من الصّعب التكهن بتطورات المعركة الميدانية الدائرة حالياً على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، تكتيكات الحرب تفرض نفسها «كل يوم بيوم» معادلة وضعها حزب الله نصب عينيه منذ اليوم الأول للحرب، وجعل الميدان يتحدث عن التطورات «لحظة بلحظة».
بالطبع، ترتفع وتيرة سخونة المعركة تدريجياً، وفق خطة عسكرية واضحة ومجهولة في آن، إذ من الصعب معركة ما إذا كانت صواريخ المقاومة ستطال أبعد من كريات شمونة، كل ذلك منوط بتطورات الحرب وسيناريوهات.
مما لا شك فيه أن الحرب طويلة الأمد، كل المؤشرات تدل على ذلك، فالحرب اليوم لا تشبه حرب تموز ٢٠٠٦ التي كانت شاملة منذ اللحظة الأولى، اليوم الحرب «عالقطعة»، والإستهداف «عالموقع»، وهو ما يجعل طبيعة الحرب صعبة وغير مفهومة الا بتكتيكات عسكرية دقيقة.
بالطبع، استهداف مدينة بنت جبيل للمرة الثانية في أقل من أسبوع، سيغير تكتيكات المعركة، للمدينة رمزيتها الخاصة، وثقلها المقاوم، واقحامها في قلب الاستهداف مُرجح لتوسع المقاومة من مروحة استهدافاتها وتطال مستوطنات ومناطق أبعد مما يتوقعه العدو الاسرائيلي، الذي يفهم جيداً ابعاد الرسائل الموجه الذي ترسلها المقاومة كل يوم.
لا يختلف اثنان أن العدو يبحث عن انتصار وهمي، ويسعى لتطبيق القرار ١٧٠١، ويحرص وفق «إعلامه» أن يقيم منطقة عازلة على الحدود، وهذا يبرهن سبب توسيع رقعة تدميره للقرى والبلدات الجنوبية.
تتصدر كفركلا قائمة الاستهدافات اليوم بعد بلدة عيتا الشعب، لكفركلا رمزية خاصة، فهي التي قهرت وذّلت العدو وجيش لحد عند بوابة فاطمة في تحرير ٢٠٠٠، يريد العدو أن يثأر على طريقته، ظنّا منه أن الأمر سهل.
ولكن مهلاً، تثبت عمليات المقاومة المحدودة التي تتركز على المواقع العسكرية، أن الكلمة الفصل لصواريخ بركان المقاومة ومُسيّراتها الانقضاضية، هي التي تتحدث بخطاب بالغ الدِّقَّة، يدرك العدو الأمر جيداً، ويعرف أنه يحارب مقاومة شديدة القوة والإصرار على تحرير أخر شبر من تراب الوطن. يحاول العدو الإسرائيلي يومياً، أن يحقق مزيداً من الدمار والقتل في صفوف المدنيين، ويبرز الأمر من خلال استهداف مُسيراته آلية اطفاء تابعة بلدة يارون الجنوبية، ومنزل لمواطن من الـ سعد في بنت جبيل وأدى الى أصابة ٤ أشخاص، ومنازل في كفركلا والجبين.
اعتداءات العدو الاسرائيلي تتواصل يومياً وكل يوم تركز على بلدة تمطرها بوابل من القذائف والصواريخ، وحصة كفركلا اليوم كانت وافرة سواء بالغارات الحربية والمُسيرة أو القذائف المباشرة، والهدف ترحيل سكان البلدة واضعاف المقاومة. غير أن المقاومة تزداد قوة أكثر، وتمطر مواقع العدو بمزيد من العمليات الدقيقة واليوم شنت المقاومة سلسلة عمليات استهدف مزرعة بسطره، ثكنة راميم وموقع العاصي، تجمع للعدو في موقع «بيت هلل» وغيرها بالصواريخ الدقيقة والموجهة والمسيرات الانقضاضية، ويظهر حجم الخسائر التي تحققت من خلال تزايد حدة الغارات التي تستهدف القرى.