مرة جديدة، يقحم العدو الاسرائيلي العمق الجنوبي في قلب المعركة، اذ شكل استهدافه طريق مرجعيون _ الخردلي _ النبطية قرب مركز تابع لقوات اليونفيل، إشارة خطيرة، عن رغبة دفينة لديه بقطع خط التواصل بين القرى، سيما وأن هذه الطريق تعد الشريان الحيوي الذي يربط النبطية بقرى مرجعيون، وعبرها يسلك يوميا مئات المواطنين.
بالطبع، لم يكن الاستهداف وليد الصدفة، ولا عن طريق الخطأ، بل هو ضمن خطة مبرمجة، يعمد من خلالها العدو الى توسيع خط النار، ولو «عالبطيء».

وللمصادفة أيضا، نجا فريق تلفزيون المنار من الغارة المستهدفة والتي وقعت أمامهم، بينا كان في طريقه لتفقد مكان الغارات التي شنها على محيط حاحز الجيش اللبناني، وأدت الى اصابة مصور المنار خضر مركيز في عينه اصابة طفيفة.

مما لا شك فيه أن توسيع العدوان غير بريء على الأطلاق، إذ يركز الاسرائيلي في إعتداءاته على تدمير ما أمكنه من منازل وأحياء وقرى، على غرار ما يفعله في غزة ولو بصورة مصغّرة.

منذ ساعات الصباح الأولى بدأ بشن غاراته على كفركلا التي باتت في مرمى الاعتداء اليومي، الذي يستهدف منازلها وأحياءها ويسويها أرضا.طبعا، يكمن هدف العدو في ابعاد سكّان هذه القرى عن منازلهم، اسوة بما حلّ بالمستوطنات التي تحولت مدينة أشباح بعدما هجرها المستوطين هرباً من لهيب نار المقاومة اللبنانية، التي فرضت موازين اللعبة وعلى طريقتها، ومن خلالها عملياتها التي تدخل فيها يوما بعد آخر تكتيك جديدا وسلاحاً نوعياً.
وثبت ذلك من خلال العمليات التي شنّها حزب الله على مواقع العدو وإن كانت أبرزها أستهداف تجمعا لمشاة العدو في نقطتي تلة الطيحات وجبل نذر بالأسلحة المناسبة، وموقع جل العلام بصواريخ بركان وحققوا فيه إصابات مباشرة، اضافة الى استهداف انتشار لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا وموقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة.في القطاع الأوسط لم تسلم عيتا الشعب ولا ميس الجبل ويارون وحولا من الغارات والاستهدافات المباشرة والتي تهدف حكما لتهجير من قرر الصمود عنها، لتنفيذ مخططه القاضي بتحويل مناطق الحدود بعمق ٤ كلم منطقة معزولة، وهذا المخطط لن يبصر النور ابداً، رغم كل القصف وعنف الغارات، ما زال هناك أهالي ترفض النزوح، وتؤكد معادلة جديدة «ارضي أو الموت».
على صعيد متصل، تتحضر قرى رميش ويارون وعين ابل ودبل وكل القرى المسيحية وقرى صور لاحياء ليلة الميلاد، التي ستقتصر على الصلاة ليعم السلام في البلد، وتستبع بسهرة عائلية بسيطة، تؤكد أن الميلاد هو ولادة طفل السلام الذي ينشده العالم ليخلصها من الحروب على ما يقول أبناء القرى الحدودية.

صحيح أن النبطية لم ترفع شجرة الميلاد على غرار الأعوام الماضية، بسبب الظروف الامنية الرداهنة، الا أن صور قررت أن تضيء شجرة المحبة والسلام، في تحد واضح لكل الظروف المعيشية والامنية، حيث أضيئت شجرة الميلاد في ساحة القسم في صور علتها نجمة السلام والأمل لعلها تحمل معها وبولادة السيدة المسيح. عليه السلام الرجاء والسلام والاستقرار للوطن لبنان.