توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل ظهر اليوم الى قلعة راشيا لإحياء ذكرى الإستقلال.
وأقيم له إستقبال شعبي حاشد في منطقة مجدل عنجر وسط حضور عدد من السياسيين والفاعليات. كذلك، زار رئيس الحكومة دار الفتوى في البقاع الغربي وزحلة حيث كان في استقباله مُفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي ومفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي.
وضم الوفد الحكومي المتوجه الوزراء: وزراء الصناعة جورج بوشكيان، التربية والتعليم الحالي عباس الحلبي والبيئة ناصر ياسين.
وكان في استقبال ميقاتي النواب: بلال الحشيمي، ينال الصلح، وائل بو فاعور، ياسين ياسين والنائب السابق محمد القرعاوي وعدد من رؤساء البلدات وقُضاة الشرع.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قلعة راشيا: تطل علينا الذِّكرى الثمانونَ للاستقلال ووطنُنا في مهبِّ عواصفَ عاتية داخليّة وخارجية تتمثَّل في أزْمتيه السياسيةِ والاقتصادية وفي عبءِ النزوحِ الرّازِحِ على صدور مدنِه وقراه وفي العدوانِ الإسرائيلي المتمادي على الجنوب القريب من هنا. اللبنانيون حكومةً وشعبًا مصرون على إحياء ذكرى استقلالِهم لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل
وأضاف ميقاتي: معركةَ الاستقلال ما كانَتْ لتُثْمِر لولا اتّحادُ المواطنينَ خلف دولتهم بقيادة الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح اللَّذَينِ اعتقلهما الانتداب وجاء بهما مع سائرِ رجالات الاستقلال إلى قلعةِ راشيّا وفي ظَنِّهِ أن أسْرَهم سيطفئ الحراك الوطني المنادي بالحرية، والثورةَ التي اندلَعَتْ في بيروتَ وطرابلس وسائرِ المناطق وحناجرَ المواطنين وهي تردِّدُ بصوتٍ واحد: “بَدّنا بشارة، بدّنا رياض”، والتفافَ الشعبِ بكامل فئاتِه وأطيافه حولَ حكومة بشامون كلُّ ذلك معًا أدّى إلى إنجازِ الاستقلالِ المنشود.
وتابع: الاستقلالُ إذًا تحقَّقَ فعليًّا عندما انتصر اللبنانيون لدستورِهم وميثاقِهم الوطني وما زال التمسُّكُ بالدستورِ الناظمِ لحياتِنا السياسية والتشبُّثُ بميثاقِ العيش المشترك الراعي لوجودِنا الوطني هو السبيلَ الوحيد لتجديد الاستقلالِ، وعلينا أن نسعى دائمًا إلى حِفظِ الدولةِ كيانًا ومؤسسات وأن نبحثَ باستمرارٍ عن المساحاتِ المشتركة التي تؤَمِّنُ المناخَ الأفضلَ لنموِّ المواطنة. التجارب أثبتت أن الدولة وحدها هي الحضن الجامع للبنانيين ولا ينبغي التفريط بعمل مؤسساتِها ولا باستحقاقاتِها لا سيما رئاسة الجمهورية التي تجاوز الفراغ فيها عامَه الأول.
وقال ميقاتي: كان يجدر بنا أن نقيم احتفالًا بالاستقلال مَهيبًاً على الصورةِ المعتادةِ كلَّ عام لولا شغورُ سدّةِ الرئاسة الأولى، ونُجددُ الدعوةَ إلى الإسراعِ في انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية يعيدُ انتظامَ دورةِ الحياة إلى جسدِ الدولةِ المنهَك كما نجددُ الدعوة إلى الالتفاف حول الجيش وصَوْنِ حضورِه ومؤسسته كما سائر القوى الأمنية . وعوضَ العرض العسكري التقليدي في ذكرى الاستقلال يستمرُ على حدودِنا الجنوبية عدوانٌ عسكريٌّ تشعلُه إسرائيل التي لم تشبع آلتُها التدميريةُ بعد من لحوم الأطفالِ ودماءِ النساء وآهاتِ الشيوخ في غزةَ الجريحة وأكرر ما قلتُه في مؤتمر القمة العربية- الاسلاميةِ قبل أيام: نحن شعبٌ يريد السلام ويحبُّ ثقافة السلام لكننا لا ولن نرضى بانتهاك سيادتِنا والاعتداء على حقوقِنا وإلا فما معنى الاستقلال إذًا؟
وأضاف: على المجتمع الدولي أن يردع إسرائيلَ عن عدوانِها وانتهاكها الصارخ للمواثيق والقرارات الدولية وحقوق الإنسان وعن استمرارها في ارتكاب المجازر والإباداتِ الجماعيةِ، ونُطالب المجتمع الدولي بالمبادرة ووضع حلٍّ سياسي يؤدي إلى إعطاءِ الفلسطينيين حقوقَهم كاملةً غيرَ منقوصةٍ في دولتِهم المستقلة وعاصمتُها القدسُ الشريف.
وقال: الاستقلالُ ليس ذكرى بل حقيقةٌ تُعاشُ كلَّ يوم فلعلَّ متحف الاستقلال يكون صورةً عن عيش الاستقلال كما يريدُه لنا وطنُنا ونريدُه نحن له، في هذه المناسبة المجيدة لا بد من أن أتوجه مجدداً بتحية تقدير وإجلال الى الجيش الذي يحمي الإستقلال ويُمثل درع الوطن.
وتوجّه ميقاتي لقائد الجيش قائلا: إن جهودك ورعايتك الأبوية التي كنت شاهداً عليها حمت المؤسسة العسكرية وصانتها من العواصف وهي محل تقديرنا جميعاً وتؤمن استمرارية استقرار الجيش ودوره.