“أكثر من 80 بالمئة من سكان غزة باتوا نازحين، في ظروف قاسية لا تحتمل”.. هكذا كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، عن الوضع الحالي في القطاع حيث أكدت أن الحرب الإسرائيلية تسببت حتى الآن في نزوح قرابة مليون و900 ألف نازح في مختلف أنحاء غزة.
واقع يتماشى مع ترويج إسرائيلي رسمي خلال الأونة الأخيرة لتهجير سكان القطاع، ومع تحذيرات دولية من أن العديد من مناطقه لم تعد صالحة للحياة، مما لا يترك للفلسطينيين إلا خيار الهجرة.
قادة اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دعا لعودة المستوطنيين إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وتشجيع الفلسطينيين على الهجرة.. دعوات مماثلة صدرت أيضا عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل تريد منع سكان غزة من العودة إلى منازلهم حتى يتم تنفيذ صفقة المحتجزين والضغط على حماس.
كل هذا جاء في وقت أكدت فيه تقارير إعلامية إسرائيلية وجود محادثات مع دول إفريقية لاستقبال مهجرين فلسطينيين من قطاع غزة. أمر تدعوه إسرائيل بالتهجير الطوعي.
وقد حذرت تقارير دولية أن مناطق عدة في قطاع غزة لم تعد صالحة للحياة وأن ذلك لا يترك للفلسطينيين إلا خيارا واحد وهو الرحيل.
دعوات إسرائيل للتهجير والاستيطان استنكرها المجتمع الدولي المؤكد على ضرورة تمكين النازحين في غزة من العودة إلى ديارهم في الشمال والسماح بقيام دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي حديثها لـ”غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية” حول إصرار حكومة نتنياهو تهجير سكان غزة تقول الكاتبة والباحثة السياسية نور عودة:
تهجير الفلسطينيين وسكان غزة من أراضيهم هو أحد الخطط والسيناريوهات المفضلة لدى إسرائيل.
تسعى إسرائيل إلى تنفيذ برنامجها الحكومي القاضي بمصادرة الأراضي بالضفة الغربية وضمها للسيادة الإسرائيلية.
رفض الدول العربية تهجير وافتكاك الأراضي الفلسطينية من أصحابها باعتباره انتهاك لحقوقهم وتهديد للأمن القومي العربي.
غياب المعتدلين الإسرائيليين عن الساحة السياسية الإسرائيلية في الوقت الحالي.
محاولات إدارة بايدن التفريق بين الليكود وبين أحزاب بن غفير وسموتريتش بغرض إيجاد مبررات للتعاطي المستمر مع إسرائيل، حيث يجدون صعوبة في تصوير الجميع في إسرائيل على أنهم متطرفون.
سعي نتنياهو إلى عدم قيام الدولة الفلسطينية.
أبدت الدول رفضها للتعاون مع إسرائيل، بما في ذلك الدول الأفريقية، فيما يتعلق بسياسة التهجير التي تنفذها حكومة نتنياهو.
قيام الحكومة الإسرائيلية بإهانة وتجويع الشعب ومحاصرته لدفعه المطالبة بالخروج من غزة التي جعلها الإسرائيليون غير صالحة للعيش.
تغير الموقف الأميركي فيما يخص تهجير الفلسطينيين خاصة في ظل الموقف العربي الصلب الرافض للتهجير والمشاركة فيه.
الموقف الفلسطيني الشعبي الذي يرفض الطرد والتهجير، والموقف العربي الذي يعارض هذه المسألة، يعدان شكلاً من أشكال الدفاع عن الفلسطينيين وعن قضيتهم وفرضت على إدارة بايدن تغيير وجهة نظرها.
نتنياهو يستغل السياسة الأميركية لصالحه الشخصي، نظرًا لأن المرشحين الجمهوريين في الانتخابات الأميركية يدينون الفلسطينيين ومستعدون للذهاب مع إسرائيل إلى أبعد مدى.
ما بدأ في غزة يتفاقم وينتقل بشكل أكبر إلى الضفة الغربية التي ليست آمنة من هذه الطموحات.