نظم حزب الله مسيرة في بدنايل، لمناسبة «يوم الشهيد» ونصرة لغزة، انطلقت من ساحة البلدة إلى مدافن الشهداء، يتقدمها رئيس «تكتل بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن، فرق كشافة الإمام المهدي، الهيئات النسائية، عوائل الشهداء وفاعليات.
وبعد وضع إكليل أمام أضرحة الشهداء ورفع الراية، وتأدية التحية وقسم الولاء والبيعة، تحدث الحاج حسن وقال: «في يوم الشهيد نجدد العهد والبيعة لإمامنا الخامنئي، لقائدنا المفدى الأمين العام السيد حسن نصر الله، لعوائل الشهداء، للمجاهدين، للجرحى والأسرى ولجميع أبناء الوطن والأمة. اننا ماضون على درب المقاومة والجهاد والتضحية والفداء، مهما طالت السنين وكبرت التضحيات وعظمت التحديات، لن نهين ولن نمل ولن نتعب، مثلنا كالمثل الذي ورد في الأحاديث عن الممهدين لدولة صاحب الزمان، قلوبهم كزبر الحديد لا يملون القتال، لو حملوا على الجبال لأزالوها».
أضاف: «يمر يوم الشهيد هذا العام في ظروف استثنائية مبشرة للمستقبل، على رغم ما فيها من قساوة، عنوانها الأول العدوان الصهيوني على غزة البربري الهمجي النازي العنصري الإجرامي، ولا يمكن لأي وصف أن يصف هذا العدوان على المستشفيات والجرحى والاطفال والنساء والمدارس والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف والنازحين والمؤسسات العاملة في غزة، وعلى وسائل الإعلام والاعلاميين والأساتذة والأطباء والممرضين، وعلى كل شيء يتحرك في غزة».
تابع: «أيها الصهاينة إن كنتم تعتقدون أن عدوانكم البربري الهمجي الإرهابي على غزة بهذا الشكل سيطفئ جذوة المقاومة في فلسطين، أو أنكم ترهبون المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران وفي كل أمتنا العربية والاسلامية، فأنتم واهمون. منذ أكثر من 76 عاما وانتم ترتكبون المجازر والدعم الدولي أمامكم في ارتكاب هذه المجازر، ولكنكم لم ولن تستطيعوا أن تطفئوا جذوة المقاومة، بعد كل شهيد سيأتيكم مقاومون، وبعد كل جريح سيأتيكم مجاهدون، هذه الأمة ولادة شهداء وولادة مجاهدين، وقافله الشهداء منذ ثلاثينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا تشهد على ذلك. والمقاومة باقية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران وفي كل أنحاء الأمتين العربية والإسلامية ومع أحرار العالم، وسوف تنمو وتكبر وتتسلح وتزيد قوتها مهما اشتدت الصعاب. أنتم تخبئون قتلاكم ونحن نشيع شهداءنا بكل فخر في كل يوم، أنتم تخشون من إعلان عدد قتلاكم، ونحن نعلن شهداءنا ونزفهم عرسانا إلى الجنة، امهاتهم، اباؤهم إخوانهم، أخواتهم، أولادهم، يزدادون إصرارا، وكل جمهورهم وبيئتهم على طريق المقاومة. والفرق بيننا وبينكم أننا نحب الحياة وندافع عنها بالشهادة، وأنتم تخافون من الموت، فلا مستقبل لكم في هذه الأرض وسترحلون إن شاء الله تعالى عنها».
ورأى أن «الإجرام الذي يجري على مرأى من العالم أجمع، جعل المشهد يتغير، وتحركت شعوب العالم حتى في أميركا وبريطانيا منددة بالمجازر التي ترتكب، ولكن نحن لا نتوقع أن تتغير الإدارة الأميركية، فهي رأس الفساد في هذا العالم، هي الشيطان الأكبر، لذلك الذي يريد أن يوقف هذا الإجرام الذي ليس له أي شبيه، والذي لا يمكن وصفه بأي وصف من أوصاف الإنسان، بل هو من أوصاف الوحوش، وبعيد كل البعد عن الإنسانية، عليه أن يضغط على أميركا لأنها المسلح والممول والراعي والداعم والمنفذ والمغطي لهذا العدوان. وكل حكومة أو رئيس أو حاكم أو دولة أو وسيلة إعلام أو مثقف يدعي الثقافة أو ناشط يغطي هذا العدوان الهمجي البربري على غزة، هو شريك وينبغي في يوم من الأيام ان يحاسب ويحاكم».
وتوجه إلى الذين يطالبون بـ«ألا تتوسع دائرة الحرب في المنطقة»، قال: «عليكم ان تضغطوا وتوقفوا العدوان على غزة كي لا تتوسع دائرة الحرب في المنطقة، ليس لأن المقاومة ضعيفة، بل هي قادرة ومقتدرة بل لتعودوا قليلا إلى ما تبقى من إنسانيتكم أمام هول ما يجري في غزة على الأطفال والخدج والأولاد والنساء».
وسأل: «أين أنتم يا من تدعون الدفاع عن حقوق النساء وحقوق الأطفال؟ ألم تحرك ضمائركم هذه المجازر بحق الأطفال والنسوة في غزة؟ إن دم المظلومين في غزة سيتحول طوفانا سيساهم في هزيمة هذا العدو. المقاومون في غزة ثابتون راسخون في أرضهم، يقاتلون وينزلون بهذا العدو في كل يوم منزلة عظيمة، ولو كان العدو يملك صورة واحدة ليثبت ما يدعي من إنجازات مزعومة لأبرزها، أما المقاومة فهي تثبت وتنشر إنجازاتها في كل يوم، حتى وصل الأمر بأحد قادة العدو أن يطلب من الإعلاميين الصهاينة أن يكذبوا لأن الحقيقة في غزة تخدم المقاومة».
واضاف: «في غزه صمود أسطوري للأطفال والنساء والرجال الذين يخرجون من تحت الركام ليقولوا فداك يا مقاومة، ومستمرون في المقاومة، وشعارهم حسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله على ما ابتلانا. الصورة الحقيقية في غزة أن العدو عاجز أمام المجاهدين عن تحقيق إنجاز بعد 36 يوما والمقاومة ثابتة راسخة»، لافتا الى ان «المقاومة في لبنان، ماضية في دعم المقاتلين والمجاهدين في غزة وأهلها، وفي دعم الصامدين الصابرين في غزة والضفة، عبر مجاهديها وشهدائها على طريق القدس. ويا سماحة السيد عيوننا وقلوبنا وأرواحنا ومهجنا كانت وهي اليوم وإلى غد وما بعد بعد غد، رهن إشارتك ورهن الميدان، نحن أهل النزال وأهل الميدان، هذا قولك الفصل، ونحن جند لك مجندة حين تامر تطاع».
وختم: «المقاومة في كل المحور أعلنت ونفذت وأثبتت أنها مع غزة والقدس، وأنها ماضية في دعم غزة والضفة وفلسطين، وستبقى فلسطين قضية الأمة المركزية، والقدس ستبقى قبلة الأحرار والجهاد والنزال، وسيبقى شعارنا زحفًا زحفًا نحو القدس، ويا قدس إننا قادمون».