قال متحدث باسم وزارة الصحة في غزة اليوم السبت إن 193 فلسطينيا على الأقل قُتلوا وأصيب 650 في القطاع منذ انتهاء الهدنة بين حماس وإسرائيل صباح أمس الجمعة.
واستهدفت إسرائيل بغارات جوية وقصف مدفعي خان يونس في جنوب قطاع غزة اليوم السبت في الوقت الذي تواصل فيه هجومها الذي استأنفته على القطاع عقب انهيار الهدنة مع حركة حماس في القتال الدائر منذ نحو شهرين.
وقال سكان فلسطينيون إن منازل ومناطق مفتوحة تعرضت للقصف ودُمرت ثلاثة مساجد في خان يونس خلال الساعات الماضية. وقال مراسلون لرويترز في المدينة إن أعمدة من الدخان تتصاعد في السماء.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجمات المشتركة لقواته البرية والجوية والبحرية أصابت 400 هدف لمسلحين وقتلت عددا غير محدد من مقاتلي حماس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وذكرت وسائل إعلام تابعة لحماس إن نحو 200 فلسطيني قُتلوا منذ انتهاء الهدنة، إضافة إلى أكثر من 15 ألف قتيل منذ بداية الحرب، بحسب السلطات الصحية في القطاع.
في غضون ذلك دخلت أولى شاحنات المساعدات منذ انهيار الهدنة في غزة من الجانب المصري من معبر رفح في طريقها إلى معبر العوجة للتفتيش قبل مواصلة الطريق إلى قطاع غزة.
وقالت مصادر أمنية مصرية ومصادر من الهلال الأحمر لرويترز إن شاحنتي وقود و50 شاحنة مساعدات مرت من الجانب المصري متجهة إلى العوجة للتفتيش.
وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بالمسؤولية عن انهيار الهدنة التي استمرت سبعة أيام وأطلقت خلالها حماس سراح رهائن مقابل الإفراج عن محتجزين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقالت الأمم المتحدة إن القتال سيؤدي إلى تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية. وقال ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنيف إن “الجحيم على الأرض عاد إلى غزة”.
واندلع الصراع الحالي في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما شن مقاتلو حماس هجوما على جنوب إسرائيل مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة في غزة، بحسب ما أعلنته إسرائيل.
وردت إسرائيل على ذلك بقصف مكثف وغزو بري أدى إلى مقتل الآلاف وتدمير مناطق واسعة من غزة وتشريد مئات الآلاف فيما أصبح الحلقة الأكثر دموية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع.
وقال مسعفون وشهود إن القصف أمس الجمعة كان على أشده في خان يونس ورفح بجنوب القطاع.
ويلجأ النازحون من سكان غزة إلى هناك بسبب القتال الدائر في شمال القطاع المكتظ، لكن السكان قالوا إنهم يخشون أن تكون إسرائيل تستعد لتوغل بالقوات البرية نحو الجنوب.
وأسقط الجيش الإسرائيلي منشورات على المناطق الشرقية في خان يونس تأمر سكان أربع بلدات بالإخلاء، ليس إلى مناطق أخرى في المدينة كما حدث من قبل ولكن جنوبا إلى مدينة رفح.
وجاء في المنشورات المكتوبة باللغة العربية “عليكم الإخلاء فورا والتوجه إلى الملاجئ في منطقة رفح. مدينة خان يونس هي منطقة قتال خطيرة. لقد أعذر من أنذر”.
وخرج السكان إلى الشوارع فارين بحثا عن مأوى في الغرب وهم يحملون أمتعتهم على عربات.
وفي رفح، أخرج سكان عدة أطفال صغار ملطخين بالدماء ويغطيهم الغبار من منزل تعرض للقصف. وقال ابن صاحب المنزل إنه كان يؤوي نازحين من مناطق أخرى.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن ثلاثة فلسطينيين قُتلوا في ضربة جوية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
تبادل الاتهامات
قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل العديد من مجموعات المقاتلين في شمال غزة وإن العمليات شملت معركة بالأسلحة النارية عند مسجد يستخدمه نشطاء حركة الجهاد الإسلامي كمركز قيادة. وفي إشارة إلى أنه يحكم قبضته على الشمال، أمر المدنيين في عدة أحياء في مدينة غزة بالإخلاء فورا.
وفي جنوب إسرائيل، انطلقت صفارات الإنذار في ساعة مبكرة من صباح اليوم في بلدات بغلاف غزة، لكن لم ترد أنباء عن وقوع أضرار جسيمة أو إصابات.
ولم تتمكن رويترز من تأكيد الروايات المتعلقة بميدان المعركة.
وتم تمديد الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر تشرين الثاني مرتين، ولكن بعد سبعة أيام تم خلالها إطلاق سراح نساء وأطفال ورهائن أجانب بالإضافة إلى عدد من المحتجزين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، لم يتمكن الوسطاء من إيجاد صيغة للإفراج عن المزيد.
واتهمت إسرائيل حماس برفض إطلاق سراح جميع النساء المحتجزات لديها. وقال مسؤول فلسطيني إن الانهيار حدث بعدما طلبت إسرائيل أن تطلق حماس سراح المجندات.
وقالت قطر، التي لعبت دورا محوريا في جهود الوساطة، إن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى الهدنة، لكن تجدد القصف الإسرائيلي لغزة يعقد جهود الوساطة.
وذكر مصدر مطلع لرويترز أن فريقا من الموساد الإسرائيلي موجود بالدوحة اليوم لبحث استئناف الهدنة في غزة مع الوسطاء القطريين.
وأضاف أن محادثات الموساد بوساطة قطر تركز على احتمال إطلاق سراح فئات جديدة من الرهائن الإسرائيليين ومعايير هدنة جديدة.
وقال مسؤول إسرائيلي في واشنطن في وقت سابق إن إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن يمثل “أولوية قصوى”.
وألقى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن باللوم على حماس قائلا إنها لم تف بالشروط الخاصة بالرهائن وشنت هجوما في القدس خلال وقف إطلاق النار.
وقال أوستن في مؤتمر صحفي في كاليفورنيا “سنواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر في الجهود الرامية إلى العودة إلى التهدئة”.
في المقابل، اتهمت حماس واشنطن بإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لشن “حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي”.
وقالت في بيان “اليوم تردد بكل وقاحة الأكاذيب الصهيونية التي تحمل حماس مسؤولية استئناف الحرب وعدم تمديد التهدئة الإنسانية”.