مايو 19, 2024

اخبار ذات صلة

بوتين للغرب: من أنتم؟ ومن أعطاكم هذا الحق؟

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم في كلمة أمام المنتدى الدولي «فالداي» في منتجع سوتشي، أنه كان من الضروري الرد على التهديدات الغربية وأن روسيا لم تبدأ الحرب في أوكرانيا وإنما تحاول إنهاءها.

وتوجّه بوتين لأعضاء نادي «فالداي» بالقول: عندما التقينا للمرة الأولى منذ عشرين عاما كانت بلادنا تتجاوز مرحلة صعبة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، والمشكلات البشرية تحتاج إلى قرارات وحلول جماعية لمواجهة التحديات.

وأضاف: توقع البعض بانتهاء الحرب الباردة أن تعمل روسيا لمصلحة الآخرين. لم يستمع ولم يرغب أحد في الاستماع إلينا، مشيرًا الى ان الولايات المتحدة اتخذت نهج الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية وحتى الأخلاقية. إلا أن العالم معقد أكثر مما هو متوقع كي يدار من قبل طرف واحد، والغرب يعرف أن الطاقة كان الغرب يحصل عليها بسبب سياساتها الاستعمارية، وبسبب سرقتها للموارد، لافتًا الى ان الغرب بحاجة للوقود والخامات ليدعم تطوره، لم يتوقف الغرب عند هذا الحد، لكنه تجاهل كل اقتراحاتنا وعرضنا على شركائنا وحلفائنا، وعندما عرضنا عليهم الانضمام إلى «الناتو» قالوا لنا: لا حاجة لـ «الناتو» لمثل دولتكم.

وأردف قائلا: كان من الضروري الرد على التهديدات الغربية. لم نبدأ الحرب في أوكرانيا، وإنما نحاول إنهاء الحرب التي شنت ضدنا، وكان هناك حرب حقيقية لعشر سنوات في دونباس بالدبابات. العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا جاءت لإنهاء هذه الحرب، ولكل فعل رد فعل، وكل من يأخذ على عاتقه بأنه استثنائي وأن لديه كل الحق في إملاء هيمنته فللأسف سيكون هناك رد. الدول الغربية فقدت التعامل مع الواقع.

وتابع: ليس لدينا أي مطامع في المزيد من الأراضي. نحن أكبر دولة في العالم ولدينا مساحات كبيرة يجب استغلالها في بلادنا، والأساس هو المبادئ التي يجب أن يبنى عليها العالم الجديد بينما يشعر الجميع بالمساواة والأمن والاحترام، والأساس هو التوازن في هذه العالم وألا تكون هناك إملاءات من أجل مصلحة القوى المهيمنة.

وقال بوتين: إن المحاولات لنقل العالم إلى «نحن» و«هم» ضد بعضهم البعض هو منتج الثقافة الغربية من القرن العشرين، يحاول الغرب توسيع الناتو حتى إلى جنوب آسيا، ونهج التحالف هو حرمان حقوق وحرية الدول في تطورها المستقل، وإدخالها إلى قفص الالتزامات، ويحاول الغرب إملاء القرارات في جميع المجالات بما في ذلك في المجال الأمني والاقتصادي.

وأضاف بوتين: الغرب يحاول استبدال القانون الدولي بقواعد يضعونها بأنفسهم، إن زملاءنا في الولايات المتحدة والغرب يحاولون أن يعلّموا الغير كيفية التعامل مع هذه القواعد. من أنتم؟ ومن أعطاكم هذا الحق؟

وتابع: الحضارة في مفهومنا متنوعة ومختلفة للغاية، وكل حضارة ترغب في البحث عن طريقها المستقل المبني على التجربة التاريخية وعلى الجغرافيا، ولا يمكن تفرقة الحضارة الروسية على اختلاف أطيافها برغم اتساعها وتنوعها.

ورأى ان البشرية يجب أن تستند إلى ما يجمع لا إلى ما يفرق. إن كلنا نختلف في الثقافة وفي الهوية وفي القيم والعادات. إن احترامنا لأنفسنا هو ما يحدد احترامنا لغيرنا، والحضارة ليست إملاء على أحد، كما أنها لا تملى من الخارج، وأهم ما في الأمر الاستقرار الداخلي والتآلف.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً