إذا كنتِ تحت سن الأربعين، فقد تبدو مرحلة انقطاع الطمث من أقل الأمور التي تشغل بالك. ومع ذلك، بالنسبة لبعض النساء، قد تبدأ هذه المرحلة في وقت أبكر مما يتوقعن، بل ربما تحدث في حالات نادرة في الثلاثينات من العمر. واعلمي أن انقطاع الحيض يؤثر على نحو نصف سكان العالم في فترة ما من حياتهن.
لا يُخفى على أحد أن نساء كثيرات يشعرن بعدم الاستعداد لما ينتظرهن في هذه المرحلة. فقد أظهرت إحدى الدراسات الاستقصائية أن حوالي نصف النساء يشعرن بأنهن غير ملمات تماماً بمرحلة انقطاع الطمث، فيما أفادت حوالي 95 في المئة منهن بأنهن لم يتلقين أي تعليم حول هذه المرحلة خلال فترة الدراسة.
إليكِ خمس أشياء عليك معرفتها عن انقطاع الطمث، بحسب تقرير نشره موقع “كونفيرسايشن” The Conversation.
1- ما هو انقطاع الطمث بالضبط؟
يمثل انقطاع الحيض نهاية سنوات الخصوبة لدى المرأة. يحدث ذلك حينماا تتوقف المبايض عن إطلاق البويضات وتنخفض مستويات الهرمونات المرافقة للدورة الشهرية. يشير مصطلح “انقطاع الطمث” إلى التوقف الدائم للحيض. وتُشخّص هذه الحالة ، بعد مرور 12 شهراً متتالياً دون حدوث العادة الشهرية (مع عدم وجود عوامل أخرى، مثل استخدام حبوب منع الحمل).
وتقليدياً، يحدث انقطاع الطمث بين سني الـ45 و55 عاماً، مع وجود اختلافات طفيفة بحسب المنطقة الجغرافية. ومثلاً، يبلغ متوسط عمر توقّف الحيض في المملكة المتحدة 50 عاماً. ولا تزال أسباب هذا التفاوت الجغرافي غير مفهومة تماماً، ولعله مرتبط مع اختلافات في عوامل كالنظام الغذائي، ونمط الحياة العامة، والحالة الصحية.
2- ما هي مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وبماذا تختلف عن مرحلة الانقطاع؟
يُشار أحياناً إلى انقطاع الطمث بمصطلح “الانتقال إلى سن اليأس” لأنه يتضمن ثلاث مراحل مميزة: ما قبل انقطاع الحيض (perimenopause) وانقطاع الدورة الشهرية ( menopause) ومرحلة ما بعد الانقطاع (postmenopause). يُعبر هذا الانتقال عن التغيرات التدريجية في مستويات الهرمونات ووظائف الجهاز التناسلي مع مرور الوقت.
بينما يشير مصطلح “انقطاع الطمث” إلى آخر دورة شهرية، فإن مرحلة “ما قبل انقطاع الطمث” (Perimenopause) هي الفترة التي تسبق هذا الحدث. وفي الغالب، تبدأ هذه المرحلة خلال الأربعينات من عمر المرأة، ولكنها قد تحدث في وقت أبكر أو أكثر تأخراً.
خلال مرحلة ما قبل انقطاع الحيض، تتقلب مستويات الهرمونات الأنثوية، ويضطرب إيقاع الدورة الشهرية. قد تظهر أيضاً أعراض كالهبّات الساخنة وتقلبات المزاج. يمكن أن تستمر مرحلة ما قبل انقطاع الطمث من بضعة أشهر إلى أكثر من عقد. وتؤثر عوامل عدة على مدة هذه المرحلة، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI) والخلفية العرقية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية.
بمجرد توقف العادة الشهرية، تعتبر المرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. وبالنسبة إلى نساء عديدات، تستمر أعراض انقطاع الحيض خلال هذه الفترة.
3- ما هي عوارض انقطاع الطمث؟
تختلف تجربة أعراض انقطاع العادة الشهرية بشكل كبير بين النساء. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً الهبّات الساخنة، والتعرق الليلي، وتقلبات المزاج، وجفاف المهبل، والإرهاق.
تبدأ هذه الأعراض خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، لكنها قد تستمر بعدها إلى أن يتوقف الحيض تماماً. وبالتالي، فقد تستمر لما يتراوح بين سنتين وثماني سنوات.
واستكمالاً، توجد طرق مختلفة لإدارة تلك الأعراض. وفي سعيهن إلى التحكم في تلك التقلبات، تستفيد عديدات من نشاطات تشمل ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، وتجنب التدخين والكحول، وإدارة التوتر، وحتى السباحة في المياه الباردة، في التحكم في الأعراض وتقليلها.
كذلك توجد علاجات طبية كخيار آخر. ولعل الأكثر شيوعاّ هو العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) الذي يعيد هرموني الإستروجين والبروجستيرون [يتحكمان في إيقاع الدورة الشهرية، ويساهمان في البلوغ لدى الأنثى] إلى مستوياتهما “الطبيعية” قبل انقطاع الطمث. صُمم العلاج بالهرمونات البديلة للتعامل مع مجموعة واسعة من الأعراض.
ذلك تتوفر أدوية مخصصة للتعامل مع أعراض محددة، على غرار استخدام الإستروجين المهبلي لتخفيف جفاف الفرج، ومضادات الاكتئاب للتعامل مع تقلبات المزاج، وعقار “كلونيدين” لعلاج الهبّات الساخنة.
- كيف يتغير الجسم خلال فترة انقطاع الطمث؟
يعد زيادة الوزن مصدر قلق شائع لدى اللواتي يمررن بمرحلة انقطاع الطمث. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن أي وزن يُكتسب بعد انقطاع الطمث يأتي في الغالب كنتيجة لعملية الشيخوخة الطبيعية كتباطؤ الأيض أو عادات الحياة، وليس من انقطاع الطمث نفسه.
وفي المقابل، قد تُفسّر زيادة الوزن لدى النساء بعد انقطاع الطمث بأن التغيرات الهرمونية تؤثر على توزيع الدهون في الجسم. قبل انقطاع الطمث، تميل الدهون إلى التراكم في منطقة الوركين والفخذين. وبعد توقف الدورة الشهرية، تميل الدهون إلى التراكم في منطقة البطن. وقد يفيد العلاج بالهرمونات البديلة في التعامل مع هذه الظاهرة عبر تأثير الهرمونات على توزيع الدهون في أجساد الإناث.
- ماذا عن تأثير انقطاع الطمث على الجانب العاطفي؟
قد تؤدي مرحلة انقطاع الطمث إلى تغييرات جسدية وعاطفية كبيرة، وغالباً ما يترافق مع تحول عميق في الهوية. تكافح نساء عديدات مع التغير في رؤيتهن لأنفسهن. ومن ناحية أخرى، يشعر بعضهن بالقوة والتحفيز نتيجة الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحياة.
يمكن أن يكون وجود نظام دعم قوي أمراً لا يقدر بثمن خلال هذه الفترة. وقد توفر مبادرات مجتمعية على غرار “مقاهي انقطاع الطمث” Menopause Cafes مساحة لتبادل التجارب ومناقشة كيفية إدارة الأعراض. وربما تقدم النقاشات في تلك المقاهي شيئاً من الراحة وتقلل من الشعور بالعزلة.
واستطراداً، يعتبر إعطاء الأولوية للعناية بالنفس أساسياً في مساعدة النساء على التكيف مع هذه المرحلة الانتقالية. وقد تترجم تلك العناية بأشياء تتفاوت بين امرأة واخرى. وبشكل عام، تتعزز الصحة النفسية والجسدية للأنثى عبر الحصول على قسط كافٍ من الراحة، واستكشاف تقنيات التأمل المتيقظ أو الاسترخاء وما إلى ذلك.