كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عن تفاصيل الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، بالتزامن مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي، واصفة إياه بأنها “كارثي ويتفاقم يوما تلو الآخر”.
وفي حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، اعتبرت المتحدثة باسم الوكالة تمارا الرفاعي أن ما جرى من دخول الآلاف من سكان غزة إلى مخازن الأونروا، يوضع في سياق “حالة الرعب الكبيرة لدى المدنيين في القطاع، خاصة عند انقطاع الاتصالات”.
وكانت الرفاعي تعلق على واقعة اقتحام الآلاف في غزة مستودعات المساعدات ومراكز التوزيع، الأحد، للحصول على مواد غذائية وغيرها من المواد الأساسية.
وحددت المتحدثة باسم الأونروا موقف الوكالة مما يجري، قائلة:
السكان كانوا في حالة رعب بعد انقطاعهم عن العالم بشكل تام، وأول ما جال في خاطرهم أن الأونروا لديها مخازن ولم تتواصل معهم كالمعتاد للحصول على المساعدات، وبالفعل فنحن لم نتواصل معهم بسبب انقطاع الاتصالات، وبالتالي لم نستطع أن نوزع المساعدات يومها، وجرى ما جرى.
وتابعت: من دون اتصالات لا نستطيع أن نحرك الشاحنات، ونعرف ما هو حال الناس في الملاجئ. توقفنا عن التوزيع حينها، وهو اليوم الذي دخل فيه السكان المخازن وأخذوا ما يريدونه، وكما ذكرت سابقا نحن نضع هذا التصرف في سياق “الهلع” الذي تملّكهم، خصوصا في غياب توزيع المساعدات.
وأردفت: بعد 3 أسابيع من القصف المستمر وترحيل أكثر من مليون شخص من الشمال إلى الجنوب، بدأ نظام الأمن العام بالتآكل في قطاع غزة. نرى في ذلك عائقا إضافيا على إمكانيات الوكالة لتوزيع المساعدات والتحرك في القطاع، مع التذكير أنه لا توجد منطقة آمنة في غزة، إذ أن القصف لا يزال مستمرا، ونطالب بضرورة وقف إطلاق النار وفرض هدنة إنسانية تساعدنا كطواقم إغاثية على التحرك من دون التعرض لأي خطر في القطاع.
أما بالنسبة لموقف دخول المساعدات إلى قطاع غزة، أوضحت المتحدثة باسم وكالة “الأونروا” أنه “في الأسبوع الماضي دخلت 117 شاحنة”، لكنها ذكرت أن “الوكالة ما زالت ترى أن هذا العدد منخفض جدا مقارنة باحتياجات السكان، خصوصا أنه قبل هذه الحرب كان يدخل إلى القطاع مئات الشاحنات يوميا من ضمنها 100 شاحنة كمساعدات إنسانية”.
وقالت الرفاعي إنه لم تدخل “نقطة وقود واحدة” إلى القطاع حتى الآن، وبالتالي سيصبح من الصعب جدا أن نحرك شاحناتنا لتوزيع المساعدات والوقود على 50 مخبزا، أو أن نضع الوقود في محطات تحلية المياه، إن لم يصلنا المزيد منه.
وتوقفت إمدادات المساعدات المتجهة إلى غزة منذ بدأت إسرائيل قصف القطاع المحاصر، في أعقاب هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر الجاري.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الإثنين، إن 8306 فلسطينيين على الأقل قتلوا، من بينهم 3457 طفلا، في الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر.
وتسببت الحرب الإسرائيلية على القطاع في إصابة ما يزيد عن 21 ألف شخص، كما نجم عنها نزوح قرابة 1.5 مليون فلسطيني داخل القطاع.