وسّع العدو الإسرائيلي رقعة استهدافاته، طالت غاراته وقذائفه قرى وبلدات جديدة، تستهدف للمرة الأولى منذ بَدْء العدوان قبل ٩٠ يوماً.
بات واضحاً، أننا دخلنا عمق الحرب، حالياً، وتحديداً بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وقيام العدو فجر الخميس بإستهداف مبنى مؤلف من ثلاث طبقات في الناقورة وسقوط أربعة شهداء وعدد من الإصابات في صفوف المدنيين.
هذا التحول في المعركة، تجلّى مع ساعات الصباح الأولى حيث افتتح حزب الله عملياته مستهدفاً تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا، تبعه استهداف لتجمع لجنود الاحتلال في المطلة وأخر في الناقورة، لم تتوقف استهدافات المقاومة لتجمعات الجنود طيلة النهار حيث طالت عملياته تموضعاً مستحدثاً لجنود العدو في موقع المرج وموقع هونين، ودمّرت التجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام واصابتها بدقة ودمرتها تدميراً كاملاً.
هذا الاستهداف قابله العدو بقصف مدفعي وغارات من مسيرات طالت العديد من القرى والبلدات الحدودية من الجبين إلى يارون وعيتا الشعب ودبل وميس الجبل ووادي السلوقي، كفركلا والخيام، بمعنى أدق طال أكبر قدر من البلدات وأدخل بلدات للمرة الأولى إلى الاستهداف وهي دبل وعين إبل وبيت ليف، في محاولة منه لتوسيع العدوان أكثر.العدوان الصهيوني ترك أثاره الوخيمة على القطاع الزراعي الذي دمره بالكامل، ٧٠ بالمئة من سكان القرى الحدودية يعتمدون في حياتهم على الزراعة والصناعات الزراعية التي طوروها، وبفضل هذا القطاع، شهدت هذه القرى انماءً غير مسبوق وتطوراً في القطاع السياحي والإقتصادي.
هذا القطاع مني بنكسة خطيرة، خسر المزارعون موسم الزيتون، ولم يطرح الزيت الجنوبي ذات الجودة العالية في الأسواق، ناهيك عن خسارة موسمهم الشتوي، هذه الخسائر، تركت أثارها على الأهالي الصامدين والنازحين على حدٍ سواء، وتركتهم في حال يرثى له، وَسَط غياب الدعم لهم واستغلالهم من قبل تجار المنازل الذين يتقاضون ١٥٠ دولار عن كل منزل يؤمنونه.الخسارة الأكبر تمثلت في قصف المساحات الزراعية بالقذائف الفسفورية، وهذا دمر القطاع كلياً، ويصعب زراعته مجدداً قبل اجراء الفحوص للتربة والتأكد من سلامتها، وهذا طبعاً لن يتحقق الا مع وقف اطلاق النار.
يبدو أن وقف اطلاق النار بعيد المنال في المدى المنظور، خاصة مع تكثيف العدو الاسرائيلي استهدافاته، حيث تقصف مدفعية العدو قرى كفركلا والعديسة منذ ساعات المساء الأولى ولا زالت، مع اطلاق قنابل مضيئة في الأجواء، وطال القصف وَسَط البلدة، وَسَط حديث عن سقوط اصابات في صفوف المدنيين.
تزامن القصف مع الحديث عن حدث أمني يحدث في شلومي، في وقت دوّت صافرات الانذار في مستعمرة مسكاف عام . وأطلقت دبابة مركافا عدداً من القذائف إستهدفت خلالها اطراف بلدات رامية و بيت ليف، تزامن مع قصف مدفعي لاطراف حي «ابو لبن» في بلدة عيتا الشعب.
وتعرض سهل مرجعيون وتلة حمامص لقصف مدفعي معادي وقذائف فوسفورية وقنابل مضيئة.
وتسبب القصف المدفعي المعادي مساء اليوم بإلحاق اضرار في شبكة الكهرباء في بلدات ديرميماس، برج الملوك، وكفركلا، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن هذه البلدات ما سيزيد معاناة الصامدين في هذه القرى.