخلق بلدًا يعيش 100 سنة وهدفنا بناء بلد ندعو شركاءنا إلى الجلوس معنا لبنائه سويًا”.
وأردف: “كلامي عن مصارحة ومصالحة ليس جديدًا والحياد تجسيد للشراكة لأنه يمنع الجميع من النظر إلى الخارج وهو اتفاق لبناني لبناني كي لا يستقوي أحد بالخارج على الداخل والنظام السياسي يقرره الجميع، كلامنا لم يكن يومًا فرضًا على الآخرين إنما اقتراح حلول على الآخرين الذين استقووا على الداخل بسلاح إيراني وعطّلوا الدستور واستعملوا السلاح في الداخل على كل من عارضوا الحزب”.
ودعا رئيس الكتائب للذهاب إلى العمق فقد حان الوقت لننتقل من الاستقواء إلى منطق الشراكة وهذا يتطلب المصارحة والمصالحة والذهاب إلى النظام انطلاقًا من الطائف من دون خجل بطرح عوراته، مضيفًا:”حان الوقت ليتوقّف الترقيع ولو استغرق الأمر شهرين أو ثلاثة أشهر كما حان الوقت لنعالج الجرح بشكل صحيح ونبني بلدًا يليق بأبنائه”.
وطالب بأن نتسلّح بالجرأة فممنوع الذهاب إلى تسويات ظرفية وترقيعات وتنفيعات لأن في الأمر مقتلًا للبلد، متمنيًا من كل المسؤولين أن نغوص في العمق هذه المرة لمناقشة مستقبل لبنان.
وعن ترشحه لرئاسة الجمهورية، قال الجميّل: “الموضوع غير مطروح و”كل شي بوقتو منيح”.
ولفت الى أن ليس واضحًا بعد ما إذا كان هناك نية لبناء البلد، مشيرًا إلى أن أكثرية الأسماء هي لتمرير المرحلة وقال: “لا أشعر أن هناك قرارًا لبناء البلد وحزب الله لم ينتقل بعد إلى هذه المرحلة والاحتمال الأهم ليس الاسم بل بناء البلد”.
وأكد أن للشعب اللبناني قدرة على النهوض وفي جعل لبنان سويسرا الشرق شرط ألا نبقى ساحة وأن نكون في خدمة أنفسنا لا في خدمة الآخرين، وعندما نقدّم استقرارًا فسنجذب أهم الاستثمارات ونعيد المغتربين والشرط بناء دولة بعيدًا من منطق السلاح والاستقواء.
وتعليقًا على كلام مستشار الرئيس الأميركي المنتخب مسعد بولس الأخير حول جلسة 9 كانون الثاني، قال الجميّل: “تحدثت مع بولس وواضح بالنسبة له أن كلامه فهم في غير مكانه فالمهم ألا نقبل أيا كان للرئاسة”.
وعن مواصفات الرئيس، قال:” أريد رئيسًا مؤمنًا بحصرية السلاح ولديه القدرة على القيام بالورشة الوطنية العميقة وسأعمل بهذا الاتجاه ولكن أحذّر كل الأصدقاء والمسؤولين بألّا ننتخب كيفما كان لنقول فقط إننا انتخبنا، أريد رئيسًا يؤمن بسيادة لبنان وحصرية السلاح ولا يساوم على الموضوع وسنتواصل مع الجميع على مساحة الوطن وتحدثت إلى الرئيس نبيه بري لأن العلاقة كانت مقطوعة وهو الفريق الشيعي الوحيد في الدولة الذي يمكن أن نتكلّم معه ولا نريد إقصاء أحد لأننا عشناه ونعرف معناه وهو المحاور الوحيد للطائفة الشيعية وله التأثير”.
وإذ أكد أن اللحظة مصيرية ويجب أن نتحدث بالاختلاف لإيجاد الحلول، شدد على أننا نريد رئيسًا لديه وضوح بحصرية السلاح ولديه القدرة للدخول بالورشة العميقة التي تبني المستقبل وإلا ستكون الخطوة ناقصة تولّد المزيد من المشاكل في فترة قريبة وأضاف: “أريد رئيسًا يؤمن بخارطة الطريق التي طرحتها مع مؤتمر وطني يدخل في العمق مع مصارحة ومصالحة وتطوير الطائف”.
وردًا على سؤال، قال: “سأرى من هو المرشح الذي يجيب عن الخارطة التي طرحتها وبجلستي مع بري كان مهتمًا بالمقاربة العميقة التي طرحتها، فلا مقاربة واحدة للاستحقاق الرئاسي بل حسابات مختلفة، وأحاول إقناع الآخرين بضرورة السير بخارطة الطريق التي طرحتها وأخشى ان تعود حليمة إلى عادتها القديمة عبر العودة إلى التركيبات والتسويات التي تولّد الأزمات الإضافية”.
ولفت إلى أن الكتائب يحمل طرحًا وسنرى مَنْ مِنَ المرشحين مستعد للسير فيه، مشيرًا إلى أن لغاية الآن لا اسم لديّ ولدينا أصدقاء وسنعمل مع المعارضة للاتفاق على مقاربة واحدة.
وعمّا يجري في سوريا قال: “أؤمن بحياد لبنان وألا يدخل أنفه في مشاكل الآخرين فلدينا ما يكفي من المشاكل لنحلّها”.
وعن اجتماع معراب، قال: “الاجتماع لم يدخل في الأسماء وستكون هناك جلسات لاحقة وهناك عمل يجب أن نقوم به من المقاربة وصولًا إلى الاسم”.
وردًا على سؤال حول ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، قال: “تقاطعنا مع التيار على أزعور وفي الوضع الذي نحن فيه سيبقى هو مرشحنا في حال لم يحصل أي تطوّر ولم يتخلَّ الطرف الآخر عن مرشحه، لان لا يفيدنا أن نغيّر مرشحنا في حال لم يغيّر الطرف الآخر مرشحه، فلن نجد كل يوم إسمًا يتفق عليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وأعتبر أن أزعور يمتلك كل المقوّمات للسير بالمسار الذي طرحته”.
وردًا على سؤال حول جلسة انتخاب الرئيس، قال:” لست مقتنعًا أن الجهات موافقة على دعوة الدول إلى جلسة غير مضمونة فيها نتيجة الانتخاب ولا أعتقد أن هناك من هو مستعد للذهاب إلى جلسة ليس فيها توافق”.
وعن إعادة الإعمار، قال: “قبل الحديث عن إعادة الاعمار يجب أن نرى مدى استعداد حزب الله لعدم توريط البلد من جديد والأمر ليس لعبة ونسمع أن المطلوب من الدولة والشعب أن يحمل على عاتقه إعادة الإعمار، ولكن طالما أن منطق السلاح والمقاومة مستمر فسيعود الدمار، مؤكدًا أن الدعم للبنان مرتبط بمدى التزام حزب الله بالاتفاق الذي من ضمنه حصرية السلاح بيد الجيش على مساحة الـ 10452 كلم”.
وأكد أن استعادة السيادة شرط إعادة الإعمار ومن دون دولة حقيقية لن تكون هناك مساعدة للبنان، مشيرًا الى أن الولايات المتحدة أخذت على عاتقها مساعدة الجيش وركزت على دعم الجيش، أما إعادة الإعمار فالدول العربية ساهمت به في السابق ولكن هل هي مستعدة للمساعدة في حال لم يكن هناك التزام من لبنان بحصرية السلاح والسيادة؟ وهل نضع كل الدعم الدولي بخطر كي نقبل الأموال والدعم من إيران التي هي بالأساس ورّطتنا بكل الدمار؟”
وشدد على وجوب استلام الجيش الحدود وأن يأخذ الاجراءات لتجنب كارثة قد تكون قادمة الى لبنان خاصة أن الامور في سوريا تتطور في كل دقيقة.
وعن الأحداث في سوريا، قال:”تقدير ما يحصل في سوريا يحتاج وقتًا قبل أن نتخذ أي موقف من إقفال الحدود”.
وختم قائلا:” كل لبناني هو مسؤوليتنا وما نطرحه لحماية كل أهلنا، ولا ننظر الى الهوية الطائفية بل نحن مسؤولون عن الجميع، ونريد أن نعيش معًا في بلد مختلف بعيدًا عن أي تهديد ونؤمن بالـ10452 كلم وبالجيش وبكرامة كل لبناني وأن تطمئن كل المجموعات وهذا هو لبنان الذي نريده المتصالح مع بعضه ومع نفسه”.