al saham

أكتوبر 12, 2024 5:12 م

اخبار ذات صلة

جبهة الجنوب ما زالت محكومة بقواعد الاشتباك

يمكن وصف العملية التي نفذها حزب الله ضد مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة بأنها عملية استعراضية تذكيرية لا تخرج عن سياق قواعد الإشتباك التي تحكم الوضع هناك منذ حرب ال ٢٠٠٦ وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، وهي عملية شبيهة بإطلاق الصواريخ أيضا من منطقة شويا باتجاه منطقة مفتوحة في مزارع شبعا والتي حصلت في شهر آب من العام ٢٠٢١.

هذه العملية تظهر أن حزب الله لا يريد تصعيدا في الجنوب اللبناني ولكنه في الوقت ذاته لا يمكن له إلا أن يقوم بعمل ما ضد الإسرائيليين في محاولة لتفادي الانتقادات ضده والتي تتهمه بالتقاعس عن نصرة الفلسطينيين في قطاع غزة وعدم استخدامه لترسانة الصواريخ والمقاتلين لديه وعدم استغلاله لما حصل من أجل تطبيق القول بالفعل لتحرير فلسطين وهو قادر على ذلك كما يقول، وبالتالي أتت عملية القصف هذه للحد من هذه الانتقادات والقول بأن الحزب يقف إلى جانب الفلسطينيين والقول أيضا إن عملية تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لا تزال مستمرة علما أن عدد العمليات العسكرية في هذه المناطق منذ الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام ٢٠٠٠ هو عدد محدود جدا مقارنة بالعمليات التي كان يشنها حزب الله ضد الإسرائيليين أثناء احتلالهم للجنوب اللبناني.

من الناحية العسكرية لا تتمتع العملية التي قام بها حزب الله بأي جديد عسكري نوعي فهي اقتصرت على إطلاق قذائف هاون وصواريخ على عدد من المواقع العسكرية المشرفة على منطقة العرقوب، وهذا مؤشر أيضا على ان حزب الله لا يريد تصعيدا في المرحلة الراهنة على الأقل،وهو في هذا الإطار يحسب حسابا لما يمكن أن يعيشه اللبنانيون وتحديدا بيئته في حال تدهور الوضع واندلاع مواجهة شاملة مع الإسرائيليين والثمن الذي يمكن أن يدفع،كما أن اقتراب لبنان من معرفة ما إذا كان لديه كميات من النفط والغاز في البلوك رقم ٩ هو أمر مهم بالنسبة لحزب الله ويعول عليه كثيرا ويتحدث عنه باستمرار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ولا سيما لجهة العائدات المالية التي ستجعل لبنان يتخلى عن المساعدات العربية والدولية وصندوق النقد،وبالتالي فإن أي مواجهة عسكرية واسعة ستحرم لبنان من هذا القطاع والعائدات ولن تعطل فقط تطوير اي حقل مكتشف في البلوك رقم ٩ بل ستجعل الكونسورتيوم الذي قدم عرضين على البلوكين ٨ و١٠ يعلن انسحابه من هذا القطاع رفضا لتحمل أي مخاطر.

يبقى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتبنى حزب الله هل تريد تصعيدا على الجبهتين اللبنانية والسورية؟

حتى الساعة لا مؤشرات على ذلك فهي يبدو أنها مكتفية بما يجري على الجبهة الفلسطينية ولكنها بالتأكيد تراقب الوضع بدقة هناك لتبني على الشيء مقتضاه.

Facebook
WhatsApp
Twitter

اقرأ أيضاً