ميلاد حزين شهدته القرى الحدودية، غابت الاحتفالات وحضرت فقط الصلوات، التي أقيمت على وقع تصاعد وتيرة المعارك اليومية التي تشهدها القرى الحدودية، التي شهدت قداديس، وتشييع شهداء في آن وأمنية واحدة أن تنتهي الحرب عما قريب.
يبدو أن لا أفق واضحة للمعركة، أو توافر خريطة طريق لمسار المعارك، فالمعارك تدار كل يوم بيومه، ولكل يوم سيناريو تكتيكي مختلف، ينطلق عادة من حدة الاعتداءات الصهيونية على القرى الحدودية. مما لا شك فيه، أن تصعيد وتيرة الاعتداءات والاستهدافات الاسرائيلية، يفرض وقع جديد لسير المعركة، التي تؤكد مصادر مواكبة أنها في تصاعد مستمر، وإن حافظت على وتيرة عدم الانجرار الى حرب مفتوحة وشاملة، وأن جزمت المصادر أننا في قلب الحرب ولكن بتكتيكات جديدة فرضتها المقاومة نفسها، التي تملك مفتاح المعركة وليس العدو الذي يتلقى الخسائر والضربات القاسية اليومية من جراء عمليات المقاومة الدقيقة.
صحيح أن وتيرة الغارات كانت عنيفة جدا، خاصة في اللبونة، التي تعرضت لأكثر من عشر غارات متتالية، وانسحبت على عيتا الشعب ومارون الرأس، مروحين ورامية وغيرها، ألاّ أنها لم تخرج من اطار الخطوط الحمراء التي وضعتها المقاومة، بل أجهزت المقاومة بسيل عملياتها على مزيد من جنوب الاحتلال وتعزيزاته التقنية والعسكرية في عدة مواقع والتي جاءت ردا على الاعتداءات على منازل الجنوبيين.
شهيدان وتدمير عشرات المنازل هي حصيلة اليوم العسكري الميلادي الطويل، في حين شيعت قرى يارون وعيترون شهيدين على طريق القدس في موكب شعبي حاشد ضاقت به الطرق، في وقت كانت مستعمرات العدو عند الحدود خالية من المستوطنين.
ما يمكن التركيز عليه هو رغم كل الغارات والقصف الذي طال القرى، غير أن القرى المسيحية احتفلت بالميلاد، وان كانت عبر قداديس وصلوات لانتهاء كابوس الحرب الحاصلة، فأهالي رميش احيوا الميلاد بالصلاة وتوزيع الهدايا على الاطفال، في حين أبناء يارون اضاءوا الشموع تضرعا لوقف الحرب، في وقت عمت الصلوات قرى مرجعيون على نية السلام.