شهد العام 2023 الذي نطوي ايامه الاخيرة احداثا وتطورات ووقائع سياسية وامنية واقتصادية واجتماعية تركت تأثيراتها على حياة اللبنانيات واللبناييين، حيث استمرت مسيرة انهيار الدولة وتحللها التي بدأت قبل نحو 4 سنوات ، في ظل الشغور الرئاسي ، وتفاقم الازمة الاقتصادية –المعيشية التي حولت الحياة الى جحيم دفعت بعشرات الاف الشباب الى الهجرة بحثا عن الافضل.
سياسيا
استمرت الازمة السياسية مسيطرة مع عجز مجلس النواب على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لانهاء الشغور في هذا الموقع الحاصل منذ نهاية تشرين الاول 2022واخر جلسة عقدها المجلس النيابي لانتخاب الرئيس كانت الجلسة رقم 12 يوم الاربعاء في 14 حزيران 2023 حيث نال جهاد ازعور 59 صوتا مقابل 51 صوتا لسليمان فرنجية
وحالة العجز هذه ادت الى التمديد للمجالس البلدية الاختيارية للمرة الثانية بموجب القانون الرقم 310 حتى تاريخ اقصاه 31 -5- 2024 ، وقد عدد من الطعون طعون بها القانون ردها المجلس الدستوري ،ولاتبدو اليوم امكانية اجراء هذه الانتخابات ما يعني اننا امام تمديد جديد في العام القادم.
وشهد العام شغور عدد من المواقع الاساسية من دون تعيين البديل ، ففي 2 اذار احيل المدير العام للامن العام االواء عباس ابراهيم الى التقاعد وتولى مهمامه بالوكالة اللواء الياس البيسري ، كما انتهت في 31 تموز ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد شغله المنصب منذ 30 عاما وحل مكانه بالانابة النائب الاول وسيم منصور ، وبعد انتهاء ولاية سلامة ” اختفى” ولم يعد يعرف مكانه وهو ملاحق من قبل القضاءين الفرنسي واللبناني .
كما شكل موضوع احالة قائد الجيش العماد جوزف عون الى التقاعد في 10-1-2024 محورا اساسيا في النقاش السياسي بين تأجيل التسريح او التمديد او تعيين البديل ، وقد انتهى الامر يوم الجمعة في 16 كانون الاول الى تعديل القانون والتمديد سنة لكل من يحل رتبة عماد ولواء من قادة الاجهزة الامنية .
امنيا
شهد لبنان العديد من الاحداث الامنية من ابرزها :
في 20 شباط خطف الشيخ احمد الرفاعي من عكار الامر الذي ادى الى توتر طائفي –سياسي بعد توجيه اصابع الاتهام الى حزب الله ، وانتهت القضية بالعثور على جثة الشيخ في 25 شباط وتبين ان القتلة هم من اقارب الشيخ والاسباب شخصية .
في الاول من تموز اشتباكات مسلحة في القرنة السوداء بين مسلحين من بقاعصفرين واخرين من بشري على خلفية نزاعات عقارية وعلى رعاية الماشية ادت الى مقتل شخصين من بشري وحالة توتر في المنطقة
في 29 تموز اشتباكات مسلحة في مخيم عين الحلوة بين فتح ومنظمات اسلامية ادت الى سقوط 14 ضحية ، وعادت وتجددت هذه الاشتباكات في 7 ايلول وادت الى سقوط 15 ضحية وعدد اخر من الجرحى
في 9 اب واثر سقوط شاحنة محملة اسلحة لحزب الله على كوع الكحالة جرت اشتباكات بين مسلحين من حزب الله كانوا يواكبون الشاحنة وعدد من اهالي الكحالة ادت الى سقوط ضحية لدى كل طرف وحالة توتر استمرت لاسابيع ، وقد صادر الجيش الشاحنة ولم يعرف مصيرها حتى الان .
منذ 8 تشرين الاول وبعد اندلاع حرب غزة تشهد حتى اليوم المناطق الجنوبية الحدودية اشتباكات بين عناصر حزب الله والجيش الاسرائيلي ادت حتى الان الى سقوط 127 مقاتلا للحزب و20 مدنيا وتهجير نحو 75 الفا من السكان وتدمير 225 منزلا وتضرر اكثر من 2500 منزلا .
اقتصاديا
شهد العام 2023 ارتفاعا كبيرا في سعر صرف الدولار وصل في منتصف شهر اذار الى نحو 143 الف ليرة ، واخذ بعدها بالتراجع حتى وصل مع نهاية العام الحالي الى 89500 ليرة مقارنة ب 42400 في نهاية العام الماضي بارتفاع نسبته111% ، اما السعر الرسمي فقد رفعه مصرف لبنان في الاول من شباط الى 15000 ليرة بعدما كان محددا منذ نهاية العام 1998 على سعر 1500 ليرة
وفي الاول من اب توقف العمل بمنصة صيرفة بعد نحو سنتين ونصف الى اطلاقها وصل خلالها مجموع الاموال التي تم تداولها الى نحو 25 مليار دولار ، وكان اخر سعر للتداول هو 85500 ليرة وعمد مصرف لبنان في 19 كانون الاول الى رفعه الى 89500 ليرة ليكون موازيا للسوق السوداء في مسعى لتوحيد اسعار الصرف .
اما احتياطي مصرف لبنان من العملات الاجنبية فقد انخفض من 9.7 مليار دولار الى 9.063 مليار دولار
وفي انجاز غير مسبوق منذ العام 2002 انجزب الحكومة مشروع قانون موزانة العام 2024 واحالته الى مجلس النواب في 28 ايلول اي قبل المهلة القانونية باكثر من 15 يوما، وجاء المشروع محملا بالكثير من الضرائب والرسوم التي عمدت لجنة المال والموازنة في مجلس النواب الى الغائها وتعديلها ، ولكن لم يقر المشروع حتى اليوم
اما الحدث الاقتصادي الابرز فكان في 24 اب مع بدء عمل حفارة التنقيب عن الغاز والنفط في البلوك رقم 9 في حقل قانا في الجنوب ، وجاءت النتائج المعلنة في منتصف شهر تشرين الاول مخيبة الامال اذ لم يتم العثور على الغاز الموعود بانتظار محاولات جديدة في المستقبل .
وفي ظل هذه الاوضاع سجل التضخم حتى شهر تشرين الاول الماضي نسبة 255%
تربويا
بالرغم من الازمة الاقتصادية وارتفاع الاقساط في المدارس الخاصة بعد اعتماد الدولار في تحديد الاقساط فقد شهدت هذه المدارس اقبالا كبيرا ونزوحا من المدارس الرسمية اليها نتيجة الاضراب والاقفال، فبلغ عدد الطلاب في المدارس الخاصة المجانية وغير المجانية 738744 طالبا مقابل 302099 طالبا في المدارس الرسمية اي ما يشكل فقط نسبة 29% بينما قبل الازمة في العام الدراسي 2018-2019 بلغ عدد الطلاب في المدارس الرسمية 332129 الفا مقابل 704803 طالبا في المدارس الخاصة .
الهجرة والسفر
ادت الازمات السياسية والامنية والاقتصادية الى ارتفاع كبير وغير مسبوق في اعداد المهاجرين والمسافرين بحثاعن فرصة عمل فوصل العدد الى 175 الفا حتى نهاية شهر تشرين الثاني الماضي مقابل 59 الفا في العام 2022 .
اخير ينهي اللبنانيون الايام الاخيرة من العام 2023 وما حمله من ازمات ويتطلعون بامل الى العام الجديد عله يحمل اليهم بعضا من الاستقرار وانتظام عمل المؤسسات وتوفير الخدمات الاساسية كي يتمكنوا من تحقيق بعض تطلعاتهم .
