اطلّت الاعلامية المميزة جومانا بوعيد بحلقة جديدة من برنامج «يلا نحكي» عبر شاشة الـLBCsat الفضائية مع ضيف اطلقت عليه الاعلامية بو عيد صفات «قاهر القمم» والمغامر «المتهوّر» والاسم الكبير في لبنان والعالم.
استهل ضيفها البطل الرياضي والمغامر مكسيم شعيا حديثه قائلا: من الصعب تربية الولد في هذه الظروف التي نعيشها، والرسالة اليوم هي انه من المؤسف ان يعيش الانسان حياته من دون ابراز طاقته و«الموسيقى» التي بداخله، ومن الضروري ان يكتشف كل شخص «قمته».
واضاف شعيا: كنت اشارك في افريقيا في سباق مدته 6 أيام وفي اليوم الخامس كنت متصدرا السباق حيث وقعت وكسرت كتفي واضطررت للعودة الى لبنان لتلقي العلاج وانا وفي المستشفى قررت الاستمرار بما بدأته وذهبت مجددا الى افريقيا وفزت بالسباق في العام 2021.
بعد فوزه بهذا السباق قرر شعيا شق طريقه الى القمم ويقول: الأمر صعب ولكنه ليس مستحيلًا خصوصًا بالنسبة لشخص مثلي يتمتع باللياقة البدنية وتسلقت قمة «كليمنجارو» وهذه القمة هي احدى القمم السبع، وفي ذلك الوقت لم يكن سوى 54 شخصا قد حققوا القمم السبع.
ويضيف: فكرت في ان أتسلق هذه القمم وان أبرز الوجه الحقيقي للبنان الذي هو عكس ما نراه على شاشات التلفزة وطبعا اخذت الفكرة الكثير من الجهد والتضحيات والتحديات.
ويتابع: لكل امرء قمة يتسلقها ولا أعني قمة الجبل وكل شخص لديه وسيلة مختلفة ليحقق هدفه وعلى كل شخص ان يعمل ويجهد للوصول الى أعلى نقطة ممكنة.
ولدى سؤال بوعيد عمّا يراه فوق كل قمة يصلها يجيب شعيا: اكتشف نفسي واكتشف الطاقة والقدرة التي لديّ اكثر واتخطى الحواجز، وكل شخص يمكنه الذهاب اكثر بكثير مما يتصوره، كما أكتشف الفرق بين المشكلة والكارثة، وأخاف مثل كل الناس وكلما جهّزنا انفسنا لتحديات تكون فرص النجاح أفضل.
ويضيف: كنت شغوفا بالرياضة وبسبب الحرب في لبنان لم أستطع ان أعبر عن نفسي. ودرست في اليونان وفرنسا وكندا وانكلترا وخلقت انا اخوتي طرقا للتفكير واشكر ربي انني استطعت السفر الى الخارج لأتعلّم أمورًا جديدة.
وحول سؤال عن ثقافات الشعوب التي يتعرّف اليها خلال مغامراته يقول شعيا: التفكير خاص لدى الشعوب التي تعيش حول الجبل وتعتبر هذه الشعوب ان الجبل هو إله ويسمونه «الأم الإله للكرة الأرضية» (mother goddess of the earth). وهناك أفلامًا قريبة للواقع عن المغامرات منها فيلم «ايفرست» في العام 1996 حول قصة حقيقية وهناك الكثير من الافلام بعيدة جدا عن الواقع.
وتسأله بوعيد: هل فكرت ولو للحظة ان تبقى مع هذه الشعوب المختلفة عنا وان لا تعود الى لبنان؟ يجيب شعيا قائلا: لبنان «ما في متلو» وبلدنا فعلا مميز وفقط ينقصه حسن الإدارة ومن الرائع التعرف على طريقة تفكير الآخرين. ومن تقاليد تسلق قمة «ايفرست» انه ممنوع النوم ومدّ الرجلين صوب القمة لان اله الجبل لا يحبذ ذلك وعلينا ان نحترم هذه التقاليد.
ويتحدث بالتفاصيل عن تسلق قمة «ايفرست» ويقول: هناك العديد من الجثث على طريق القمة، وفي التقاليد يعتقدون ان الشخص الذي يموت في القمة يصبح جزءًا منها، والجبل ليس وحشا صامتا بل في بعض الأحيان يفتح يديه ويتقبّل كل المتسلقين ويسمح لهم الوقوف على القمة، وفي 10 أيار 1996 قرر البعض تحدّي الجبل الذي قرر انه لا يريد أحدا اي يكون الطقس ملبدًا بالغيوم وتنشط الرياح، والذي يسمع إنذار الطبيعة لا يعرّض نفسه للخطر. والخطأ مكلف في المغامرات و«ما بيضلّ مين يخبر»، والمشكلة اذا لم تنحل بسرعة تتحول الى كارثة. وقد تمتد مدة التحضير للمغامرة سنوات عدة.
ويضيف: أغلبية المتسلقين يفقدون حياتهم في طريق العودة من القمة ويكون المتسلق قد فكر انه حقق الهدف ويكون تعب وفي العودة ممكن ان يرتكب المتسلق غلطة اكبر من طريق الصعود.
وحول تمكنه من الوصول الى قمة ايفرست قال: انا اعلى انسان على الكرة الأرضية واعلى علم (علم لبنان) يرفرف على الكرة الأرضية وكنت فخورا جدا بذلك، والوصول الى القمة هو نصف المشوار، ولدى عودتي اتصلت بعائلتي واخبرتهم بأنني حققت هدفي وانتظر ان اعود اليهم.
ولدى سؤاله عما اذا ترك مغامرة «من نصفها» يجيب شعيا: اجل في قمة قرب «جبل كي 2» في باكستان حيث لم تكن الظروف على ما يرام وعدت مع 4 اشخاص من الفريق بيد ان الخامس تسلق القمة وتعلمت ان نجاحي في قمة «ايفرست» أكبر بكثير.
وتابع: من أخطر المغامرات هي مغامرة قمت بها في المحيط تحديدا في القطب الشمالي.
وفي مغامرة بالدراجة الهوائية من جدّة الى مسقط قال: كانت مدة المغامرة 33 يوما ولا يمكن لأحد ان يتبعنا في الصحراء وكنا قد وضعنا الأكل والشرب في نقطة معينة تحت الرمل مع تحديد علامات وحصل معنا 3 مفاجآت وواحدة منهم بعدما طار الأكل بسبب الثعالب وبقي الماء وفي اليوم التالي وجدنا الأكل في النقطة التالية ولولا ذلك كنا طلبنا النجدة. وهنا يقول شعيا: جسم الإنسان آلة خارقة.
وفي سياق حديثه عن المغامرات يضيف: آخر مغامرة قمت بها الأسبوع الماضي في ألمانيا انا وكلبي Pepper حيث شاركنا في بطولة العالم لـ Bikejoring ولسوء الحظ ان كلبي حاول الاقتراب من كلب ثان وهذا الأمر ممنوع في المسابقة و«تقاصصنا» ولم اكمل المسابقة.
ويتابع المغامر شعيا حديثه مع الاعلامية بوعيد قائلا: من الصعب ان اعيش حياتي من دون «قمة» اي من دون هدف جديد، ومن المهم ان يتعلم الشخص من الخسارة، ولا أعتقد ان حياتي تشبه حياة الرياضيين. وثروتي هي بالصور والأمور التي تعلمتها وأيضا بالرسالة التي أعطيها للآخرين خصوصا للشباب ان كل شخص في هذه الحياة لديه هدف يجب تحقيقه.
عن كتابه «مكسيموم ماكس» قال: الهدف منه تحفيز الآخرين تخطي العقبات الموجودة بفكرهم.
وعن تحقيق حلم جديد يقول: احب ان اعبر بحيرة بسيبيريا على دراجتي الهوائية وهي اعمق بحيرة بالعالم ولكنني لم اعثر بعد على شريك للقيام بهذه المغامرة.
ويتابع: اخترعت مقولة وهي «السفن لم تصمم وتبنى لترسو في المرفأ» والمفروض على الشباب ان يتشجعوا ويتحركوا ويتحدوا انفسهم لتحقق أهدافهم.
وفي ختام الحلقة كانت المفاجأة عندما تلقى اتصالا كان ينتظره ليقوم بمحاضرة مهمة في الإمارات.