لم يختلف اليوم الأول من العام الجديد عن اليوم الأخير من العام الماضي، إستمر العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية، وبعنف أكبر، محاولاً تدمير أكبر قدر ممكن من المنازل والأحياء، ومستهدفاً المدنيين.

إفتتح العدو اليوم الأول من عام ٢٠٢٤ بمزيد من الغارات على بلدة اللبونة المحاذية للناقورة، هذه البلدة التي تتعرض منذ أكثر من ٨٠ يومًا لغارات شبه يومية، ولقصف بالقذائف الفسفورية، التي دمرت القطاع النباتي والزراعي وخلّفت أضرارا كبيرة في المساحات الحرجية والخضراء.

بدا واضحاً، أن العدو يعزز استهدافاته العدوانية، للتأكيد على عمق الحرب الدائرة، محاولاً تحقيق انجاز نوعي، ولكن مع كل إعتداء يتكشف حجم الفشل، إذ تتركز غاراته واعتداءاته على منازل المدنيين، دون سواها.

اللافت في هذا اليوم هو استهدافه لمستشفى ميس الجبل للمرة الثانية منذ بدء العدوان، وهو تطور خطير في أبعاده الصحية، إذ يعمد الى تطبيق نموذج القضاء على القطاع الصحي على غرار ما يفعله في غزة.

وأدى استهداف المستشفى الى تطاير الشظايا التي وصلت الى داخل قسم الطوارئ وحالت العناية الالهية حالت دون وقوع اصابات.

الى حولا، شن العدو سلسلة غارات استهدفت إحدى منازل المدنيين في البلدة، ولم يسجل اصابات.

أما في بنت جبيل ومارون الراس، كرّر العدو غاراته على أماكن اعتداءاته السابقة، مستهدفا عدد من المنازل.

غير أن الأكثر ضراوة كانت الغارات التي شنها على بلدة كفركلا، التي استهدفت عصرا أحد المنازل وأدت الى سقوط ثلاثة شهداء من أبناء البلدة، ووفق المعلومات فهم من المتطوعين في الهيئة الصحية.

ويكشف حجم الغارات اليوم عن محاولة العدو فرض معادلة جديدة في المعركة، غير أنه يفشل في كل مرة، ومع كل عملية تسددها المقاومة الإسلامية على مواقعه والتي تركزت اليوم على موقع الحدب البستان، تموضعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة يعرا بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.

تكشف جحم سيطرتها وامساكها بزمام المعركة، رغم أن ما استخدمه حزب الله اليوم من أسلحة نوعية ما زال محدوداً جداً.
مساء، شن العدو غارتين على أحد المنازل في مركبا ويجري البحث بين الأنقاض عن ناجين، كما نفذ غارتين على مارون الراس ومركبا واللبونة وطيرحرفا.
تزامنا، تزايدت أعداد النازحين من قرى الشريط الحدودي التي أصبحت شبه خالية من سكانها، وتبرز أزمة توفر المنازل لهم، وسط احتدام الاستغلال للايجارات والعمولة التي تتقاضى لقاء تأمين منزلا والتي تصل الى ١٥٠ دولارا.
وبدا لافتاً حجم المتاجرة في هذا الأمر من قبل العديد من المواطنين، ناهيك عن ارتفاع أسعار الايجارات التي قفزت من ١٠٠ الى ٤٠٠ دولار فجأة.
كل ذلك يحصل والدولة اللبنانية في غياب تام، لم تتحرك أجهزتها بعد لدعم النازحين والصامدين، جل ما تقوم به جولات ووعود لم تترجم بعدا على الأرض أي دعم يذكر.