علما الشعب صامدة، لا وبل ترفض الانصياع للحرب، رفضت أن يمر عيد الميلاد دون زينة، فتكاتف عدد من أبنائها لتزيين شجرة ولو بسيطة، ليقولوا إننا صامدون.
يرفض أبناء القرى المسيحية الممتدة على طول الشريط الحدودي، أن يبتعدوا عن عيد الميلاد، أو عيد السلام، قرروا أن يؤكدوا صمودهم بشجرة الميلاد، فـ «الشجرة صمود» على حد قولهم.
من علما الشعب إلى دبل وعين أبل وصولا إلى مرجعيون، قرى حدودية عند خط النار، قرر أبناؤها رفع زينة الميلاد ولو مقتصرة، فـ «الشجرة صمود وتحد للحرب» يقول إيلي أحد أبناء بلدة علما الشعب الذي يشدد على أن من بقي من أبناء البلدة قرروا الاحتفال بالعيد ولو بشجرة وصلاة، لأنه يقول «نريد أن نقول للعالم إن صمودنا نابع من إيماننا بالسيد المسيح، الذي يمثل لنا السلام والمحبة». تكاد تخلو علما من أهلها، بالكاد تجد أحدا على الطريق، ٩٩ بالمئة من أهلها غادرها، لا سيّما وأنها تقع مباشرة على الحدود وعلى بعد أمتار قليل من موقع جل العلام والجرادية وغيرها.
بالأمس احتفلت علما بإضاءة شجرة الميلاد في موقف تحد واضح للاحتلال والعدو وطائراته التي لا تفارق أجواء البلدة ليلا نهارا. يقول جورج «إن القصف لن يمنعنا من الاحتفال بالعيد، فهو بالنسبة لنا بداية حياة، وهو عرف وجزء من ديننا الذي ينادي بالسلام».
اكتفت علما بشجرة بسيطة، لم تقم القرية الميلادية، فالظروف لا تسمح، وسيحتفل من بقي بالميلاد ولو بشكل بسيط وسيكتفي الكل بالصلاة لإيقاف الحرب.
أما ميدانيا، رغم الهدوء الصباحي، إلا أن التوتر بدأ بُعيد الظهر مع سلسلة غارات شنها العدو الإسرائيلي على ميس الجبل وحولا وعيترون وعيتا الشعب ومارون الرأس، استهدفت بمعظمها منازل سكنية، وألحقت أضرار مادية بها، وان كانت الخسائر كانت أكبر في غارة عيتا الشعب التي أودت بحياة شهيد وعدد من الجرحى.
بالطبع تزامنت الغارات مع عمليات محكمة للمقاومة الإسلامية على مواقع العدو الإسرائيلي، والتي تحقق مزيدا من الخسائر في صفوف العدو، وقد شنت المقاومة علميات عدة بدأتها باستهداف تجمع آليات في محيط قرية هونين، ثكنة «أفيفيم»، مقر قيادة مستحدث قرب مستعمرة «إيفن مناحم» بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا عددا من أفراده بين قتيل وجريح وغيرها من العمليات التي جاءت ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية. مما لا شك فيه، أن قواعد المعركة بدأت تتغير، وترسم خريطة طريق جديدة، ومن المؤكد أن العدو يسعى لفتح الجبهة الجنوبية بشكل أكبر، وما استهدافه بلدة حومين التحتا ليل أمس، التي تبعد قرابة ٥٠ كلم عن الحدود إلا تأكيد على رغبة العدو في توسيع المعركة، بحثا عن انتصار وهمي، لن يتحقق. ومن المؤكد أيضا أن التصعيد الجنوبي اليوم من قبل «حزب الله» ما هو إلا تأكيد على أن هذه الجبهة ترسم معادلة جديدة في خارجة طريق المنطقة، وليس مستغربة أهمية هذه الجبهة التي أرهقت العدو وتمكنت من أبعاد المستعمرين الصهاينة خارج المستعمرات، وشلت الحياة في الجهة الشمالية من فلسطين المحتلة، وهو ما يؤكد أن هذه المعارك تحقق أهدافها ولو بخطوات مدروسة، مع تأكيد واضح أن جبهة الجنوب ستبقى على ما هي عليه ومن يمسك بزمامها هو «حزب الله» الذي يدير الجبهة بذكاء ودقة غير متناهية.