مايو 12, 2024

اخبار ذات صلة

فوز المرشّح الليبرالي خافيير ميلي في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين

فاز المرشّح الليبرالي خافيير ميلي في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، الأحد، وحقّق مفاجأة كبيرة بحصوله على 55,95 في المئة من الأصوات، وفق ما أظهرت نتائج جزئية رسمية.

وقال ميلي في خطاب النصر إنّ “اليوم تبدأ نهاية الانحطاط” وتنطلق “إعادة إعمار الأرجنتين”، محذّراً من أنه لن تكون هناك “أنصاف حلول”.

وخاطب ميلي آلافا من أنصاره في مقر حملته في بوينس آيرس، الأحد، مشدّداً على أنّ “هذه ليلة تاريخية للأرجنتين”.

وتابع: “انتهى النموذج الطبقي الفقير، واليوم نتبنى نموذج الحرية كي نصبح مجدّداً قوّة عالمية. اليوم تنتهي طريقة مورِسَت بها السياسة، وتبدأ طريقة أخرى”.
وقال الرئيس المنتخب: “نحن نواجه مشاكل هائلة: التضخم والركود ونقص الوظائف الحقيقية وانعدام الأمن والفقر والبؤس. هذه مشاكل لن تُحَلّ إلا إذا تبنينا أفكار الحرية مرة أخرى”.

كما حذّر ميلي الذي يدعو منذ عامين إلى العلاج بالصدمة لاقتصاد أنهكه تضخم مزمن يبلغ حاليّاً 143 في المئة على مدى عام واحد، قائلاً: “لا يوجد مجال للتدرج ولا مجال للفتور أو لأنصاف الحلول”.

وقد مدّ يده إلى “جميع الأرجنتينيين والقادة السياسيين وجميع من يريدون الانضمام إلى الأرجنتين الجديدة”، لكنه حذر أيضا من حركات مقاومة اجتماعية محتملة لإصلاحاته.

وأوضح: “نعلم أنّ هناك أشخاصاً سيقاومون ويريدون الحفاظ على نظام الامتيازات (الذي يستفيد منه) البعض ولكنه يفقر الغالبية. أقول لهم: كل ما هو في القانون جائز، ولكن ليس ما هو خارج القانون”.

ويتولّى ميلي الرئاسة في 10 كانون الأول خلفاً للرئيس البيروني (يسار وسط) ألبرتو فرنانديز.

وحصل منافسه وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا على 44,04 في المئة بعد فرز 86 في المئة من الأصوات، وقد أقر بهزيمته قائلاً إنّه اتصل بميلي لتهنئته.

وقال ماسا: “واضح أنّ النتائج لم تكن ما أملنا به، وتحدثت مع خافيير ميلي لتهنئته وأتمنى له التوفيق لأنه الرئيس الذي انتخبته غالبية الأرجنتينيين للسنوات الأربع المقبلة”.

وتمنّى الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا النجاح للإدارة الأرجنتينية الجديدة، وذلك في رسالة على موقع “إكس” لم يذكر فيها الفائز في انتخابات الأحد. وكتب لولا: “أتمنّى حظّاً سعيداً ونجاحاً للحكومة الجديدة. الأرجنتين بلد عظيم يستحق كل احترامنا. البرازيل ستكون دائماً حاضرة للعمل مع إخواننا الأرجنتينيين”.

صوّت الأرجنتينيون، الأحد، في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية تنافس فيها الليبرالي ميلي والوسطي ماسا، وسط توتّرات نادراً ما عرفت البلاد لها مثيلاً منذ عودة الحكم الديموقراطي قبل أربعين عاماً.

وأغلقت مراكز الاقتراع الساعة السادسة مساء (21,00 ت غ) أمام 36 مليون ناخب.

وحَدّد التضخم وهو من أعلى المعدلات في العالم (143 في المئة خلال عام) والفقر الذي طال 40 في المئة من السكان رغم برامج الرعاية الاجتماعية، والديون المستعصية وتراجع قيمة العملة، معالم دورة الاقتراع التي يأمل الأرجنتينيون بأن تخرجهم من الأزمة الاقتصادية.

وبدت خطط إنعاش ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية متضاربة جدّاً.

فمن ناحية، ماسا (51 عاما)، سياسي محنّك تولّى حقيبة الاقتصاد لمدة 16 شهراً في حكومة يسار الوسط التي نأى بنفسه عنها. وقد وعد بتشكيل “حكومة وحدة وطنية” وإصلاح اقتصادي تدريجي، مع الحفاظ على الرعاية الاجتماعية التي تعتبر أساسية في الأرجنتين.

أما ميلي (53 عاماً)، فهو اقتصادي يصف نفسه بأنه “رأسمالي فوضوي”، وأثار الجدل في مداخلاته التلفزيونية ودخل المعترك السياسي قبل عامين. وتعهد هذا الليبرالي التخلص من “الطبقة الطفيلية” و”تقليم الدولة المعادية” ودولرة الاقتصاد.

وأتى التنافس بين هذين المرشحين فيما ينتقل الأرجنتينيون “من أزمة إلى أخرى، وباتوا على شفير الانهيار النفسي”، وفق المحلّلة آنا إيباراغيري.

وتشهد البلاد ارتفاعاً في الأسعار من شهر لآخر، وحتى من أسبوع لآخر، في حين انخفضت الأجور، بما في ذلك الحد الأدنى للرواتب، إلى 146 ألف بيزو (400 دولار).

ووصلت الإيجارات إلى مستويات باتت بعيدة عن متناول كثيرين، وتلجأ ربّات الأسر إلى المقايضة للحصول على ما يحتجن إليه، على غرار ما حدث بعد الأزمة الاقتصادية الحادة عام 2001.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة بوينوس آيرس في وقت سابق هذا العام، أن 68 في المئة من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً مستعدون للهجرة إذا سنحت لهم الفرصة.

“لم يعد الناس يتحملون”

قالت الناخبة إيزابيلا فرنانديز (20 عاماً) إنّها مقتنعة و”بلا خوف” بـ”التغيير” مع ميلي، مضيفة: “هناك كثير من الغضب، ولا نرى كيف سيفعل ماسا الأمور بشكل مختلف، لأنه يحكم بالفعل”.

وقال الناخب أليخاندرو سيكو (62 عاما): “لم يعد الناس يتحملون. وأعتقد أن أزمة اقتصادية حادة تلوح في الأفق”.

وكان ماسا حقق تقدّماً في الدورة الأولى مع 37 في المئة من الأصوات، مقابل 30 في المئة لميلي.

ورغم حصوله على تأييد كثير من الناخبين “الغاضبين” في الدورة الأولى، لكن خطاب ميلي ورغبته في خفض الإنفاق العام في بلد يتلقى 51 في المئة من سكانه معونة اجتماعية، ونيته تسهيل شراء الأسلحة، أثارت المخاوف أيضاً.

وخفّف المرشح “المناهض للمؤسسة الحاكمة” من حدة خطابه بين الجولتين. وتوجّه إلى الناخبين بالقول: “صوّتوا بلا خوف، لأنّ الخوف يتسبب بالعجز ويصب في مصلحة الوضع الراهن”.

“الخوف يوحّد”

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة سان مارتن غابريال فومارو أن ما “يؤثر الآن هو الرفض (لمرشح أو آخر) أكثر من الدعم” لأحدهما.

واعتبرت المحللة السياسية بيلين أماديو أنّ “ما يوحدنا ليس الحب، بل الخوف”، في اقتباس منقول عن الكاتب الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس.

وتتعرض البلاد لضغوط من أجل ضبط الإنفاق وسداد قرض بقيمة 44 مليار دولار حصلت عليه عام 2018 من صندوق النقد الدولي بسبب التراجع الحاد في احتياطات النقد الأجنبي.

واعتبر ماريانو دلفينو (36 عاماً)، الأحد، بعد أن صوّت “بلا قناعة” أنه “مهما حدث، لا نأمل بمستقبل جيد. نتوقع أن نتلقى ضربات”.

وما زاد توتر الوضع، تلميح معسكر ميلي في الأسابيع الأخيرة إلى محاولات تزوير، من دون تقديم شكوى رسمية.

ولقي ميلي ترحيبا في مركز الاقتراع حيث هتف ناخبون “الحرية، الحرية”، مؤكداً أنّ معسكره “بخير، هادئ جدا، رغم حملة التخويف”.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً