al saham

اخبار ذات صلة

دولة اللادولة!

كتب على لبنان هذا البلد الصغير أن يدفع الأثمان في شكل متواصل نتيجة لخلافات داخلية ونتيجة لغياب الدولة ونتيجة لكونه يتحول إلى ساحة لا قرار لسلطته فيها.

هذا البلد يعيش منذ أربع سنوات حال انهيار إقتصادي ومالي ولم ينجز المسؤولون فيه أي خطوات تخرج البلد من هذه الكارثة التي فقد نتيجتها اللبنانيون مدخراتهم.

وعلى وقع هذا الإنهيار انخرط لبنان في حرب طوفان الأقصى فأتت تداعيات هذا الإنخراط لتزيد من معاناة اللبنانيين وتضيف إلى مأساتهم القتل والخراب والتهجير والمزيد من النزف الإقتصادي والمالي.

الغريب في هذه المسألة اولا هو غياب الدولة أو سلطة الدولة التي لا تستحي بأن تعترف أن قرار الحرب والسلم ليس في يدها، كما أنها تقف عاجزة حتى عن التصدي لغير اللبنانيين الذين بذريعة الجريمة في غزة يجرون الإسرائيلي لارتكاب جرائم أخرى في لبنان، فإذا كانت هذه السلطة مكبلة إلى هذه الدرجة فهذا يعني أن لا لزوم لها لأنها تتقاعس عن القيام بالمهمة الأولى المناطة بها وهي حماية البلاد والعباد.

الغريب ثانيا هو غياب التأثير الإعلامي في التوعية على مخاطر زج لبنان في حرب واسعة والتوعية على التداعيات الكارثية لهذه الحرب،وهذا الدور لا يتنافى مع تغطية تفاصيل ما يرتكبه الإسرائيليون في غزة،ولكن يفترض ان تبقى الأولوية لدى الإعلام اللبناتي هي درء الخطر عن لبنان واللبنانيين وهذا عمل راق وإنساني ليس فيه تخل عن الحقوق،وفيه محاولة لتوعية عقول لا تهتم للأرواح والدماء البشرية ولا للإستقرار والسلام الداخلي في لبنان.

إن أخطر ما يواجهه لبنان حاليا هو سقوط الكثير من اللبنانيين أفراد وجماعات وسياسيين وإعلاميبن وفعاليات وشخصيات ورجال أعمال وغيرهم في رهاب التخوين ورهاب التطبيل إنطلاقا إما من خوف وإما من مصلحة،معتقدين أن مسايرة وموالاة من يمسكون القرار في البلد ستعطيهم أولوية وخظوة على حساب لبنانيين آخرين، وسيمنحون وسام الوطنية في مقابل صفة العمالة.

إن اللبناني المعارض لزج لبنان في حرب شاملة لا يدعو أبدا للتنازل عن حقوق لبنان في البر والبحر والجو ولا يدعو لتوطين الفلسطينيين في لبنان ولا يدعو لرمي الفلسطينيين في البحر أو ترحيلهم خارج فلسطين والمفارقة أن الدعوات الإسرائيلية لمزيد من التهجير الفلسطيني تعود للظهور مع كل الحرب وتنفذ بشكل أو بآخر أليس ما يحدث في غزة الأن هو تهجير وهجرة من فلسطين؟

إن اللبناني المعارض لزج لبنان في حرب شاملة يدرك أن لا مقومات معيشية ولوجستية للصمود في هكذا حرب وقد دلت الحرب في غزة أن لدى الفلسطينيين من هذه المقومات اكثر مما لدى اللبنانيين،فكل حجم المحروقات في لبنان مثلا يكفي ل ١٥ عشر يوما وإن فرض حصار علينا فماذا نفعل؟سيارات الدفاع المدني تفتقر للمحروقات والمياه وحتى للصيانة،آليات الجيش والأجهزة الأمنية تعاني العوز أيضا وحدث ولا حرج عن الكثير من الخدمات والضرورات والبنى التحتية الأخرى.

إن اللبناني المعارض للحرب الشاملة يريدُ أن يكسب حياته وقوته وحاضره ومستقبله ولا يريد أن يكسب حرباً على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام ليعود ويعيش في دولة اللادولة.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً