al saham

اخبار ذات صلة

المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى: حيّ على الفلاح!

إنتهت أمس الأحد انتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي يمثل أعلى هيئة دينية – دنيوية عند المسلمين السنّة في لبنان بتصديق المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان على نتائج الانتخابات التي جرت في بيروت والمناطق اللبنانية.

وقد فاز في الانتخابات ٢٤ عضواً يمثلون محافظة بيروت وباقي المحافظات اللبنانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. هذا ويبقى أن يعين المفتي ٨ أعضاء يختارهم بنفسه على الشكل الآتي: عضوان من بيروت، عضوان من طرابلس، شخص من عكار، شخص من صور، شخص من البقاع، شخص من بعلبك. تقول مصادر خاصة لصحيفة «السهم» إن المفتي عنده ١٥ يوماً لتعيين هؤلاء، وهو سيختارهم بحسب الكفاءة والقدرة على خدمة دار الفتوى والمسلمين. ومن المرجّح أن يتم التعيين خلال أسبوع أو عشرة أيام مقبلة. تضيف المصادر أن اللائحة التوافقية في بيروت التي كانت معلنة حققت أهدافها ولم تُخرق إلا باسمين هما: وسيم مغربل الذي كان مرشحاً منفرداً ومازن شربجي (رئيس جمعية خريجي المقاصد) الذي كان عضواً في لائحة ثانية. أما الستة الفائزون فهم من اللائحة التوافقية التي

ضمّت كل الأطراف على الساحة البيروتية. وتؤكد المصادر أن سماحة المفتي يشعر بالارتياح ففوز المرشحين هو «فوز لدار الفتوى» والجميع هم أبناء الدار ومن فاز أهلاً وسهلاً به. مطلوب من الجميع أن «يشمّروا عن ساعديهم للعمل معاً من أجل المسلمين ومن أجل الوطن». وعن انتخابات المناطق تشير مصادر دار الفتوى إلى أنها كانت ممتازة أيضاً. «في صيدا كانت النتائج تزكية، وفي حاصبيا كذلك. في البقاع فاز إثنان من أبناء الدار وفي جبل لبنان فاز شخصان من أبناء الدار. أما في طرابلس والشمال ففازت اللائحة التوافقية بواقع خمسة أعضاء من أصل سبعة. وفي عكار فاز شخص مرحب به من قبل المفتي. «الجميع بلا استثناء هم أبناء المفتي وإخوانه». يرى مقربون من دار الفتوى أن هذه الانتخابات تحسب للمفتي عبد اللطيف دريان لأنه أصرّ على الديموقراطية وعلى تجديد الدماء في أعلى هيئة إسلامية سنية. هدف المفتي أن يتنافس المتنافسون على خدمة أهلهم وخدمة المؤسسات وتطويرها وتعزيز دور الوقف وتقوية المؤسسة الأم.

في بيروت العاصمة أخذت الانتخابات أهمية وصدى لدى مختلف أبنائها وعائلاتها. وقد فاز في الانتخابات عن محافظة بيروت السادة: محمد مكاوي، وسيم المغربل، زياد الصاحب، عبد الحميد التقي، مازن شربجي، طلال بيضون، عبد الله شاهين، فؤاد زراد.
محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي الذي فاز بأعلى الأصوات في انتخابات محافظة بيروت (١٠٧ أصوات من أصل ١٢٥ مقترعاً) يقول لصحيفة «السهم» إن هذا الحضور الكثيف يؤكد أهمية الحدث وأن المقترعين الكرام ومن يمثلون يريدون أن يروا فعالية أكبر للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي يجب أن يعمل مع سماحة مفتي الجمهورية يداً بيد لتطوير المؤسسات التابعة للدار. القاضي مكاوي أشاد بحكمة مفتي الجمهورية مؤكداً أن هناك تحديات كبرى تنتظر المجلس الجديد. من هذه التحديات: تطوير إدارة الوقف الإسلامي في كل لبنان وتحسين أوضاع الكادر البشري من علماء ومدنيين والأهم دعم موقع دار الفتوى الإسلامي والوطني الجامع.
عن محافظة الشمال فاز السادة: فايز مصطفى سيف، بلال بركة، أحمد عبد الأمين، مظهر الحموي، أسامة طراد، منذر حمزة، وائل زمرلي.

يقول الشيخ فايز سيف لصحيفة «السهم» وهو الذي حاز على أعلى نسبة أصوات (٩٩ صوتاً من أصل ١١٢ مقترعاً): إن نسبة الأصوات العالية التي حصل عليها هي الأعلى في انتخابات المجلس الشرعي وهذه تعبر عن ثقة به وتحمّله مسؤولية. الشيخ سيف ينجح للمرة الثانية في انتخابات المجلس الشرعي فهو كان يشغل عضوية المجلس في الدورة السابقة أيضاً. ويقول إن السنوات الأربع الماضية كانت قاسية على المجلس الشرعي وعلى لبنان من حيث الصعوبات الجمة التي واجهت البلد. فقد مرّ لبنان والعالم بجائحة كورونا وما نتج عنها، كما واجه اللبنانيون «الثورة» والانهيارات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.

في السنوات الأربع المقبلة ينتظر أعضاء المجلس الشرعي تحديات كبرى. يؤكد الشيخ سيف أنه «سيعمل مع زملائه في المجلس الجديد ومع سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان بمثابة فريق واحد وسنكمل معه المسيرة في كل ما تحتاجه الدار وما تحتاجه الطائفة الإسلامية السنّية». ومن الأفكار التي يحملها الشيخ سيف مقترحات لتعديلات أساسية تتعلق بالقوانين لتنمية العمل الوقفي في الشمال وكل لبنان، ومواكبة الواقع على صعيد التشريعات، ووضع استراتيجية دعوية طويلة للأئمة والخطباء. ومن المواضيع التي تهم الأسرة والطفل والطالب، العمل على دعم التعليم الديني الأساسي للطلاب في المدارس الرسمية وتوحيد الكتاب الديني وإقرار سلسلة متكاملة يحتاجها الطلاب في مختلف المراحل التربوية.

في النتائج الأخرى لانتخابات المجلس الشرعي، فقد فاز عن محافظة عكار: كفاح الكسار. وعن محافظة جبل لبنان: رئيف عبد الله، حمزة شرف الدين.
وعن محافظة البقاع: محمد العجمي، يونس عبد الرزاق.
عن قضاء صيدا بالتزكية: عبد الحليم الزين، موفق الرواس، فايز بعاصيري. وعن قضائي حاصبيا ومرجعيون بالتزكية: نزيه حمد.
انتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى تجري كل ٤ سنوات. وعلى الرغم من منافسة ديموقراطية جرت بين المرشحين «من أجل الخدمة» إلا أن التنافس صار الأحد وانتهى الأحد! اليوم الإثنين يوم جديد. المهم من هذه اللحظة، أن يعمل الجميع يداً واحدة برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من أجل خير السنّة والمسلمين واللبنانيين. الصعوبات كبيرة جداً والتحديات هائلة. على جميع الفائزين أن يتعاونوا ليحققوا إنجازات تُحسب لهم في الدنيا والآخرة. عليهم أن يكونوا «كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى».

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً